أين الشفيق أحمد فريق؟ لماذا لا يظهر فى الإعلام ويتحفنا بتصريحاته اللولبية من قبيل: أنا قتلت واتقتلت... للأسف الثورة نجحت.. العباسية دى كانت بروفة.. اللى حصل ده ماكانش ثورة؟ لماذا لا يسلط الإعلامُ الضوء سوى على الدكتور محمد مرسى؟ هناك عنصر غريب جدا فى الانتخابات الرئاسية الجارية، كلما تحدث مرشح، خسر عددا من الأصوات، ومن ثم، فإن من يريد أن يفوز فى هذه الانتخابات عليه أن يصمت! عليكو وعلى اللى حدفكو علينا.. قال سقراط: تكلم حتى أراك، وقالت الانتخابات المصرية: اخرس حتى تفوز. الخلاف الدائر بين القوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين التى تقول إنها تقبل بالوثيقة الوطنية لكنها لن توقع عليها، خلاف غير ذى مغزى، إذ إن الشفيق أحمد فريق كان قد صرح بأنه سيفوز فى الانتخابات الرئاسية، وأنه سيقتل من يعارض فوزه، فيعنى، لا أعلم ما سر إعراض الدكتور محمد مرسى عن التوقيع على الوثيقة؟ ما يمكن تبقى دى آخر حاجة توقع عليها، ويمكن تبقى دى آخر حاجة نوعى نشوفها بنظرنا. الرجل تعهد بالقتل حال فوزه، ثم عاد ليؤكد فوزه، ولم يبق إلا أن يصرح: صوتوا للى إنتو عايزينه.. أنا اللى حابقى رئيس برضه. إحقاقا للحق، فإن الرجل وعد شباب الألتراس بمراكز شباب، وتعهد لشباب حركة «6 أبريل» بفرص عمل، لكنه نسى أن يعد نشطاء الشبكة العنكبوتية بمزيد من مقاهى الإنترنت كى يتسنى لهم المشاركة فى لعبة «فارم فيل»، وحيقعّدنا قدام التليفزيون نتفرج على الكرتون ويجيب لنا «كورن فليكس» علشان نكبر ونبقى حلوين، وحذارِ ثم حذارِ، أن نخرج إلى الشارع مع العيال الوحشة ونلعب فى الطين. على ذلك... لا أفهم سر البطء الإخوانى، وسبب الظهور المتكرر للدكتور مرسى مرددا: أنا أحب.. أنا أميل.. أنا أتفاعل.. أنا أتعاطف! أنا حاولع فى نفسى.. سيادتك ليس هناك المجال، ولا الوقت، ولا الأمل كى تمارس الهواية الإخوانية فى المراوغة واللعب بالألفاظ وإعطاء الوعود المتضمنة فى صيغتها كيفية التحلل منها.. شفيق حينجح بالتزوير يا سلطان، وناوى يدبح كل الناس يا أبو السلاطين، ستتحملون المزيد من الدم فوق الذى تحملتموه بغروركم وأنانيتكم وكذباتكم المتتالية يا معلم سلطان. ألا يخجل الدكتور محمد مرسى، ومِن خلفه جماعة الإخوان المسلمين حين يرفضون التوقيع على الوثيقة، أو يتباطؤون فى الإعلان عن تشكيل حكومة ولجنة دستورية، متعجبين من عدم ثقة الناس بهم، بينما وجود مرسى فى السباق الرئاسى فى حد ذاته أكبر دليل على أنهم لا يحفظون عهودهم؟ بص يا حاج... إنقاذ مصر من مقتلة حتمية فى يد محمد مرسى والإخوان المسلمين حصريا، وليس أمامهم سوى التوقيع على الوثيقة الوطنية، واتصال مرسى مباشرة بالدكتور البرادعى، والاعتذار له عما بدر من الجماعة فى حقه، ومطالبته، من واقع ضميره الوطنى الحى دوما، بأن يشكل حكومة، ويطرح أسماء لجنة الدستور، والإعلان عن التزام مرشح الجماعة، محمد مرسى، بالتشكيل الذى اقترحه البرادعى، وهذا ما سوف يطمئن المقاطعين من أمثالى للتصويت لصالح مرسى، ولا داعى للسخرية السخيفة: يعنى حتمضّونا على كمبيالات؟ وكتاب الله المجيد لولا الملامة لاقترحت أن يوقع المرشد بذاته على كمبيالات وشيكات وعقود بيع لكل أملاكه حتى نضمن صدقهم. إيه الاستعباط ده؟ اللى يشوف كده يقول عمركم ما كذبتم ولا خدعتم ولا غدرتم ولا حنثتم واحنا بنتبلى عليكم. كما تتحمل الجماعة وصول الشفيق أحمد فريق للإعادة بسبب إرهاب الناس بطرح مرشح رئاسى كان هدفه إسقاط عبد المنعم أبو الفتوح وكأنه ضرة الجماعة، فإنها تتحمل الدماء التى ستسيل فى حال ما إذا فاز الشفيق. الرجل يختلف فى طباعه تماما عن الإخوان المسلمين، فهو لا يكذب، ولا يخدع، ولا يحنث بتعهداته.. كل ما هنالك أنه تعهد بقتلنا بس، وبما أنه لا يكذب، فنحن متأكدون من وفائه بوعده. الكرة الآن فى ملعب المرشح محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين، وهو أمر فى حد ذاته مؤسف، فما بين مطرقة جماعة أدمنت الكذب حتى كُتبت عند الناس كذابة، وما بين سندان قاتل يفخر بقدرته على القتل، أعلن أننى غير ملزمة بنتيجة هذه الانتخابات، ولن أشارك فيها ما دام مرسى لم يوقع على الوثيقة الوطنية، والبرادعى لم يشكل الحكومة ويطرح لجنة الدستور، ومن ثم فإننى سأقاطع الانتخابات، ولن أمتثل لما يسمى الرئيس القادم، لأنه ليس رئيسى، لم أنتخبه، ولن يفرض علىّ أحد من لم أختره بنفسى، ولو كانوا مئة مليون، لا خمسة ملايين ونيف.