كشف مؤمن زكريا لاعب الاهلي الحالي والزمالك السابق، كواليس انتقاله للقلعة الحمراء بعد مزيد من الشد والجذب بين القطبين على ضم اللاعب الذي استقر به المطاف في بيته، على حد وصفه. وقال زكريا في حواره لصحيفة الوطن المصرية، انه عاد لبيته الاهلي، ومازال يحتفظ بذكرياته الجميلة داخل النادي الابيض. وفيما يلي نص الحوار: * بعد فترة من عودتك للأهلى كيف تشعر الآن؟ - سعيد جداً لعودتى للنادى الذى يعد بمثابة بيتى، حيث نشأت به وكان سبباً فى وجودى كلاعب كرة، وأنا فخور بكونى من ناشئى النادى الأهلى، حيث كنت به وعمرى 13 سنة، وبعدها انتقلت للإنتاج الحربى ثم المصرى وإنبى والزمالك ثم عدت من جديد لهذا الصرح الكبير. * أى من الأندية تلك أثرت فيك كلاعب؟ - كل خطوة من تلك الخطوات كان مهمة بالنسبة لى بداية من الإنتاج الحربى، ومروراً بالمصرى، وإنبى ثم الزمالك، لأن جميعهم كانوا السبب فى ظهورى بمستوى جيد، والعودة لبيتى مرة أخرى. * هل كان لديك شعور بالعودة إلى الأهلى مجدداً؟ - لا أحد يعرف المستقبل، ولا أجزم لك بأننى فكرت فى هذا الأمر، المستقبل بيد الله كل ما فعلته أننى اجتهدت للظهور بشكل جيد مع كل الأندية التى لعبت لها وبالاجتهاد والإخلاص عدت مرة أخرى للأهلى. * كيف مرت عليك تجاربك داخل الأندية التى لعبت لها؟ - مثلما قلت لك اجتهدت كثيراً من أجل إثبات نفسى وذاتى، فالتجربة الأولى كانت مع الإنتاج الحربى الصاعد حينها حديثاً للدورى العام ونجحنا فى تقديم نتائج جيدة وقدمت مستوى أشاد الجميع به، ثم انتقلت للمصرى وقدمت مستوى جيداً أيضاً ثم انتقلت لإنبى ثم الزمالك ولولا نجاحى فى كل تلك الأندية لما عدت مجدداً للنادى الأهلى. * قبل انتقالك للزمالك كان لديك عرض من الأهلى فلماذا اخترت الأبيض وقتها؟ - حدثت أمور تسببت فى هذا وقتها. * أمور مثل ماذا؟ - للأمانة كان وقتها حادث بورسعيد وسقوط شهداء من الجماهير قريباً زمنياً من مفاوضات النادى معى، فقد كنت وقت الواقعة لاعباً فى المصرى ثم انتقلت لإنبى وبالتالى كان من الصعب إلى حد ما انتقالى إلى الأهلى فى هذا التوقيت. * بعد التألق مع الزمالك لماذا رفضت الاستمرار مع الفريق؟ - لا يوجد شىء معين، كنت معاراً من نادى إنبى للزمالك، وانتهت الإعارة، وبالتالى كان لزاماً علىَّ العودة مجدداً للفريق البترولى، وفى هذا التوقيت دخل الأهلى فى مفاوضات معى ومع النادى، وتوصلنا جميعاً لاتفاق يقضى بعودتى مجدداً للأهلى، ومثلما قلت لك هو بيتى ورغبتى كانت العودة له مجدداً. * كنت تخطط للانتقال للأهلى وفى نفس الوقت قمت بتقبيل قميص الزمالك خلال مباراة الفريق مع دمنهور؟ - عذراً، مع احترامى الكامل لنادى الزمالك وجماهيره ومسئوليه، لم أُقبل فانلة الزمالك يوماً، وقتها قمت بتقبيل الشارة السوداء الخاصة بالحداد على وفاة اللاعب يوسف محيى الذى وافته المنية فى نفس التوقيت، وعموماً أنا لاعب محترف أخلص للفانلة التى ألعب لها، وأخلصت لنادى الزمالك وجماهيره حتى اللحظات الأخيرة، والدليل أننى ظهرت بمستوى جيد مع الفريق كان سبباً فى رغبة الأهلى التعاقد معى، ولا أنكر أيضاً أننى فخور باللعب للزمالك، وهذا شىء لا يقلل منى، وعدم استمرارى بالنادى ليس مسئوليتى. * مسئولية من؟ - نادى الزمالك الذى لم يتوصل لاتفاق مع إنبى لاستمرارى مع الفريق. * ألم تشعر بالندم على اللعب للزمالك؟ - إطلاقاً لم أندم على ذلك، الزمالك فريق كبير، وجمهوره عظيم وكان سبباً فى تألقى خلال الفترة الأخيرة، والحمد لله كنت من هدافى الفريق، وأى لاعب فى مصر يتمنى اللعب للزمالك، لكنه احتراف فقد انتهت إعارتى وعدت لنادى إنبى، وكان أمامى أكثر من عرض ورغبتى حسمت انتقالى للأهلى. * ولكنك تسببت فى تأزم الموقف كثيراً بين الأهلى والزمالك؟ - أنا شخصياً أغلقت الموضوع مبكراً، رغبتى حسمت انتقالى للأهلى، وبدأت التدريبات مع الفريق، وتركت كل شىء خلف ظهرى، ونسيت كل شىء، ولم أفكر سوى أن النادى الأهلى وقف بجوارى بقوة ودعمنى لأبعد الحدود. * لكنك تعرضت للإيقاف شهراً؟ - عادى جداً لم أفكر فى الأمر، ولم يشغلنى كثيراً لأننى حسمت أمرى، وكنت مستعداً لتقبل كل النتائج، وجاهزاً للتضحية من أجل الأهلى. * هل توقعت اشتعال الأزمة بهذا الشكل؟ - مثلما قلت الأمر لم يشغلنى، والأمر لم يكن بيدى لقد حسمت موقفى وكنت مستعداً لأى قرار، سواء كان بالإيجاب أو السلب، ولم أشغل بالى بذلك لأنها ليست مسئوليتى بل مسئولية إدارة النادى لأنى أصبحت لاعباً فى النادى، ودورى هو المشاركة فى التدريبات ولعب المباريات فقط. * ما علاقتك بلاعبى الزمالك الآن؟ - علاقتى جيدة جداً بجميع لاعبى الفريق، وما زلنا على اتصال دائم لأننا أصدقاء خارج المستطيل الأخضر ومثلما قلت نحن فى عصر الاحتراف وانتقالى للأهلى لم يفسد علاقتى بلاعبى الزمالك. * من أقرب لاعبى الفريق إليك؟ - عمر جابر هو أقرب لاعب لى، ونحن على اتصال مستمر وكذلك جنش وعلى جبر وطارق حامد. * كيف استقبلت حادث سقوط شهداء للزمالك فى واقعة الدفاع الجوى؟ - حزنت جداً، عندما يحدث أمر مثل هذا يجب علينا جميعاً أن ننسى الكرة وننسى الانتماءات وننسى الفرق والخلافات، فالحدث مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويكفى أن من بين هؤلاء من شجعنى يوماً ما وهتف لى أو كنت أنا سبباً فى إسعاده ولو لدقائق، عندى يقين أن من بين من ماتوا من شجعنى لذلك ما زلت حزيناً، ولا يوجد أى شىء فى الدنيا يعوضنا أو يعوض أهالى الشهداء عن فراقهم، سندعو لهم بالرحمة والمغفرة، أتمنى ألا نمر بذلك مجدداً، خصوصاً أن البلد لا يتحمل مثل تلك الظروف والأزمات، وقت مجزرة بورسعيد كنت لاعباً بالمصرى وعشت لحظات لا توصف، فمن الصعب جداً أن ترى الناس تموت أمامك. * كيف ترى توقف الدورى خلال الفترة الماضية؟ - القرار ليس قرارى، هناك من يدير الكرة المصرية، وأمر البطولة يخص اتحاد الكرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية. * البعض ربط بين مستواك العالى فى الزمالك وعدم ظهورك بنفس المستوى فى الأهلى؟ - ابتسم قليلاً ثم قال «أنا لسه ملعبتش للأهلى»، لم أشارك سوى فى مباراة الشرطة ومباراة وفاق سطيف الجزائرى فى السوبر الأفريقى فقط، وبالتالى من الصعب على أى شخص تقييم أدائى مع الفريق، عندما ألعب مباريات أكثر سأكون راضياً عن أى تقييم مهما كان. * كثيرون يرون أن طريقة لعب الزمالك ساعدتك على التألق بعكس طريقة لعب الأهلى؟ - كل فريق له طريقته وأسلوبه، وكل منظومة لها النظام الخاص بها وأى لاعب جديد فى أى مكان يسعى للتأقلم على الأجواء فى المكان الجديد، وبالتالى ليست لدىَّ مشكلة فى اللعب بأى طريقة، وتوظيفى فى الملعب هو نفس التوظيف الذى كنت عليه فى الزمالك. * كيف ترى الأهلى الآن؟ - هناك جيل اعتزل مثل أبوتريكة وبركات ووائل جمعة، والنادى يبنى الآن فريقاً جديداً قادراً على تكرار إنجازات الجيل السابق، ولا أنكر أن هذا فرق معى كثيراً، فالجيل الأسبق كان يفوز بالدورى قبل نهايته ب7 أسابيع ولو شاركت مع هذا الجيل لسطرت مجداً كبيراً لى، ولست محظوظاً لعدم اللعب بجوار أبوتريكة وبركات، كان نفسى ألحقهم فى الملعب، لكن الحمد لله على كل حال، لقد اتصلا بى فور انتقالى للأهلى لتهنئتى، وأتمنى أن أحقق ربع ما حققاه من بطولات، وطبعاً محظوظ لأنى «لحقت» بحسام غالى فى الفريق لأنه «اللى مربينى». * هل شعرت بالغربة عند عودتك للفريق؟ - لم يحدث ولو للحظة، كنت ناشئاً بالفريق، وعلاقتى جيدة بالجميع، ومن اليوم الأول الجميع استقبلنى بترحاب من كابتن الفريق لأصغر لاعب. * ما علاقتك ب«جاريدو»؟ - جيدة للغاية، والرجل رحب بى منذ اليوم الأول لى فى النادى، وأكد لى أننى سأكون إضافة كبيرة للفريق، لذلك تم التعاقد معى وهو يعامل الجميع سواسية، والأهم عنده الالتزام وبذل المجهود فى التدريبات والمباريات. * مركزك فى الأهلى به عدد كبير من المميزين مثل سليمان والسعيد وصبحى وبامبو ورشدى وجدو كيف ترى فرصتك بين هؤلاء؟ - وجود هذا الكم من اللاعبين فى مركزى سيكون أولاً فى صالح الفريق ثم فى صالحى شخصياً، لأنه سيخلق منافسة شريفة واجتهاداً لمن يمثل الفريق، وبالتالى هو أمر إيجابى وليس سلبياً، والأهم هو تحقيق الفريق للمكسب والجهاز الفنى صاحب قرار مشاركة اللاعبين. * لكن المشاركة هى الهم الأكبر لأى لاعب؟ - لا أختلف معك، ولكن إذا أردت أن تشارك عليك الاجتهاد وبذل الجهد وفرض اسمك ومشاركتك، فعندما تعاقدت مع الأهلى أو حتى عندما يتعاقد أى لاعب مع أى فريق لا يكتب فى العقد أنه يشترط المشاركة، أنا موجود بالأهلى، ومشاركتى تعود للجهاز الفنى، هذا أمر محسوم، وفى الأهلى أو أى مكان اللعب بمجهودك وليس بمجهود لاعب آخر. * دون أن يسبب ذلك عليك أى ضغوط؟ - بالعكس وجود هؤلاء المميزين يحفزنى أكثر لبذل المزيد من الجهد لتحقيق طموحاتى. * كيف ترى فرص الأهلى فى المنافسة على لقب الدورى فى ضوء تقدم الزمالك بفارق كبير من النقاط؟ - فرص أندية كثيرة فى الفوز بالدورى ما زالت موجودة، هناك الدور الثانى للبطولة وبه مباريات قادرة على تغيير كل الموازين، نحن سنجتهد ونبذل قصارى جهدنا وفى النهاية التوفيق من عند الله، ويشهد التاريخ أن الأهلى كان متأخراً ذات موسم عن المنافس بنقاط فى الدور الأول وصلت ل13 نقطة لكنه حقق اللقب فى النهاية لذلك المنافسة موجودة، ولو لم تكن موجودة يبقى نلغى الفريق ونقعد فى البيت. * كيف ترى عدم حضور الجماهير للمباريات؟ - مثلما قلت أمر البطولة يخص اتحاد الكرة والأمن، أى لاعب يتمنى خوض المباريات فى وجود الجماهير، لأنهم فاكهة كرة القدم ويجعلون لها لوناً وطعماً ورائحة. * ما تعليقك على خسارة السوبر الأفريقى؟ - الأهلى كان الأقرب للفوز بالبطولة، كنا الأفضل من حيث الأداء وكل شىء، لكن التوفيق لم يكن حليفنا، ومتعب أثبت أنه هداف هذا العصر، ولعبنا لآخر ثانية لكن التوفيق غاب عنا لفترات طويلة فى المباراة وخلال ضربات الترجيح. * على المستوى الدولى هل تتوقع اختلافاً داخل المنتخب مع «كوبر»؟ - بالتأكيد كل مدير فنى وله طريقته وأسلوبه المختلف عن الآخر، والأهم هو تحقيق النجاحات للكرة المصرية بغض النظر عن هوية المدير الفنى، على الجميع أن يقدم يد العون والمساعدة للمدير الفنى الجديد من أجل مصلحة الكرة المصرية التى فقدت الكثير من رصيدها فى السنوات الأخيرة.