جددت صحيفتا "الشرق" و"الوطن" القطريتان، الخميس 1 نوفمبر، مطالبتهما لمجلس الأمن الدولي بالقيام بمسئولياته وإصدار قرار ينهي تعنت النظام السوري ويوقف آلة القتل المستمرة التي راح ضحيتها الآلاف رغم مواقف بعض الدول الداعمة للرئيس بشار الأسد ونظامه. وقالت صحيفة "الشرق"، في افتتاحيتها تحت عنوان "روسيا وحمام الدم السوري"، "إن موسكو تؤكد يوما بعد يوم أن موقفها الداعم لنظام الأسد لن يتزحزح "قيد أنملة" وهى التي وقفت في وجه المجتمع الدولي مع بكين بالفيتو ثلاث مرات نصرة لحليفتها دمشق وها هي الآن تقول بعبارة جلية وواضحة "إنه إذا أصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل الأسد فإن حمام الدم سيستمر مما يعني أيضا أن انقسام مجلس الأمن سيستمر وأنه لا أمل في اتخاذه لموقف موحد لوقف نزيف الدم في سوريا الذي تزداد حدته وبمتوالية رهيبة منذ مارس 2011". ورأت الصحيفة أن كل ذلك يعني أن أفق الحل السياسي قد انسد تماما "ونرى الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي المشترك إلى سوريا الذي جاب العالم طولا وعرضا بحثا عن مخرج وتفاهم متبادل مع الشركاء الإقليميين والدوليين نراه وقد تملكه الأسى وهو يرى الرصاص يخرق هدنته في أولى إشراقات أيام عيد الأضحى ليحزم حقائبه مجددا إلى موسكووبكين لكن يبدو أنه عاد بخفي حنين وليس أمامه إلا مجلس الأمن يضع على طاولته الملف كاملا ملطخا بالدماء السائلة فيه نتائج مشاوراته وجهوده كلها وعلى مجلس الأمن أن يضطلع بمسئولياته وواجباته في حماية الشعب السوري الجريح". وأشارت إلى أن تأكيدات الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بأن الحرب في سوريا ليست حربا أهلية وإنما حرب إبادة يباد فيها الشعب السوري بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم المتحضر ينبغي أن تدفع المجتمع لاتخاذ موقف حازم وموحد لوقف هذه الإبادة حتى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى حلول خارج إطار مجلس الأمن الذي فشل حتى الآن في تحمل مسئولياته المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والمتعلقة بحفظ السلم والأمن الدوليين وفي وقف حمام الدم الذي يصبح فيه أبناء سوريا الشرفاء ويمسون. ومن جانبها، قالت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان "استمرار تعنت النظام السوري" "إن أراء المراقبين تجمع على انتقاد مواقف المجتمع الدولي إزاء الأزمة السورية بعد أن ظلت كافة الجهود التي ترعاها مؤسسات الشرعية الدولية والمنظمات الإقليمية تواجه بتعنت واضح من قبل النظام السوري الذي يصر على اتباع نهج الحل الأمني ولا شيء سواه لمجابهة تداعيات الأزمة التي طالت البلاد والتي دفع السوريون ثمنها من دماء أبنائهم ومن المعاناة المتزايدة لكل اللاجئين في حدود الجغرافيا القريبة من وطنهم. ورأت الصحيفة أن انهيار هدنة عيد الأضحى التي كان المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي قد دعا إليها طرفي الأزمة أكدت أن منح وقتا إضافيا لنظام الأسد دون استصدار قرار دولي عبر مجلس الأمن لوقف آلة القتل والدمار بسوريا لن يسفر سوى عن إطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيداتها التي تلقى بظلال سلبية على العديد من دول الجوار بل وعلى الواقع الإقليمي في الشرق الأوسط بأسره. وأكدت أن مواقف الدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر إزاء تطورات الأزمة السورية "واضحة"، مشيرة إلى ما قاله رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قبل أيام من أنه يعتبر أن ما يجري في سوريا هو "حرب إبادة" وليس حربا أهلية .. مؤكدا في الوقت ذاته ثقته في الإبراهيمي دون الثقة بالطرف الآخر ممثلا في نظام الأسد. وخلصت "الوطن" إلى القول "إن التداعيات السلبية العديدة للأزمة السورية خصوصا ما يواجهه اللاجئون السوريون بعدة دول مجاورة من ويلات ومآس يومية ينبغي أن تكون دافعا لبلورة جهود جديدة قوية وفاعلة تبادر بها الدول العربية في تنسيق مشترك بينها ومن ثم التقدم بمشروع قرار جديد عبر مجلس الأمن لإنهاء تعنت النظام السوري وردع آلة القتل والدمار التي يستخدمها النظام ضد شعبه مستهينا بكل القيم والمواثيق والأعراف".