يحشد نتنياهو كل أوراقه قبل لقائه بعد أيام بالرئيس الأمريكى. يدرك مجرم الحرب أن الرئيس ترامب لا يريد لخطة تحمل اسمه أن تظل رهينة ألاعيب نتنياهو المعتادة لإفشال أى اتفاق ينهى حالة الحرب التى أصبحت وسيلة نتنياهو الوحيدة للبقاء فى الحياة السياسية. القرار الأمريكى المعلن الآن هو الانتقال السريع للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، ونتنياهو يدرك تماماً أنه لا يستطيع المواجهة المباشرة مع الحليف الأكبر وربما الأوحد، لكنه «كالعادة» يراهن على قدراته على المناورة والتعطيل وكسب الوقت كما فعل مع كل اتفاق مماثل أو شبيه منذ أوسلو وحتى الآن. يذهب نتنياهو وقد حشد كل ما يستطيع من أوراق المساومة. يهدد باجتياح لبنان، ويوطد تواجده فى سوريا، ويعلن عن أكبر برنامج للتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية، ويحاول فتح الملف الإيرانى مرة أخرى بحجة أن صواريخ إيران هذه المرة هى الخطر الداهم الذى تنبغى مواجهته، ويبدأ وزراؤه الذين لا يتحركون إلا بأوامره فى ترديد اسطوانة أنه لا انتقال للمرحلة الثانية قبل استعادة الجثة الوحيدة الباقية تحت الأرض من جثث الرهائن الإسرائيليين (علماً بأن إسرائيل مازالت تحتجز جثامين 750 شهيداً فلسطينياً لديها بالإضافة إلى عشرة آلاف شهيد مازالوا تحت أنقاض غزة!!). يتصور نتنياهو أن إغراق الحليف الأمريكى بالملفات العديدة المتفجرة من لبنان إلى سوريا إلى الضفة وربما إيران سوف يقلل التركيز الأمريكى على إنهاء الحرب فى غزة، وسوف يعيد تقديم إسرائيل كحليف رئيسى وليس عبئاً ثقيلاً ومكلفاً على أمريكا ومن تبقى من حلفاء قلائل للكيان الصهيونى. لكن نتنياهو يعرف أيضاً أن الوضع هذه المرة يختلف. وأن الانخراط المباشر لأمريكا عبر خطة ترامب يعنى أن إنهاء الحرب أصبح مصلحة أمريكية، وأن العلاقة الخاصة مع واشنطون لا تعنى ترك المنطقة رهينة للعربدة الإسرائيلية. وتعرف واشنطون - من ناحيتها- أن نتنياهو لن يتغير، فلنرَ ماذا سيكون قرارها بعد موعده القريب فى البيت الأبيض!!