كنت أظن أن الدكتور محمد مرسى وهو أولاً أستاذ أكاديمى فى جامعة عريقة، ثانياً رجل سافر إلى أمريكا وعمل فيها، ثالثاً سياسى يمثل جماعة تتخذ من الإسلام شعاراً وحزباً لافتتُه الحرية والعدالة، كنت أظن أنه أكثر حصافة من أن يتهم الصحفيين والإعلاميين بأنهم واخدين شيكات لمهاجمة الإخوان! وكأن جماعة الإخوان لا نقيصة فيها، وكأن جماعة الإخوان فوق النقد، وكأن جماعة الإخوان أعضاؤها من جنس الملائكة والقديسين! من ينتقد الإخوان الآن قبل الرئاسة قابض وواخد شيكات، فماذا عمن ينتقد الإخوان بعد الرئاسة يا دكتور مرسى؟ بالطبع سيتغير القاموس القديم المقتبس من مفردات الحزب الوطنى بداية من قابض وحتى عميل مروراً بالحاقد والمحرض والمهدد للسلام الاجتماعى، سيصبح القاموس بعد الرئاسة والجلوس على عرش مصر، الإعلاميون كفار، الإعلاميون مرتدون، الإعلاميون خوارج، الإعلاميون ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، الإعلاميون خارجون عن ولى الأمر شاقون لعصا الطاعة، الإعلاميون صانعو الفتنة الكبرى! بدأ هذا القاموس على استحياء عندما وصف الإخوان الإعلاميين بأنهم سحرة فرعون، أُقحمت التعبيرات الدينية التى لها مدلولات فى عقول البسطاء تترجم فورياً المتهم الذى يحمل هذه الصفات وتضعه فى خانة الكافر! والسؤال إذا كان لديك دليل يا دكتور مرسى فلتتقدم إلى النيابة، وأعتقد أنك لو كنت تملك ما تورعت عن تسريبها للوبى الإخوان داخل المؤسسات الصحفية والقنوات الإعلامية والحمد لله هم جيش جرار الآن! النيابة هى المكان الوحيد المناسب لمثل هذا الكلام الذى لا بد من أن يتحول من كلام مرسل إلى بلاغ محدد له رقم وتاريخ، والسؤال: هل السبب فى مثل هذا الاتهام المرسل والبلاغ الكيدى أنكم لم تجدوا صحفياً يقبل زيت وسكر الإخوان؟ هل السبب هو انخفاض الشعبية المرعب الذى حدث ما بين انتخابات البرلمان والرئاسة؟ بدلا من اتهام الصحفيين والإعلاميين بالباطل، سيادة الدكتور مرسى، فلتوقف تصريحات نجمكم الثاقب الأخ «الفلوطة» الذى يكفّر ذات اليمين وذات الشمال والذى لم ينجُ من تكفيره أحد حتى ابنه، لماذا لم تتهمه بالحماقة وهو الرجل الذى أوكل له المجلس العسكرى مهمة وضع الدستور؟ يعنى المفروض أنه رجل حكيم رشيد يخاصم الحماقة! إذا لم يقدم الدكتور مرسى شيكاته التى يخفيها عن الرأى العام فلا بد أن يتقدم الإعلاميون أنفسهم ببلاغ حتى نطهر جو التخوين المسمم الذى نعيش فيه، وأنا مندهش من النقابة التى تمخضت فولدت فأراً عندما انتفضت وقالت لمرسى «قدم الدليل»! فقط، كفى، بس، هذا هو أقصى سقفكم يا نقابة الصحفيين، أين دوركم فى حماية أبناء مهنتكم؟ يا أستاذ ممدوح يا ولى قدم دورك النقابى على انتمائك السياسى وولائك التنظيمى، فالصحفيون قد انتخبوك لتدافع عن سمعتهم لا لتتركهم لقمة سائغة فى فم كل من هب ودب.