حصاوى جالساً بالمقهى بجوار شاب الشاب: خبر كويس قوى، أهالى شهداء الثورة بيصرفوا لهم التعويضات. حصاوى: للأسف دا قرار اتأخر قوى. الشاب: ما تنساش إن عددهم كتير، بيقولوا 1200 اتقتلوا وحوالى 8 آلاف مصاب. حصاوى: بس؟ أنا كنت فاكرهم أكتر من كده بكتير أنت متأكد إن الإحصاء دا دقيق. الشاب: قولى، ماحدش من قرايبك أو معارفك استشهد فى الثورة. حصاوى: كتير، بس معرفش عددهم، حد يعرف كام ألف بالظبط استشهدوا فى حرب 56 فى سينا وبورسعيد؟ الشاب: بدهشة حرب 56؟ حصاوى: بلاش كام واحد ادّبحوا فى حرب اليمن؟ أو فى الكونغو لما رحنا نحارب هناك؟ الشاب: إحنا لنا عساكر حاربوا فى الكونغو؟ حصاوى: طبعاً دفاعاً من استقلال قارة أفريقيا - بلاش - كام واحد استشهدوا فى حرب 67؟ الشاب: أنت مخك راح لفين؟ أنا بتكلم عن ثورتنا. وحصاوى: وأنا بتكلم عن ثورتنا. الشاب: لا أنت بتتكلم على ثورة 23 يوليو؟ حصاوى: وهى ثورة 23 مش ثورتنا؟ الشاب: ثورتنا طبعاً، بس دا تاريخ قديم. حصاوى: يعنى اللى فات مات ودم الشهداء فيها راح للأبد؟ الشاب: بلاش سفسطة، الحرب دى مات فيها المصريين دفاعاً عن أرض مصر وكرامتها. حصاوى: وعشان دافعوا عن أرض مصر وكرامتها يبقى مانعرفش عددهم بالظبط ولا ياخدوا تعويضات زى ثورة 25 يناير اللى برضه دافعوا عن حرية وكرامة المصريين؟ الشاب: الحروب دى كان المسؤول عنها الاستعمار والصهيونية. حصاوى: بس المسؤولين بتوعنا هما اللى أمروا المجندين من شبابنا بالانسحاب من كل مرة ومن غير ما يحاربوا.. يبقى المجندين اللى ماتوا فيها مش شهداء؟ الشاب: شهداء.. لكن.. حصاوى: «مقاطعا» كام عددهم بقى وخدوا تعويضات إيه؟ الشاب: قصدك المسؤولين بتوعنا كانوا هما المسؤولين؟ حصاوى: اللى أعرفه إن وقتها المسؤولين عندنا ما كانوش مسؤولين عن أى حاجة، بدليل إن الناصريين داخلين الانتخابات. الشاب: إنت عايز توصل لإيه بالظبط؟ حصاوى: يتحاكم اللى اتسبب فى قتل المجندين عساكر وضباط وأهالى، محاكمة علنية وياخدوا تعويضات، دا غير اللى اتحبسوا ظلم أو اتعذبوا فى المعتقلات. الشاب: ومين المسؤول عن دا كله فى رأيك؟ حصاوى: «يتلفت فى خوف وينهض» أنا ماشى، ما تودنيش ورا الشمس! الشاب يغشى عليه