ألم يسمع ويرى العالم ما يحدث بعد اتفاق شرم الشيخ من انتهاكات اسرائيلية وعدم رغبة فى اتمام الاتفاق والهروب من المرحلة الثانية له تحت جحيم وذرائع واهية رغم تدخل نخبة الوساطة أكثر من مرة فى أكثر من بلد لاتمام الإتفاق والبدء فى إعادة إعمار غزة. أمريكا تصر على تنفيذ الاتفاق بكل بنوده ولكن تمسك نتنياهو بالسلطة والاستعداد لدخول الانتخابات القادمة حتى أنه طلب من رئيس إسرائيل العفو عنه فصار معوقاً. هذا العابد للكرسى رغم فساده يدفع ثمنه الشعب الفلسطينى حتى الرضع الذين يموتون من البرد فأصبح الناس مسجونين بين المطر والنار من فوهات الأسلحة الإسرائيلية ومما زاد الأمر بلة أن العواصف تزيل الخيام التى يحتمون بها من البرد القارس والأمطار الغزيرة فأصبحوا بلا مأوى مع التضييق عليهم فى دخول المواد الغذائية لهم فصاروا جوعى والبرد يقتلهم من ناحية ورصاص الآلة العسكرية من ناحية أخري. أى عذاب هذا الذى يلقاه الشعب الفلسطينى من كل ناحية والعالم بعد الإعتراف بالدولة الفلسطينية وحق شعبها فى الوجود كآدميين من الدرجة الأولى واسترداد أرضهم من ناحية ثانية حيث ازدادت الانتهاكات الإسرائيلية وزادت بجاحة نتنياهو والذى مارس سطوته وكأن العالم تحت سيطرته وليس له غير أن يسمع كلامه حرفياً. حسنا فعلت أمريكا بأن حملت إسرائيل تكلفة رفع الركام حتى يتم إعادة الإعمار ولابد من ضغوط دولية أخرى من جميع دول العالم ترفع صوتها لمجلس الأمن لإصدار قرارات إلزامية لتنفيذ مراحل الاتفاق قبل أن يموت الشعب الفلسطينى كله من عواصف الشتاء ونيران الأعداء صغارا وكبارا ونساء وشيوخا. اسرائيل تعلم أن الشعب الفلسطينى لن يترك أرضه وفى هذا مصر تقف سدا منيعا لمنع تهجيره قسرا ولكنها تماطل لسلب المزيد من الأراضى الفلسطينية سواء فى غزة أو الضفة فهل يستيقظ العالم ويسمع ويرى ما يجب عمله تجاه قضية اقتربت من قرن عذاب أم سيظل يصرح بكلمات جوفاء لا تسمن ولا تغنى من جوع دون فاعلية لحل القضية.