خالد بيومي يكتب عن: إدارة الأزمات

مصر دولة تعيش دائما فى أزمات وكأنها على صفيح ساخن، فى كل المجالات بلا استثناء، سياسيا أو اقتصاديا أو سياحيا أو رياضيا، ولأنها بلد أزمات، إذا قلنا للموقع الجغرافى المهم جدا فى معظم المحاور والحياة السياسية.
وأيضا لأنها مطمع لبلاد الغرب أو الفرنجة، كما كان يُطلق عليهم فى السابق، وللتدليل على هذا نتكلم عن آخر عشر سنوات، مش هنتكلم عن 30 أو 40 أو 60، كم أزمة وقعت فيها الدولة وتم حلها بشكل علمى مدروس، وكأن الدولة بعيدة خالص عن إدارة الأزمات الموجودة فى كل الدول المتحضرة، التى تريد أن تعلو إلى فوق، ومنها وعلى سبيل المثال اليابان، فى معدل الكوارث الذى عصف بالبلاد، ولكنها أصبحت من الدول المتقدمة فى كل المجالات، خصوصا الصناعية.
وتعد من دول العالم المتقدمة.. تعالوا انظروا إلينا، إحنا بسم الله ولا أزمة إلا لما دخلنا فى سين وجيم، وكأننا فى النيابة العامة للتحقيق، وتكون الكارثة عدت، وفيه كارثة جاية تانى، ما همّ عارفين إن احنا متعودين على كده، جسمنا نَحَّس خلاص، ماعدناش بنحِس، لا من قريب ولا من بعيد، وآخر هذه الأزمات الأزمة الرياضية بين المصرى والأهلى، جمهور معتصِم وجمهور مقتحِم، ولا أى حد عارف عنهم حاجة، بس همّ عارفين ومطنشين خالص، علشان الدولة عندها حاجات تانية أهم من الشباب.
الحكومة والمجلس العسكرى عاملين ودن من طين وودن من عجين، يعنى الناس دى هيقعدوا هنا لغاية ما يتعبوا ويزهقوا ويروَّحوا.. منذ نحو أسبوع، الحال كما هو، ولا أى مسؤول راح هناك، خايف يحصل فى النهاية زى ما حصل عند «محمد محمود»، علشان نغطى على كارثة تانية، أصل هىّ دى الحكاية، وهىّ دى معالجة الأزمة.. أنا على علم أن مجلس الوزراء لديه لجنة اسمها إدارة الأزمة، بس لسه هىّ مش عارفة تحل أزمتها فى السولار والبنزين، همّ لسه ماوصلوش مكاتبهم، همّ عاوزين حد يحل لهم أزمتهم أصلا.
برضه لسه التفكير البطىء فى حل الأزمات، وتلاقيهم لسه فى أول أزمة بتاعة سنة 80 مثلا، والله حاجة تقرف، دولة بحجم مصر وإمكانيات مصر، لا تستطيع إيجاد مجموعة من الأكاديميين المتخصصين فى علاج وحلول الأزمات، أعتقد أن الجامعة المصرية لديها قسم اسمه إدارة الأزمات، وفى معظم الكليات، يعنى من زمان قوى مش لاقيين واحد يطلع يحل مشكلة، والله الحكومة بتاعتنا عاوزة حد يحل لها أزمتها من النوم والركود والتعب والإرهاق والأرق والكسل والتشبث بالكرسى والسلطة، علشان كده مصر لسه راجعة للخلف زى سيارات زمان، ولّا الدكتور مش واخد باله.. أقول لك على حاجة، نقفل إدارة الأزمة لغاية ما الحكومة تلاقى حد يحل أزمتها، لأن مصر بيهم عاوزة أزمات لمعالجة الإدارة.. ده إذا كان عندنا إدارة.
المصدر: جريدة التحرير