من المهم أن نعيد القراءة الكاملة للإعلان التليفزيونى الذى صدمنا به الكابتن محمود الخطيب وشركة «فودافون»، التى ورطت نفسها فى إعلان يحمل من الحقد والكراهية والغل والفتنة وإهانة الصحفيين والأطباء وفئات أخرى من المجتمع، أكثر مما يحمل رسالة إعلانية تجذب الجمهور نحو خدمات الشركة، بل رسالة تهاجم وتشتم وتنتقد وتقسم المجتمع بين الأبرار الصالحين من لاعبى المنتخب الأوليمبى وجهازهم الفنى، وبين الأشرار من الصحفيين والإعلاميين والأطباء والمعجبين ووكلاء اللاعبين، وكل الكارهين الذين يقفون فى الناحية التانية. تقول كلمات الإعلان: ماحدش قال إنها سهلة.. وماحدش حيسيبهالك كده.. اللى طول عمره حطك فى دماغه.. وحالف إن عمرك ما حتبقى حاجة. (زملاؤك القدامى).. اللى بيتعبوا علشان تفشل.. أكتر ما بيتعبوا علشان هما ينجحوا. (يقصد الصحفيين).. اللى بوشين قمت وقعت كله مصلحة بالنسبة لهم. (يقصد الإعلاميين).. اللى ماشافوش قوتك وكتفوك وقالوا إن ده آخرك.. ومايعرفوش إن ده أولك. (يقصد الأطباء).. اللى حيموتوا ويركبوا على نجاحك وتركن إنت بقى. (المعجبون).. اللى حيشتروا مجهود سنين ويبيعوه فى ثانية. (وكلاء اللاعبين).. اللى واخدينك كوبرى واللى كارهينك.. لمجرد إنك من الناحية التانية. (يقصد كل من لم يحالفه الحظ ويلعب فى المنتخب الأوليمبى).. ويختتم الخطيب الإعلان بالكلمة الحاسمة للرد على كل هؤلاء الحاقدين والكارهين.. حنقولوهم إيه.. مش حنقول.. حنلعب يا رجالة. وعندما أشرت حول كل شطر من كلمات الإعلان إلى الطرف المقصود، فهذا لم يأتِ من خيالى، بل من اللقطات المصورة المصاحبة للكلمات، فمثلا اللى طول عمره حطك فى دماغه، وحالف إن عمرك ما حتبقى حاجة، كانت الصورة المصاحبة لأحد لاعبى المنتخب الأوليمبى مع زميل قديم يحاول أن يعرقله داخل الملعب، فحتى الأصدقاء والزملاء القدامى والأطفال وُلدوا حاقدين وكارهين، ويسعون لتدمير لاعبى المنتخب الأوليمبى، الذى وضح من الإعلان أنهم يحاربون شياطين الحقد والكراهية. وعندما أراد أن يصور الصحافة فى دور حقير فى الوقوف ضد أبطال المنتخب الأوليمبى، جاء باللاعب حجازى وهو يدهس على الصحف بقدميه وخلفه الخطيب يقول «اللى بيتعبوا علشان تفشل».. ونفس الإهانة وجهها الخطيب للأطباء واتهمهم بالجهل، عندما ظهر أحد اللاعبين فى المستشفى وحوله الأطباء والممرضون يمنعونه من الخروج من المستشفى، ولكنه يصر ويخرج إلى الملعب سليمًا معافى، وفى الخلفية الخطيب يقول «اللى ماشفوش قوتك وكتفوك وقالوا إن ده آخرك». (أطباء جهلة). وهمّا مايعرفوش إن ده أولك، ثم كان أخطر وأسوأ ما فى الإعلان، الذى يحض على الفتنة والكراهية بين أبناء المجتمع والأسرة (اللى كارهينك لأنك من الناحية التانية)، وهنا لا أفهم المقصود بالناحية التانية، هل هم الأقباط أم النوبيون أم أنها أقلية سامية أو جنس جديد يتميز به لاعبو المنتخب الأوليمبى عن باقى المصريين، لا نعرف عنها شيئًا. والسؤال الذى أوجهه للخطيب هل كان يعى ما يقوله، وهل يمكن أن يشرح لنا من هم أهل الناحية التانية التى جاء منها المنتخب الأوليمبى وجهازهم الفنى، وما صفات ومواصفات أهل الناحية التانية، وهل منها ارتكاب الفاحشة وسرقة المال العام والتزوير والسمسرة من المباريات الودية، وهل أهل الناحية التانية فوق المحاسبة أم يحالون إلى النيابة مثل علاء عبد العزيز المدير الإدارى للمنتخب، الذى جاء إعلان الشركة ليدافع عنه ويتهم الآخرين بالحقد والكراهية والوقوف أمام الناجحين؟ والسؤال الذى يطرح نفسه الآن ماذا سيفعل الأشاوس من رجال الإعلام وبعض الصحفيين، الذين حضروا قبل أيام حفل المصالحة بينهم برعاية عمرو عفيفى الراعى الرسمى لاتحاد الكرة، وهو نفسه وكيل «فودافون»؟ وهل سيدافعون عن كرامتهم وشرفهم الذى امتهنه الإعلان، أم أن مصالحهم مع عفيفى وشركة «فودافون» أهم من كرامتهم وشرفهم والكلام الخايب بتاع الناس الفاشلة اللى مابيقبضش فلوس؟