جامعة المنصورة تستقبل طلاب المرحلة الأولى 2025 بمعامل التنسيق الإلكتروني (صور)    حزب الجيل يختتم دعايته ل انتخابات مجلس الشيوخ بمؤتمر في المنصورة    وزير التموين يبحث مع جهاز تنمية المشروعات تطوير منافذ تجارة التجزئة    سامية سامي: زيادة أجور المرشدين السياحيين تقديرًا لدورهم وتحسين أوضاعهم    أطباء السودان: الجوع يقتل 13 طفلا بمعسكر لقاوة للنازحين بدارفور    الجيش الاردني يعلن عن تنفيذ إنزالين جويين ل 15 طن من المساعدات الإغاثية على قطاع عزة بمشاركة دولة الإمارات    «العد التنازلي بدأ في جبال الألب».. أمريكا وبريطانيا يجهزان بديلًا ل زيلينسكي    النصر السعودي يضم البرتغالي جواز فيليكس رسميا    ضبط عاطلين ألقيا مياه صرف صحي في ترعة بالشرقية    مسعود شومان بعد الفوز بجائزة التفوق بالآداب: هذا التتويج ثمرة لجهد سنوات من العمل والعطاء    بعد غياب مصطفى كامل.. إقبال ضعيف على انتخابات التجديد النصفي ل «المهن الموسيقية» (صور)    تامر حسني vs عمرو دياب.. المنافسة تشتد بين نجوم الغناء على صدارة أنغامي وسبوتيفاي    طريقة عمل البرجر البيتي بمكونات بسيطة وآمنة وأحلى من الجاهز    «اللي بيناموا كتير».. الإفراط في النوم قد يزيد من خطر وفاتك (دراسة)    محافظ بني سويف ورئيس البورصة يفتتحان فعاليات النسخة 13 لمؤتمر "البورصة للتنمية"    المياه أغرقت الشوارع.. كسر في خط مياه رئيسي بالدقهلية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    أكرم القصاص: جهود مصر لإغاثة غزة تواجه حملة تشويه رغم نجاحاتها الدولية    الطب البيطري بسوهاج يتفقد مجزر البلينا للتأكد من سلامة وجودة اللحوم المذبوحة    كسر فى خط مياه بمدينة المنصورة يغرق الشوارع وفصل الكهرباء عن المنطقة.. صور    هيئة الإسعاف: نقل 30368 طفلا مبتسرا بشكل آمن النصف الأول من العام الحالي    رئيس هيئة الرقابة الصحية يستقبل ممثلى "منظمة دعم أداء النظم الصحية والابتكار    بالفيديو.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الطقس الحارة    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو الاعتداء على بائع متجول في الجيزة    حبس 3 أشخاص في واقعة العثور علي جثه طفل داخل شرفه عقار بالإسكندرية    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في باكستان إلى 281 قتيلًا    واجب وطني.. محافظ بورسعيد يناشد المواطنين المشاركة بانتخابات مجلس الشيوخ    «يا عم حرام عليك».. شوبير يدافع عن محمد صلاح بعد زيارة المعبد البوذي    «أحط فلوسي في البنك ولا لأ؟».. الفوائد تشعل الجدل بين حلال وحرام والأزهر يحسم    حقيقة مفاوضات النصر مع كوكوريلا    بمشاركة وزير السياحة.. البابا تواضروس يفتتح معرض لوجوس للمؤسسات الخدمية والثقافية    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب الرئيس ترامب بقرارات توقف العدوان الإسرائيلي على غزة    الأمم المتحدة: غزة تشهد أسوأ سيناريو مجاعة    موسوي: إسرائيل كشفت عن وجهها الوحشي بانتهاكها كافة الأعراف الدولية    انطلاق تصوير فيلم «ريد فلاج» بطولة أحمد حاتم    وفاة شقيق المخرج خالد جلال.. ورئيس الأوبرا ينعيه بكلمات مؤثرة    وزير البترول يبحث تعزيز التعاون مع وزير الطاقة والبنية التحية الإماراتي    محافظ الإسكندرية يستقبل وزير العمل في إطار التوعية بقانون العمل الجديد    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية    تدريبات خاصة ل"فتوح والجفالي" بفرمان من مدرب الزمالك    برواتب تصل إلى 12 ألف درهم.. العمل تعلن عن 102 وظيفة بالإمارات    تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة    نقيب المهندسين ل طلاب الثانوية العامة: احذروا من الالتحاق بمعاهد غير معتمدة.. لن نقيد خريجيها    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    سبورت تكشف موعد عودة برنال لتدريبات برشلونة    القبض على رمضان صبحى فى مطار القاهرة أثناء العودة من تركيا    «هيدوس على النادي ويخلع زي وسام».. نجم الزمالك السابق ينصح بعدم التعاقد مع حامد حمدان    يوسف معاطي: سعاد حسني لم تمت موتة عادية.. وهنيدي أخف دم كوميديان    رئيس الإسماعيلي يعلق على أزمات النادي المتكررة    الاَن.. الحدود الدنيا وأماكن معامل التنسيق الإلكتروني للمرحلة الأولى 2025 في جميع المحافظات    ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد نهاية رحلته مع الهلال    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    5 أبراج «معاهم مفاتيح النجاح».. موهوبون تُفتح لهم الأبواب ويصعدون بثبات نحو القمة    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخر اخبار مصر اليوم : كمال الهلباوي : محمود غزلان صاحب آراء شاذة
نشر في أخبار النهاردة يوم 07 - 10 - 2012

حذّر الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، من كثرة المنافقين والمداحين حول الجماعة بعدما وصلت الآن إلى السلطة كما كانوا حول غيرها عندما كانوا في الحكم.
وقال، في حواره مع جريدة "الحياة اللندنية"، إنه استقال من الجماعة بسبب تأخرها في الالتحاق بالثورة، وعقدها «تفاهمات» مع المجلس العسكري السابق، وفصلها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح لأنه أكد ضرورة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية الذي يشغله حاليًا الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وتحدث الهلباوي عن علاقته بجماعة الإخوان وأسباب خروجه منها، والتحديات التي تواجه حكم الرئيس مرسي وعلى رأسها العلاقة مع أميركا واتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل:
كثيرون يرون أن استقالتك واستقالة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من «الإخوان المسلمين» هى استقالة تكتيكية وأنك مازلت في نسيج أو عباءة الإخوان؟
- بعض الناس يشكّك في كل شيء، حتى البراهين المادية لا تقنعه، وبعضهم اعتاد أن أي عضو يُفصل أو يستقيل من تنظيم ما، عليه أن يعارض كل شيء في هذا التنظيم، ولا يذكر أي شيء عن إيجابياته، وهذا ليس رأينا ولا من أخلاقنا، نحن تربينا وتعلمنا في دعوة الإخوان المسلمين، والدعوة ذات منهج عظيم، وتتميز بشمولها للفهم وعالميتها وربانيتها ووسطيتها، وهذه الدعوة تعلم أفرادها الموضوعية والإنصاف، والابتعاد عن تجريح الأفراد والهيئات.
لقد استقلت من الإخوان كتنظيم، ولكن الدعوة بمبادئها وقيمها تسري في عروق أبنائها ودعاتها، ظلوا في التنظيم أو تركوه، وقد تقدمت باستقالتي من تنظيم الإخوان يوم 13 مارس 2012 لأسباب عدة من أهمها: موقف قيادة الإخوان من الثورة، حيث تأخروا في الانضمام إليها رسميًا، وتركوها في وقت مبكر، وحضروا المليونيات التي تهمهم فقط، ولو أنهم استمروا في الثورة وقيادتها لكانوا حكموا مصر منذ وقت مبكر، وكان الثوار يرغبون في ذلك، ولكن الإخوان ركزوا في بعض الأحيان على المسار الديمقراطي، والذي لم يكن أهم من المسار الثوري، لأن المسار الثوري هو الأصل.
وللأسف وصف الإخوان بعض الثوار بالبلطجية في أحداث محمد محمود، وكان بينهم وبين المجلس العسكري تفاهم في هذا الشأن، بل لقد جلسوا أثناء الثورة مع عمر سليمان ومنها جلسة سرية حتى على معظم أعضاء الشورى والإرشاد، وهذا يدل على تفرد بعض أعضاء القيادة المتنفذة بالسعي من وراء ظهر القيادة العامة ككل، وأن المسار الديمقراطي عرضة للهدم، كما حدث في إبطال مجلس الشعب.
استقلت كذلك لتردد قيادة الإخوان في موضوع الترشح للرئاسة دون أدنى سبب أو لأسباب واهية، والتردد في القيادة أمر مشين، ومن أسباب الاستقالة أيضًا فصلهم الدكتور أبو الفتوح لأنه أعلن عن ضرورة ملء الفراغ والترشح لرئاسة الجمهورية.
وهذا حقهم لائحيًا وتنظيميًا، ولكن ما تبع ذلك أيضًا من اضطهاد وتصغير من شأن الرجل وتشويه صورته من بعض القيادات، لم يكن مقبولاً ولا يتفق وأخلاق الدعوة والدعاة، تبع ذلك فصل وتعقب معظم من عملوا معه أو من كانوا معه في حملته الانتخابية.
كما أنهم، أي الإخوان، حتى بعد بروز الحريات العامة التي تولدت عن الثورة الشعبية العظيمة، لم ينفتحوا في الإدارة ولا على المجتمع، كما كان ينبغي وبالدرجة المطلوبة، وظلت الشفافية في كثير من القضايا كما هى قبل الثورة، كما أن حزب الحرية والعدالة لم يستقل تمامًا عن الإخوان كما هو مطلوب في العمل السياسي.
أنا أقول هذا الكلام والرئيس المصري من الإخوان، ولا يوجد أحد من الإخوان في السجون أو المعتقلات، أقول هذا وهم في قمة الانتصار السياسي، ولكن العمل الدعوي يحتاج إلى مصارحة وتعميق كثير.
أحد قياديي الإخوان زعم أنك لست عضوًا في تنظيم الإخوان (لم تكن عضوًا فيه يومًا ما)، فما تعليقك على هذا الكلام؟
الأخ الذي قال ذلك هو الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، وهو صاحب بعض آراء شاذة حتى في الفقه، خصوصًا مسألة السنة والشيعة، وهذا مخالف لفهم وتوجهات الإمام البنا الذي شارك في التقريب بين المذاهب وجهوده معروفة، ويرى كثيرون من الناس في مصر، أنه، أي الدكتور غزلان، يثير بعض المشاكل، كلما تحدث باسم الإخوان المسلمين إعلاميًا.
ويرى الدكتور غزلان والمجموعة النافذة في قيادة الإخوان في مصر اليوم أن أي أخ من غير قيادات مجموعة 65 التي تأثرت بفكر الشهيد سيد قطب ويوصفون بالقطبية، على رغم أنهم لم يفهموه جيدًا، ليس من الإخوان، أو أن الدكتور غزلان عضو قيادي في الإخوان حاليًا ولا يعرف تاريخ الدعوة ولا تاريخ قياداتها السابقين، وهذا أمر غريب، فقد كنت عضوًا في مكتب الإرشاد العالمي، ومجلس الشورى العالمي في أوقات صعبة للغاية، خصوصًا فترة المحاكمات العسكرية في التسعينيات.
ولقد كلفني الإخوان في الثمانينيات بملف أفغانستان، وكنت مسئولاً عن نشاط الإخوان المسلمين التنموي والدعوي في أفغانستان أثناء الجهاد، وكنت مسئولاً أيضًا عن دعوة الإخوان في قارة آسيا كلها، وهذا جزء مهم من التاريخ لا ينكره عاقل وأذكره للتاريخ فقط.
ولربما حدث خلط عند الدكتور غزلان بين استقالتي من القيادة 1997 واستقالتي من عضوية التنظيم عام 2012، وهذا الموقف قد يكون مقبولاً منه، وقد زعم قيادي آخر معروف أنني لست قياديًا كبيرًا.
والحمد لله تعالى لقد دخلت هذه الدعوة متجردًا، وخرجت من التنظيم والحمد لله متجردًا، والحمد لله تعالى لا أرغب في منصب في الإخوان ولا الدولة ولا أي حزب، ولم أرغب في الألقاب التي يخلعها الإعلام على الناس، ولم أسع يومًا ما أن أكون قياديًا كبيرًا أو صغيرًا.
الإخوان حاليًا تحت الضوء وهم في قمة السلطة.. بعضهم يقول إنهم مهمومون بالسلطة وسيفشلون في النهاية لأنهم شموليون، فماذا تقول؟
نعم الإخوان حاليًا في قمة السلطة، ولذلك فإن الأضواء مسلّطة عليهم أكثر من ذي قبل، وأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم، وسيكثر المنافقون والمداحون حولهم كما كانوا حول غيرهم من قبل، وعلى المسئولين من الثوريين والوطنيين مقابلتهم والتعامل معهم ونقد الأداء وتقويمه، إذ أن من في السلطة سيتعامل مع مسائل حساسة جدًا، وملفات ساخنة، منها العلاقة المصرية - الأمريكية، والعلاقة مع إسرائيل في ضوء اتفاقية كامب ديفيد المشئومة، والتي كنا ضدها بالكامل وضد من أبرمها.
ولكننا اليوم أصبحنا نتكلم بلغة أخرى، تتلخص في أن الإسلام يحترم المواثيق والاتفاقات والمعاهدات، وهذا صحيح 100 في المائة، ولكن الله تعالى يأمر بالعدل، وكامب ديفيد ظلم واضح، وإسرائيل تحتل أرض المسلمين ومقدساتهم التي ينبغي الدفاع عنها ومقاومة الاحتلال.
الإخوان لا يسعون إلى الحكم، ولو وجدوا من يحكم بالإسلام كانوا جنودًا له، هكذا تقول التعاليم، وهكذا يقول مشروع الإمام حسن البنا، ولكن وقد أصبح للإخوان المسلمين حزب «الحرية والعدالة»، فهم يعملون في السياسة شأنهم شأن الآخرين، والشارع يقبلهم أكثر من غيرهم حاليًا، ونتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية توضح ذلك جيدًا.
وتداول السلطة اليوم من أساس الحياة الديمقراطية التي صعد بها الإخوان إلى السلطة، ولكن دوام الحال من المحال، خصوصًا في السياسة.
هل تسير مصر في طريق إمارة أخرى من الإمارات الإسلامية مثل أفغانستان تحت طالبان وذلك بتطبيق قوانين الشريعة وفرض النقاب على النساء؟
الوضع مختلف بين البلدين سياسيًا وفقهيًا وحضاريًا، فطالبان في أفغانستان لهم مشروع مختلف عن مشروع الإخوان المسلمين في مصر، ولو طبقت أو حتى فرضت قوانين الشريعة تطبيقًا صحيحًا لاحترم العالم هذه القوانين وأحب الشريعة، لأنها تدعو إلى الحريات بما فيها حرية العقيدة، ولكن الواقع المؤلم والتجارب التي تمت باسم الإسلام زورًا وبهتانًا في بعض البلاد الإسلامية، شابها التطبيق الخاطئ كلاً أو جزءًا، وشابها تطبيق الحدود قبل استيفاء شروطها ومقتضياتها، فظهرت المظالم الكثيرة.
المجتمع المصري متباين الثقافات، وفيه أقلية مسيحية، وفيه تنوع فقهي ومذهبي جميل، هناك عدد قليل جدًا ممن ينتمون إلى التيار السلفي أو الجهادي الواسع، يطالبون بفرض الشريعة والنقاب على النساء وبشكل عاجل، ولكن الغالبية العظمى من المسلمين مع الحجاب وليس النقاب وعن طريق الإقناع وليس الفرض أو الإكراه، ويتمنون تطبيق الشريعة تدريجيًا، شريعة الحريات الواسعة والعدل والمساواة وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وغيرها من القيم، قبل فرض ما يسمى "الحدود" دون التحقيق من مقتضياتها.
إن تطبيق الشريعة في مصر اليوم يجب أن يتم عبر التنمية والقضاء على العشوائيات وتحقيق مطالب الثورة والعدل وحقوق الإنسان وحل المشكلات الاجتماعية ومنها العنوسة.
تشمل التحديات التي تواجه حكم الإخوان اليوم.. الاقتصاد والعلاقات مع إسرائيل. ولقد كانت مذبحة رفح في سيناء قنبلة موقوتة قابلة للانفجار. هل تظن أن الرئيس محمد مرسي يمكن أن ينجح بمساعدة الجيش في علاج هذه التهديدات الجديدة والمزمنة؟ كيف وصلنا إلى هذه الحالة.. حالة سيناء بلا قانون؟
كل ما ورد في السؤال صحيح من ناحية التحديات، بل أضيف إلى ذلك ما أسميه الملفات الساخنة الخارجية، لأن الملفات الساخنة الداخلية معروفة ومنها الاقتصاد، والأمن والاستقرار، والانضباط في الشارع، ومواجهة حالتي الاستقطاب والسيولة، فضلاً عن تحقيق متطلبات وأهداف الثورة الأربعة وهى العيش والحريات والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وإنجاز الوعود التي قطعها الرئيس على نفسه قبل انتخابات الإعادة.
أما الملفات الساخنة الخارجية، فمنها كما قلتم العلاقات مع إسرائيل، وأضيف إلى ذلك الموقف من الهيمنة الغربية بقيادة أمريكا، ومنها الموقف من إيران والحصار حولها، وكيفية القضاء على فتنة السنة والشيعة للتعاون والتكامل في المستقبل، وحتى لا يرتكب بعضنا حماقة المساعدة في العدوان المتوقع على إيران بأي شكل أو صيغة من الصيغ.
لقد كانت مذبحة رفح قنبلة موقوتة وقد انفجرت فعلاً، وفجرت كثيرًا من التساؤلات حول تصريحات اللواء مراد موافي في شأن الإبلاغ المبكر إلى المسئولين عن المعلومات التي توافرت قبل الهجوم والمذبحة، ومن هم هؤلاء المسئولون؟ ولماذا لم يكن مع المذبوحين سلاح يدافعون به عن أنفسهم؟ ولماذا جلسوا جميعًا يأكلون في مكان واحد ووقت واحد، على رغم أن ذلك مخالف للأمن والتعليمات الأمنية؟ وثارت أيضاً تساؤلات عن دور إسرائيل وتحذيرهم المبكر في شأن الهجوم الإرهابي وكذلك العلاقة مع حماس وغزة وهدم الأنفاق أو رءوس الأنفاق، كما نتج من هذه المذبحة قتل وتشريد من يسمون "الإرهابيين" في سيناء، والله أعلم بحال كل واحد منهم، نحن ورثنا تركة ثقيلة من أيام الفساد والديكتاتورية، ومنها مشكلة سيناء بكل مشكلاتها والتحديات الخطيرة فيها وكل ذلك يحتاج إلى علاج ناجح وطويل وبأسرع ما يمكن.
قلت إنك ستكوّن حزبًا جديدًا.. هل سيكون ذلك صورة كربونية طبق الأصل من الإخوان؟ ولماذا الآن؟
أنا أسعى مع بعض الإخوة الذين استقالوا من الإخوان أو فصلوا ومع آخرين غيرهم إلى إنشاء جمعية جديدة للدعوة، وليس لإنشاء حزب سياسي، نريد أن نملأ بعض الفراغ القائم في محيط الدعوة الوسطية وما أكثره. الإخوان في حدود مليون عضو عامل أو يقل عن ذلك، ولكن الشعب المصري حوالى تسعين مليونًا، ويهدف المشروع إلى إنشاء جمعية خيرية إسلامية ذات نفع عام تتمثل أهدافها في: التربية والدعوة الوسطية وتحرير الإنسان والأوطان من الظلم والاستبداد والهيمنة، والسعي إلى إقامة العدل والقسط بين الناس، وإرشاد الإنسانية إلى منظومة القيم الإسلامية الصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان وتعاليم الإسلام التي فيها سعادة البشر، كما تسعى الجمعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل وسطي حضاري.
الإخوان قفزوا وأسرعوا إلى جني ثمار الثورة وعقدوا محادثات سرية مع الراحل عمر سليمان والمشير طنطاوي لكي يكونوا القوة السياسية الأساسية في الدولة.. ألا يدل ذلك، كما يقول منتقدوهم، على أنهم كانوا متعطشين للسلطة والحكم؟
الإخوان قفزوا للسلطة من خلال أول انتخابات ديمقراطية نزيهة لمجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة، ليس فيها تزوير وإن وقع فيها خطأ في الانتخابات البرلمانية في شأن الثلث والثلثين، ولذلك أبطلت دستورية مجلس الشعب، نعم عقد الإخوان المتنفذون في القيادة لقاءً سريًا مع عمر سليمان أثناء الثورة، وكان عمر سليمان يغري الإخوان ويساومهم للتخلي عن الثورة مقابل التصريح لهم بحزب سياسي وإخراجهم من السجون والمعتقلات، والحمد لله تعالى أن ستر الله الإخوان في ذلك، مع الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه.
كان هناك تفاهمات مستمرة بين الإخوان وحتى النظام السابق، وهذا لا يدل على تعطشهم للسلطة، بل هذا يأتي ضمن نظرية الإخوان في التفاهم ومحاولة الإصلاح وفي ظني أن كل من طالب النظام السابق بالإصلاح كان حلمه واهيًا وواهمًا، لأنهم طلبوا الإصلاح ممن ليس لديه نية لذلك ولا قدرة عليه وسط الفساد المستشري، هل يملك الكنز الاستراتيجي لإسرائيل أن يصلح مصر، هو أو من قال يومًا ما، سأكسر رجل كل فلسطيني يدخل سيناء، وهو يعلم أن اليهود الصهاينة يدخلون من دون حاجة إلى تفاهم معه ولا مع الكنز الاستراتيجي، ومشروع الإخوان علّمهم التوازن في الإقدام على الحكم.
لماذا كنت ممنوعًا من السفر إلى مصر؟ هل كان ذلك بسبب عملكم في أفغانستان أم أنه لمجرد كراهية وديكتاتورية حكم حسني مبارك؟
- لا أريد أن أتحدث كثيرًا عن نفسي وعن الهجرة والمنفى، فقد انتهى عهد مبارك وفساده وظلمه للكثيرين، وقد عدت إلى وطني مرفوع الرأس ثابتًا على المبادئ التي نشأنا عليها وقد اكتسبت خبرات جديدة في الهجرة أو المنفى، ومن مشاركة المجاهدين الأفغان في جهادهم حيث كنت مسئولاً عن الإخوان المسلمين في تلك القضية، حيث شاركوا بالأطباء في العلاج وبالمتخصصين الآخرين في التنمية ومنها حفر الآبار، وبرعاية الأيتام والأرامل والإعلام والتعليم والسعي لتوحيد صفوف المجاهدين في وقت كان غيرهم يسعى إلى الأسف في تمزيق الصف ويدور في الفلك الأمريكي، وتقديم صورة سيئة عن الإسلام بالتشدد والتطرف أو الانحياز الأعمى وتقديم مصلحة فريق على مصلحة الوطن كله.
وعاقني، كما أعاق غيري، عن العودة إلى مصر قانون «العائدون من أفغانستان» بعد مشاركتي في أعمال تنموية ومصالحات بين قادة الجهاد لم يكتب لها النجاح المنشود بالكامل، وفي بريطانيا عملت في البحوث والدراسات، ومتحدثًا رسميًا باسم الإخوان المسلمين.. وللأسف الشديد هناك اليوم بعض من كانوا لعبة في يد النظام السابق الفاسد ومن سدنته في الخارج، يزعمون أنهم مع الثورة والثوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.