اللهم طولك يا روح. الأيام تمر على مذبحة 9 أكتوبر، نحن ننتظر من السادة المسؤولين أى جملة مفيدة، وهم ينتظرون منا أن ننسى وننشغل بأمر آخر. لن أنسى ولن أنشغل بأمر آخر، حظهم المدوحس دخلنى المشرحة، ولا أظن أن أحدا سينسى أنه بات ليلة سوداء ينتظر بين لحظة وأخرى حربا أهلية تشتعل فى مصر. منذ يوم 9 أكتوبر ونحن ندخل فى قصة دوخينى يا ليمونة: قتل ثلاثة من الجيش، لا.. واحد، ثم أخيرا تم تداول خبر كاذب كان مصدره حسابا مزيفا باسم الإعلامية منى الشاذلى، التى ليس لها حساب لا على ال«تويتر» ولا على ال«فيسبوك» بالمناسبة، الخبر يقول إن 66 جنديا مصريا استشهدوا فى أحداث ماسبيرو! الحساب مزيف، والخبر كاذب، وأعضاء اللجان الإلكترونية يصرون على تداول الخبر لسبب غير معلوم. أعضاء اللجان الإلكترونية ينفذون الأوامر، لكننى أسأل الذين يعطونهم الأوامر: وماذا بعد؟ نعم؟ أفندم؟ ما المغزى من ترويج هذه الشائعة؟ سواء قتل جندى أو عشرة أو ألف، الثابت أن لدينا 27 شهيدا من المتظاهرين السلميين، الذين أثبتت لجنة تقصى الحقائق والشهود والوقائع أنهم كانوا غير مسلحين، وأن قواتنا المسلحة المصرية دهستهم بالمدرعات، وهناك ادعاءات بأن عددا من الجنود المصريين أيضا استشهدوا، طيب يا سيدى.. من القاتل الندل؟ طرف ثالث! يا نهااااار.. حتة دين نتفة شبه جملة؟ «طرف ثالث».. واطوظرو نوم؟ من هو الطرف الثالث؟ ولماذا لا يتم الإعلان عن الطرف الثالث؟ خجول مثلا هذا الطرف الثالث؟ هل لا ينكشف على شعوب؟ هل هو اللهو الخفى؟ هل هو جان سخره الساحر بألويز يا بألويز يا راعى الغنم والمعيز؟ الطرف الثالث يذكرنى برأس الأفعى.. فاكرين؟ حين قام مبارك بتفجير كنيسة القديسين، ليعبد الطريق أمام إسرائيل حتى تكون أمامها الفرصة لضرب غزة، دون أن يقع النظام المصرى تحت الضغط الشعبى المطالب دوما بفتح المعبر، خرج علينا وقد وضع مكياجا كاملا، وظلال عيون باللون الأخضر، فورشة كيدا وفورشة كيدا، وقال لنا إنه سيقبض على رأس الأفعى، وظل الرفاق حائرين، يفكرون، يتساءلون فى جنون: رأس الأفعى من تكون؟ حتى أخبرنا العادلى أنها الفلسطينيون.. فعملنا ثورة بقى، طب حنعمل إيه طاه؟ حط نفسك مكانا إحنا. إلا أن خفة الظل المصرية زادت عن حدها وباخت، حتى توهم المجلس العسكرى أن هذه الثورة التى قدمنا فيها أكثر من ألف شهيد كانت مزحة، وأننا لم نكن نعنى ثورة من اللى هى ثورة يعنى، وبعد أن تسلم إدارة شؤون البلاد ضربنا على كتفنا ضاحكا، وقال: يخيبكم يا ولاد.. شربات. ثم أعاد إلينا نظام مبارك بنفس البنطلون بنفس الفانلة، وزاد عليه إحكاما أكبر للقبضة الأمنية التى لا تعرف طريقها نحو الجريمة، لأنها مشغولة بخنق النشطاء السياسيين، بل إننا خسرنا جل المكتسبات التى حصلنا عليها بالضغط فى عهد المخلوع، مثل حق الاعتصام، و«هامش» حرية التعبير، وبعد أن كنا نزف المخلوع زفة بلدى كل يوم على صفحات الجرائد، بدأنا نسمع عن خطوط حمراء، وصفراء، وخضراء، واستدعاءات إلى «س 28» بتهم غريبة، مثل «إهانة» مش عارفة مين، و«التحريض» على مش عارفة إيه، وأخيرا، ختمت بمذبحة جديدة للمسيحيين، الذين كان يتعامل معهم النظام السابق بوصفهم عشة الفراخ، كلما أراد أن يجدد قانون الطوارئ، أو يزور الانتخابات، أو يشغل الناس عن كارثة يقوم بها، مد يده على الأقباط وباسم الله الله أكبر، ولعب بالكارت الطائفى حتى يصيبنا الهلع وننشغل فى أنفسنا عنه، وبلغ به الأمر أنه أصبح «يعزم» أصدقاءه الإسرائيليين على الأقباط. ألا صحيح.. لماذا لا يتم التحقيق فى تفجير كنيسة القديسين حتى الآن؟ وأين عمر سليمان؟ هاه؟ ما علينا.. الآن نحن نواجه علامة استفهام كبيرة، وبعد النجاح الساحق الماحق لفيلم المقاولات الفاشل «رأس الأفعى»، إليكم قنبلة الموسم «طرف ثالث»، سيناريو هذا الفيلم ينتمى إلى المدرسة العبثية، حيث إنك كلما سألت عن ماهية هذا الطرف الثالث جاءتك الإجابة: فيه عساكر من الجيش ماتوا! – الله يرحمهم.. من الذى قتلهم؟ – طرف ثالث.. – مين بقى الطرف الثالث؟ – ألا أنتو شفتوا جنازة العسكرى؟ – آه.. الله يرحمه.. مين اللى قتله؟ – طرف ثالث.. – مين الطرف الثالث؟ – على فكرة اللى ماتوا من الجيش 66.. – يا راجل؟ طيب.. مين اللى قتلهم؟ – طرف ثالث.. – مين الطرف الثالث؟ – ده أكاونت منى الشاذلى طلع مزيف.. يعنى مش 66 أمال كام؟ – لاااااا إله إلا الله... مييييين الطرف الثاااااالث؟