أ ش أ - كرست الصحف القطرية افتتاحياتها اليوم الثلاثاء على حالة تدهور الأوضاع في سوريا إثر خرق النظام لهدنة العيد. حل شامل واستعجلت صحف "الوطن" و"الراية" و"الشرق" إيجاد حل شامل يحمي الشعب السوري بالدرجة الأولى من آلة القتل والقمع وهدم المنازل فوق السكان .. واعتبرت تلك الصحف أن "هدنة العيد" زادت من حجم المعاناة.
فمن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" تحت عنوان "حول المطروح لحل الأزمة السورية" إنه "من غير المفهوم أن يخرق النظام السوري ما سمى ب"هدنة العيد" ثم يندفع في أعقابها بقصف جوي ومدفعي هو الأعنف منذ اندلاع الأزمة ثم نتحدث عن "إجبار" السوريين على الجلوس وراء طاولة المفاوضات "فذلك هو غير المستطاع أن يطاع لأن سلوك النظام السوري لا ينبئ أنه قد ناقش مع نفسه مفاوضة الثوار أو أنه سيدخل هذه المفاوضات بشروط غير مسبقة أو أنه على استعداد لتلبية طلب المعارضة السورية تنحيته أو التحول إلى ديمقراطية تتيح تداول السلطة ونقلها".
وأوضحت "الوطن" أن "الإشارة الوحيدة الواردة من سلوك النظام تفيد بأن ذهنيته لا تعتنق إلا التسلط وتصفية الطرف الآخر والهيمنة على مفاصل الدولة واللجوء إلى القوة والعنف والبطش كلما لوح له معارضوه باستحقاقات الكرامة والحرية وترسيخ العدالة الاجتماعية".
مفردات العنف واستغربت الصحيفة كون "طرف من دعاة هذه المفاوضات يتحدث عن إجبار السوريين على التفاوض"، مؤكدة أن "جنس صاحب مشروع الحل من نفس ذهنية النظام حتى أن لغة السياسة صارت محشوة بمفردات العنف وهذا لا يشكل بارقة أمل لإيجاد مخرج للأزمة السورية ما دام المستطاع - وهو إجبار السوريين على المفاوضات- متعذراً ولا محل له من الإعراب في عصرنا".
بدورها، رأت صحيفة "الراية" أن المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لم يأت في تصريحاته خلال زيارته إلى موسكو بجديد إذ "أعرب عن خيبة الأمل لفشل خطته بوقف إطلاق النار خلال عطلة العيد في سوريا" وكرر تحذيراته من "أن الأزمة السورية خطيرة جدا والوضع يسير من سيء إلى أسوأ" مجدداً وصفه لما يجري في سوريا بأنه "حرب أهلية".
وعزت الصحيفة ما وصفته بفشل جهود ومساعي الإبراهيمي لحل الأزمة في سوريا لتعنت النظام السوري، معتبرة أن زيارة الإبراهيمي إلى روسيا وبعدها الصين هي بمثابة محاولة للضغط على حلفاء النظام في سوريا لتمرير قرار في مجلس الأمن خلال نوفمبر المقبل يلزم النظام بوقف إطلاق النار" وهى الجهود التي سبق أن بذلها سلف الإبراهيمي المبعوث السابق كوفي عنان وفشل فيها قبل أن يعلن استقالته حفاظا على ماء وجهه".
وقف نزيف الدم وذهبت "الراية" إلى التأكيد على أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي تتحدث عن عودة المراقبين الدوليين وإعلان الإبراهيمي أن الأممالمتحدة لا تفكر حالياً بإرسال قوات دولية لحفظ السلام إلى سوريا كلها أمور "تكشف السقف الذي يتحرك تحته الإبراهيمي الذي يجد في انقسام المجتمع الدولي حول الوضع في سوريا والتفويض المنقوص الذي يعمل من خلاله كمبعوث دولي عقبات حقيقية تجاه تحقيق إنجاز ما في الأزمة يوقف نزيف الدم".
وقالت الصحيفة إن انتهاء "هدنة العيد" الفاشلة نهاية دموية "يؤكد مجدداً أن النظام السوري قد تلاعب بالمبعوث الدولي ولم يكن في نيته الالتزام بالهدنة ولو لساعات خلال عطلة العيد" كما يثبت أيضا أن "الحديث عن حل سياسي للأزمة في سوريا أصبح لا قيمة له حيث يستغل النظام السوري المبادرات التي يجري الإعلان عنها لتعزيز بطشه ضد المواطنين السوريين سواء بالقتل والذبح أو الاعتقال أو التشريد بعد هدم منازلهم فوق رؤوسهم".
فشل الهدنة وأضافت أن "الأجدر بالإبراهيمي بعد فشل هدنة العيد أن ينحاز للشعب السوري ولمطالبه العادلة وأن يعلن أن النظام في سوريا ليس معنيا بحل سياسي للأزمة وأن يقدم في جلسة مجلس الأمن المقبلة حلولا حقيقية لحماية الشعب السوري".
ورأت الصحيفة أن هذه الحلول "تتمثل بفرض مناطق حظر طيران فوق سوريا وإرسال قوات حفظ سلام دولية مجهزة وقادرة على منع استخدام النظام أسلحته الثقيلة في قتل المواطنين السوريين وتدمير بيوتهم وبلداتهم ومدنهم .. وإلا فإن تقديم استقالته هو الحل الأكرم له وللجهات التي يمثلها".
تدخل عاجل أما صحيفة "الشرق"، قالت "إن النظام الحاكم في سوريا يثبت يوماً بعد يوم أنه ماض في فرض حله العسكري للخروج من أزمته المتصاعدة وكما أفشل من قبل مهمة كوفي عنان الموفد الدولي العربي فإنه يدفع اليوم باتجاه إفشال مهمة الأخضر الإبراهيمي".
وأشارت الصحيفة إلى اعتراف الإبراهيمي أمس من قلب موسكو بأن الوضع في سوريا "يسير من سيء إلى أسوأ حيث عبر عن خيبة أمله لفشل الهدنة التي دعا إليها خلال أيام عيد الأضحى المبارك، معتبرة أن فشل هذه الهدنة يؤشر إلى فشل الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة وتداعياتها الدامية.
وأكدت أن هذا الأمر يستوجب ضرورة التحرك العاجل داخل مجلس الأمن الدولي لاتخاذ موقف فاعل وحاسم يرضي الشعب السوري بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية، لافتة إلى تأكيد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في تصريحاته لقناة "الجزيرة" الليلة الماضية أن ما يجري في سوريا تطور إلى حرب إبادة تمارسها قوات النظام.
وقالت الصحيفة "إنه أمام هذا التصعيد من قبل قوات النظام فقد شن الطيران الحربي أمس أعنف غاراته منذ بدء نظام الأسد خلال الصيف باستخدام الطائرات في النزع ما أدى إلى مقتل العشرات".
ولفتت إلى أن الواقع على الأرض "تجاوز مرحلة الدعوة إلى الحوار وبالتالي فإننا نخشى أن يكون البحث عن مثل هذه الأفكار والمقترحات للحوار رسالة خاطئة يستقبلها حكام سوريا بارتكاب المزيد من المجازر".
ورأت "الشرق" أن هذه التطورات والتداعيات "تتطلب من الإبراهيمي حث موسكو التي زارها أمس والصين التي يصلها اليوم على ممارسة ضغوط فعالة على دمشق بعيدا عن أروقة المجاملات الدبلوماسية وغرف المزايدات الرخيصة على دماء الشعوب للكف عن قمع الثوار بالقتل وتشريد مئات الآلاف وتدمير المساجد والمدارس التي يتحصن بها المدنيون".
مواد متعلقة: 1. 131 قتيلا سوريا الأحد وتجدد للقصف الجوي 2. سوريا.. 113 قتيلا وانفجار في جرمانا 3. 115 قتيلا سوريا أمس وقصف معقلا للمعارضة