من مدينة نصر إلى المطرية فمصر القديمة، بدأت جولة المرشح عبد المنعم أبو الفتوح بزيارته لعدد من اللجان الانتخابية في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية، حيث توجه من منزله بالتجمع الخامس برفقة عدد من مساعديه، صباح اليوم، مستقلا سيارة "لاند كروزر" سوداء ليتواجد أمام مدرسة ابن النفيس التجريبية للغات، في تمام الثامنة وخمسين دقيقة. طابوران طويلان من الرجال والنساء الذين حضروا منذ الصباح الباكر للإدلاء بصوتهم وعبارة "المجد للشهداء ولا للفلول" بجوار صور لمرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، علقت على جدرانها، واستقبلت المدرسة المرشح الذي بادر بتحية المصطفين، "السلام عليكم هتقفوا طابور طويلا، شدوا حيلكم"، ليبادره أحد المواطنين بالتحية "إن شاء الله ياريس"، فيما قال له آخر: "يا دكتور أنا مش بؤيدك بس عايز أسلم عليك!!".
"ياترى أبو الفتوح هايقف في الطابور ولا لأ؟"، كان أول سؤال تبادر لذهن المصطفين ليجدوا الإجابة في وقوف المرشح في آخر الصف، إلا أنه وقف لدقائق، ثم استجاب لدعوة أحد مندوبيه للوقوف في طابور كبار السن فوق الستين عاما.
وخلال وقوفه أمام اللجنة الفرعية رقم 22، قامت إحدى السيدات بالتوجه إليه بعد أن فوجئت بوجوده، وقالت له: "لازم يبقى في عدالة اجتماعية تطبق على الكل مش بس أولاد القضاة والضباط"، وأضافت: "على فكرة أنا ولادي انتخبوك" وسألها أبو الفتوح مداعبا "وأنتِ؟"، لترد "إن شاء الله".
الزحام الشديد وتدافع وسائل الإعلام أثارا استياء بعض العجائز الذين كانوا في الطابور، وقال أحدهم: "أنا راجل عجوز دخلوني".
وبعد انتهائه من التصويت قال أبو الفتوح، في تصريحات صحفية: "هذه أول انتخابات تُجرى لاختيار رئيس يعمل خادما لهذا الشعب"، وتابع: "هذا الصرح الديمقراطي يعود الفضل فيه إلى شهداء الثورة".
وأضاف: "الشعب سيختار رئيسًا لا يأخذ قراره إلا منهم، ولا يخدم انتماءات داخلية أو خارجية، والشعب لن يختار إلا رئيسا معبرا عن الثورة"، وأكد أنه سيستقبل نتيجة الانتخابات أيا ما كانت بشرط إجرائها بنزاهة دون أية تدخلات.
وكانت "الشروق" قد رصدت حدوث مشادات في اللجنة رقم 24 قبل حضور المرشح، حيث قالت ماجدة سعيد عيسى، إنها خلال إدلائها بصوتها بادرها أحد الموظفين في اللجنة بعبارة: "إن شاء الله مرسي"، وهو ما دفعها إلى رواية ذلك الموقف للقاضية، رئيسة اللجنة التي قامت بدورها بتحرير محضر لإثبات الحالة، وإخراج الموظف من اللجنة.
ومن مدينة نصر إلى مصر القديمة، تحديدا أمام مدرسة آل سعود التي درس فيها أبو الفتوح في صغره، حي المرشح المواطنين الذين قاسمتهم الكلاب الضالة في مساكنهم، إلا أنهم استقبلوه بالزغاريد.
"الريس جاي لغاية هنا وبعد كده مش هانشوفه"، "يارب ينجح بيقولوا عليه راجل كويس"، هذا ما قاله أهالي المنطقة، فيما فضلت أخرى أن تواجهه، قائلة: "طلعونا من صناديق الزبالة اللي عايشين فيها"، لتستكمل أخرى "مش هاندي صوتنا وفي الآخر مانشفوش"، وتقول أخرى "أنت أملنا بعد الله".
فيما تدافع العشرات من أهالي المطرية لتقديم أبو الفتوح خلال جولته بمدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية والمطرية الإعدادية بنين، وأبدى عدد من المصطفين أمام مدرسة المطرية استياءهم من تجول أبو الفتوح، قائلين: "ده كده ما ينفعش المفروض في صمت انتخابي"، وقال آخر "هو لما ينزل كده يعني الناس هاترشحه"، فيما قال آخر لأبو الفتوح: "حافظ على مدنية الدولة"، ليرد عليه المرشح "مصر هي مصر".
واختتم أبو الفتوح جولته بصلاة الظهر في مسجد عمرو بن العاص في مصر القديمة.