لم تكن الأدوات اليومية في مصر القديمة مجرد أغراض للاستعمال، بل كانت قطعًا فنية تنبض بالحرفية والجمال. فقد استخدم المصريون العظم والعاج في تشكيل أدواتهم وأثاثهم وزينتهم، ليتركوا لنا آثارًا دقيقة التفاصيل تكشف ملامح مجتمع راقٍ عرف الدقة والابتكار في أصغر أدوات حياته اليومية. وفي قاعات المتحف اليوم، تقف هذه القطع شاهدة على مهارة صُنّاعها وأسلوب العيش في عصر الأسرة الأولى. اقرأ أيضا| «لغز الأواني الكانوبية» حراس الأحشاء وكنوز الطقوس الجنائزية في مصر القديمة - آثار من الحياة اليومية في مصر القديمة تبرز المعروضات المصنوعة من العظم والعاج في المتاحف المصرية باعتبارها شاهدًا مهمًا على جانب من الحياة اليومية في العصور المبكرة لمصر القديمة، وتحديدًا في عصر الأسرة الأولى (2960–2770 ق.م). فقد مثّلت هذه المواد الطبيعية خامات مثالية للنحت الدقيق وصناعة الأدوات والزخارف التي استخدمها المصريون في حياتهم اليومية. - مواد ثمينة في يد صناع مهرة كان العظم والعاج من أكثر المواد تفضيلًا لدى الحرفيين، لما يتمتعان به من صلابة تسمح بالنحت، ونعومة تمنح القطع مظهرًا جماليًا أنيقًا. وقد استُخدما في صناعة: أمشاط وزخارف للشعر تضاهي في جمالها قطع الزينة الراقية. دبابيس الشعر التي كانت تمنح تسريحات النساء طابعًا جماليًا مميزًا. عناصر أثاث مصغّرة مثل أرجل الثيران المنحوتة بدقة، والتي كانت تُثبَّت في قطع الأثاث لتزيينها. أدوات موسيقية مصنوعة بعناية لعزف الألحان في الطقوس والاحتفالات. ملاعق وأوانٍ عميقة يُرجّح أنها استخدمت لخلط مساحيق التجميل والعطور. - حياة تُروى من خلال التفاصيل تميزت هذه القطع بزخارف دقيقة، ما يعكس اهتمام المصري القديم بالجمال حتى في الأدوات اليومية البسيطة. ويشير ذلك إلى مستوى متقدم من الذوق الفني والصنعة، إضافة إلى القيمة الرمزية التي حملتها هذه الأدوات في الحياة اليومية والطقوس الدينية. - المعروض في المتحف من بين هذه القطع المميزة، تعرض قاعة 43 في الدور الأرضي قطعة مصنوعة من العاج تعود إلى فترة الأسرة الأولى، ورغم أن المصدر الأصلي لها مجهول، إلا أنها تُعد مثالًا رائعًا على براعة الصناع الأوائل وإبداعهم.