أبوظبي أ ش أ: تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء عدد من القضايا علي رأسها القضية الفلسطينية والوضع المتدهور في سوريا. فمن جانبها، سلطت صحيفة "الخليج" الإماراتية الضوء علي احتلال فلسطين وزرع دولة يهودية في قلب الوطن العربي، موضحة أن مفاوضات السلام المزعومة هدفها التسلية وتعبئة الوقت للسطو علي كل ذرة من تراب فلسطين.
ورصدت الصحيفة القضية الفلسطينية تحت عنوان "ربيع ضد المعازل العنصرية"، حيث أشارت إلي أنه منذ مطالع القرن الماضي لم يتغير شيء، والحال هو الحال إرهاب واقتلاع واستيطان وتهويد، وفي الوقت نفسه مفاوضات وضغوط وابتزاز وتنازلات.
وتابعت الصحيفة قولها بأن الطرف الفلسطيني المفاوض يصدم في كل مرة ومع كل جولة كأن من يفاوض يتعرف حديثا إلى إسرائيل وإرهابها وعنصريتها وأطماعها.
وأضافت "الخليج" أن الجدار العنصري يلتهم الأراضي الفلسطينية وسط عمليات خداع وتلاعب، في حين لا توجد دولة فلسطينية قابلة للحياة ولا قدس ولا عودة.
وتساءلت الصحيفة إلى متى وإلى أين لا يدري أحد ولا يملك الجواب أحد سوى مزيد من التجارب والمحاولات الاستكشافية القاتلة، مشيرة إلي أن كل العالم يتغير إلا أسلوب التعاطي العربي مع هذا العدو وهو الأسلوب الذي عطل كل الإمكانات والقدرات وترك هذا العدو يستبيح كل شيء أرضا وشعبا ومقدسات.
ولفتت إلى أنه ما كتبه الصحفي روبرت فيسك في صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، والذي قال إن الفلسطينيين هم الوحيدون من العرب الذين لم يحظوا بأي شكل من أشكال الربيع.
وطرحت "الخليج" في ختام مقالها الإفتتاحي سؤالا هاما وهو، متى يكون للفلسطينيين ربيعهم الذي يغيرون فيه الواقع الاحتلالي الإرهابي الجاثم على الصدور؟. تعنت النظام
وفي الشأن السوري، أكدت الصحف القطرية الصادرة اليوم في افتتاحياتها أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، قد بذلت جهوداً كبيرة لحل الأزمة وحماية الشعب السوري.
وأضافت الصحف أن كل تلك الجهود اصطدمت بتعنت النظام ورفضه الحوار ولم يتحرك قيد انملة تجاه الحل، والنتيجة الحتمية أن ينهض مجلس الأمن بواجبه ويتحمل مسئولياته.
ورأت أن الصحف وصول ملف الأزمة السورية إلى مجلس الامن يضع العالم كله أمام مسئولية تاريخية لوقف سفك الدماء وقتل الأبرياء.
بدورها، ذكرت صحيفة "الوطن" أن أنظار العالم تتجه إلى مجلس الأمن الدولي اليوم ، والذي سيبدأ اجتماعا هاما بهدف التوصل إلي قرارات حاسمة حيال المجازر الرهيبة التي يتعرض لها الشعب السوري على يد كتائب عسكرية وأمنية مهمتها حماية النظام.
ونقلت "الوطن" عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دعوتها للأمم المتحدة للتحرك لوقف العنف في سوريا، معتبرة أن سلوك النظام السوري يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين.
ولفتت الصحيفة إلى تجديد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف لرفض بلاده دعم قرار مجلس الأمن المقترح.
وأضافت أن على المجتمع الدولي عدم الوقوف مكتوف الأيدي حيال ما يتعرض له الشعب السوري من عمليات قتل تصل إلى درجة الإبادة، حتي وإن استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن.
وفي ختام افتتاحيتها، عبرت الصحيفة عن أسفها حيال الموقف الروسي الرافض لإدانة النظام السوري.
وجاءت افتتاحية صحيفة "الراية" القطرية اليوم تحت عنوان "انتصار المبادئ على المصالح"، وذلك في إشارة إلي الموقف الروسي الذي ما زال يشكل حجر عثرة أمام قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ اجراءات ملموسة توقف حمام الدم المتواصل في سوريا منذ أحد عشر شهرا.
ولفتت الصحيفة إلي دعوة روسيا التي سبقت اجتماع مجلس الأمن الدولي لعقد محادثات غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأوضحت أن المبادرة الروسية كما يبدو تهدف إلى إضعاف التأييد الذي باتت تحظى بموجبه المبادرة العربية في مجلس الأمن ، والتي تدعو لوقف العنف فورا في سوريا والبدء في حوار وطني شامل بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية مع تفويض الرئيس صلاحياته إلى نائبه .
وقالت إن التدهور الخطير الذي تشهده المدن والبلدات السورية واستمرار القتل والعنف وسقوط الضحايا المدنيين يؤشر إلى الهوة العميقة التي يمكن أن تنزلق إليها البلاد والتي تهدد وحدتها ومستقبلها خاصة في ظل اصرار النظام على الحل الأمني وعدم اعترافه بالمطالب المشروعة لشعبه.
تدويل الأزمة
وفي نفس السياق، رأت صحيفة "السفير" اللبنانية أن نظام سوريا أضاع فرصة التعريب للأزمة ، وقدم هدية للمتربصين به لكي يقفزوا بسرعة إلى التدويل بشكل خطير.
وحذرت الصحيفة من استخدام آلة النظام العسكرية، مؤكدة أنها لا تصلح في أي مكان لمعالجة أزمة مركبة في غياب القدرة على إيجاد الحلول السياسية ومعرفة تحديد الخسائر حين يستحيل الانتصار.
وأشارت إلى أن النظام العربي يتوغل في تشكيل حلف واسع إقليميا ودوليا لعزل سوريا وإيران تمهيدا لإملاء الشروط عليهما.
النموذج اليمني
وسلطت الصحف اليمنية الضوء علي الأزمة السورية أيضا، حيث اعتبرت صحيفة "الثورة" أن ما حققته الثورة الشبابية اليمينة السلمية من مكاسب يؤهلها لتكون نموذجا في حل الأزمة السورية.
وأكدت الصحيفة أن النموذج اليمنى هو الأنسب والأكثر واقعية لحل الأزمة في سوريا قبل انزلاقها إلي حرب أهلية، كما إنه سيحفظ للأقلية العلوية.
وقالت الصحيفة أن النموذج اليمني سيكفل عدالة كاملة في عملية الانتقال المتدرج إلى الديمقراطية دون المساس بحزب "البعث" الحاكم الذي سيكون شريكا أساسيا فيها، مشيرة إلي أن كل المؤشرات تظهر الثورة السورية السلمية بلا آفاق لنهاية قريبة تحقق آمال الشعب في الحرية وإقامة نظام ديمقراطي.