قبل أيام جرى حديث وحوارات وأنباء عن مشاحنات بين شركة «اتصالات» الراعية للنادى الأهلى ووكالة «الأهرام للإعلان» مالكة الحقوق الإعلانية بالنادى، بسبب قيام محمود الخطيب نائب رئيس النادى، بتصوير إعلان لصالح الشركة المنافسة «فودافون»، واعترضت الشركة الراعية على عدم احترام المسؤول الكبير تعاقدات النادى، واضطر حسن حمدى إلى الذهاب إلى مقر شركة «اتصالات» لاستيعاب غضبهم وتطييب خاطرهم، خصوصا أن الضربة جاءت قوية ومن رجل مهم وفى وقت الذروة الإعلانية، حيث إن الأسرة المصرية تنام أمام التليفزيون فى رمضان، والإعلان سيلاقى ضعف الصدى فى الفترات العادية، المهم اتفق رئيس الأهلى مع الشركة الراعية على عقد مؤتمر صحفى يغازل فيه شركة «اتصالات» بنفسه ويحذر جميع العاملين من التعاقد مع أى شركة منافسة للشركة الراعية. والمشكلة كما أفهمها فى هذه الجزئية هى مشكلة أدبية لا تعاقدية أو قانونية، حيث لا ينص العقد بين الأهلى ووكالة «الأهرام» على منع أعضاء مجلس الإدارة من الإعلان، وإذا كان على الأعضاء الالتزام فهذا من قبيل حُسن المواءمة، حيث كان يتعين على الخطيب وهو رجل إعلانات أن يبلغ الإدارة بالعرض المقدم من «فودافون» ربما تقدم «اتصالات» عرضا مثله أو أفضل منه، لكن الخطيب تعمد هنا عدم الإبلاغ لغرض فى نفس يعقوب ومن حق الخطيب أن يحتفظ بغرضه، لكن ما ليس من حقه أن يتورط وهو نائب رئيس أكبر الأندية المصرية فى إعلان يهين الصحافة والإعلام والأطباء. فالإعلان كما ظهر على الشاشة يصوِّر أغلب أعضاء المجتمع من أعداء النجاح وكارهى أصحاب الإنجازات والمتربصين والحاقدين على المنتخب الأوليمبى المشارك فى الأوليمبياد، ففى مدخل الإعلان الذى احتوى على مشاهد لتدريب لاعبى المنتخب الأوليمبى يقول لنا الكابتن محمود الخطيب بصوته الضعيف الواهن «اللى طول عمره حطك فى دماغه وحالف إن عمرك ما حتبقى حاجة» والسؤال: من الذى سيضع المنتخب الأوليمبى فى دماغه البرازيل أم بيلاروسيا أم نيوزلاند، وهى فرق مجموعتنا الثالثة فى الأوليمبياد وصاحبة المصلحة فى إقصائه عن المنافسة؟ وهل هذه الدول المتقدمة كرويا واجتماعيا وإنسانيا تملك هذا الكم من الحقد على المنتخب الأوليمبى؟ بالطبع.. لا.. لسبب بسيط أن الإعلان يقول «طول عمره حطك فى دماغه» وهذه الفرق أوقعها حظها العاثر فى مجموعة الفراعنة الجبارين قبل شهر ونصف، وهى مدة غير كافية لبناء جدار الحقد والغل والكراهية على الأبطال الأفذاذ، وتأتى الإجابة فى المقطع الثانى، عندما ترى صور الجرائد ملقاة على الأرض واللاعب الفذ يدهسها بقدميه، وفى الخلفية الكابتن محمود الخطيب يقول «اللى بيتعبوا علشان تفشل أكتر ما بيتعبوا علشان هما ينجحوا» وهو كلام فيه قلة أدب واضحة وصريحة تجاه الصحافة والصحفيين واتهامات باطلة بأنهم يسعون لإفشال المنتخب الأوليمبى أكثر من سعيهم لنجاحهم، ولمن كتب هذه الكلمات الوقحة وغير المسؤولة أقول إن الصحافة فى شأن المنتخب الأوليمبى تحديدا لم تسع للخبر بل هم من تطوعوا بنشر أخبارهم القذرة وفضائحهم وسرقاتهم، التى تحقق الآن فى النيابة العامة، فالصحافة لم تسع للبحث عن الفضائح النسائية لبعض أعضاء الجهاز بل من فضحهم واحد من العاملين معهم، والصحافة لم تحول علاء عبد العزيز إلى النيابة بل أخطاؤه وجرائمه هى التى دفعت المجلس القومى للرياضة إلى تحويل مخالفاته المالية، منها جمع أموال من اللاعبين دون إذن وصرفها دون رقابة وصرف مكافأة لطارق السعيد عن مباراة لم يحضرها بعد تزوير حضوره، والمصيبة أن المدرب الذى من المفترض أن يكون قدوة استحل الفلوس واستخرج تأشيرات لأفراد بعد ضمهم إلى بعثة السعودية بورق مزوَّر. إن هذا الإعلان الجريمة الذى تطاول على الصحافة والإعلام ودافع عن الفاسدين والمزورين وصورهم على أنهم أصحاب حق وأننا أصحاب باطل استخدم الخطيب «لسانًا...» يردد ما يُكتب له دون أن يركز فى حجم الجريمة التى يرتكبها فى حق الصحافة والرياضة والأخلاق، فكيف للخطيب الذى يعلِّم اللاعبين الفضيلة يدافع عن الفاسدين ويهاجم الصحافة ويقول «اللى بوشِّين.. قمت وقعت كله مصلحة بالنسبة لهم». لا يا كابتن مش إحنا بتوع مصلحتنا.. بتاع مصلحته هو اللى علشان أخد فلوس أكتر من «فودافون» ضرب عقد للنادى بملايين مع «اتصالات».. ولنا عودة أخرى..