انتخابات الرئاسة المصرية : عاجل : حكاية صورة تبددت روعتها بين خبث المغرضين وتخاذل الخائفين

لما جاءت الساعة التاسعة و 26 دقيقة من صباح السبت 16 يونيو أول يومي معركة الإعادة بين المرشحين الرئاسيين مرسي وشفيق، نشرت "بوابة الأهرام" _ وتفخر بما فعلت _ تقريرا مختصرا عن بدء التصويت بإحدى لجان القاهرة وهي لجنة الأزبكية الكائنة في مدخل "حي شبرا".
جاء التقرير البسيط بعنوان " طابور من القساوسة أمام لجنة مدرسة الأزبكية وقوات الجيش تطلب عدم التصوير" وجاء في فقرته الأولى نصا وحصريا عن آبائنا المبجلين" شهدت اللجنة الانتخابية بمدرسة الأزبكية الإعدادية بنين، فى أول أيام الانتخابات فى جولة الإعادة، إقبالا كبيرا من الناخبين رجالا ونساء. كما شهدت وجودا كبيرا للقساوسة، حتى إنهم اصطفوا في طابور طويل بإحدى اللجان".(ولنلاحظ سويا عدم وجود أى إيحاءات من أى نوع)
ورافق التقرير صورة لعدد من الآباء والقساوسة، وقد اصطفوا في مشهد رائع للإدلاء بأصواتهم .. الصورة التي بدت لنا جميلة معطرة بالروح المصرية وتكشف أمل وإصرار المصريين جميعا_ كبارا وشبابا ورجالا ونساء متعلمين وأميين مسلمين ومسيحيين وأغنياء وفقراء وهلم جرا- في مصر أكثر جمالا وعدلا وحرية، ولم نكن نعلم أن هواه الصيد الحرام سوف يتخذونها مطية لأغراضهم السياسية الانتخابية. وفي الاتجاه المعاكس لم نكن نعلم أيضا أن من يفترض بهم الوعي والشجاعة هم من الخائفين المتسرعين
فما أن انتشرت الصورة ولروعتها وجمالها وندرتها ودلالاتها الفريدة _ حتى تناقلتها وكالات الأنباء ومواقع إخبارية كبرى وآلاف الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وفوجئنا بطرفين أخرجا الصورة عن وقعها الجميل.......
طرف أول: وهو طرف قام بتوظيف الصورة لأغراضه السياسية الانتهازية الضيقة واستخدام اصطفاف الآباء المبجلين المصريين الأحرار كوسيلة للتداعي والتنادي لنصرة الإسلام _ وبمعنى أدق لنصرة مرشح بعينه- واستصرخوا نخوة المسلمين بالكذب والزور مستندين على الصورة البريئة لإنقاذ دين الإسلام من براثن أعداء الشريعة ؟! وتم تصوير الصورة كاصطفاف طائفي ضد مرشح بعينه، وربما هو برئ مما أضافوا على الصورة من أنفسهم
وطرف ثان: وهو الطرف الأعجب وهو بعض ممن يفترض بهم الوعي من النشطاء والقيادات القبطية والزملاء الإعلاميين ممن تسرعوا وتخاذلوا ووضعوا أنفسهم في موضع الدفاع عن النفس، وتراجعوا عن نصرة قيم الحرية والديموقراطية والمواطنة وخرجوا يصرخون زاعمين أن "الصورة مزيفة"، وبعضهم قال "الصورة قديمة لرهبان في دير اصطفوا لمقابلة الراحل الكريم البابا شنودة الثالث"، وفاتهم - ما لم يفتنا- أن آباءنا الرائعون هم مصريون معتزون بوطنيتهم خرجوا متواضعين مصطفين في الطابور- برغم ما لهم من مكانة _ كي يقولوا للجميع "الدين لله والحرية للجميع"
وللطرفين نقول .. الصورة صحيحة برغم أنف الكارهين وأن "بوابة الأهرام"، تعتز بحرصها على المصداقية، وتعرف وتقدر وتحترم اسم "الأهرام" العريق، وتؤكد أننا نتنازل عن حقوقنا الفكرية لدى من سرقوا الصورة، ونتنازل عن حقوقنا القانونية لدى من أساءوا ومن كذبوا.. ونعيد ونكرر "الدين لله والانتخابات للجميع" !