ما زالت الحضارة المصرية القديمة تُدهشنا بإنجازاتها المذهلة التي سبقت عصرها، حتى في تفاصيل الحياة اليومية التي قد تبدو لنا مألوفة. ومن بين تلك الاكتشافات المدهشة، نجد سريرًا مفروشًا بالكامل تم اكتشافه في مقبرة خع في دير المدينة بالأقصر، ويُعرض حاليًا في متحف تورينو بإيطاليا. هذا السرير، الذي يتضمن البطانية ومسند الرأس، يعكس عبقرية المصري القديم في تصميم أدواته واستخدامها في الحياة والموت. وبينما كان يُعتقد أن مسند الرأس مخصص للعالم الآخر، تشير الدلائل الحديثة إلى أنه كان يُستخدم أيضًا في الحياة اليومية، مما يكشف عن جانب جديد من حياة المصري القديم. * سرير خع: تحفة نادرة من مصر القديمة ويظل السرير المفروش من مقبرة خع شاهدًا على براعة المصري القديم في تصميم أدواته اليومية. يتميز السرير بتصميمه البسيط والمريح الذي يشبه في كثير من النواحي الأسرة الحديثة، مما يعكس قدرة المصريين القدماء على فهم احتياجاتهم وتصميم أدوات تخدمهم بطريقة عملية وأنيقة. * التصميم والمواد المستخدمة السرير مصنوع من الخشب القوي، وهو مزود ببطانية ومخدة مصنوعة من مواد ناعمة تناسب الراحة اليومية. البطانية تحمل تفاصيل دقيقة، ما يدل على مهارة الحرفيين في النسيج آنذاك. أما مسند الرأس، فقد صُمم من الخشب أيضًا بأسلوب منحني يدعم الرأس والرقبة، مما يجعله مريحًا للاستخدام. * مسند الرأس: بين العالمين كان يُعتقد لفترة طويلة أن مسند الرأس في مصر القديمة كان مخصصًا للاستخدام في العالم الآخر فقط. ولكن اكتشاف بقايا خلايا بشرية على بعض مساند الرأس يثبت أنه كان يُستخدم في الحياة اليومية أيضًا. هذه الاكتشافات تغير فهمنا لاستخدامات الأدوات اليومية في مصر القديمة، حيث يبدو أن مسند الرأس كان جزءًا من الروتين اليومي للمصري القديم، بالإضافة إلى كونه رمزًا دينيًا وروحيًا. * أهمية مسند الرأس في الطقوس الجنائزية في الطقوس الجنائزية، كان مسند الرأس يُعتبر جزءًا أساسيًا من تجهيزات المتوفى. فقد كان يُعتقد أنه يساعد الروح في الانتقال إلى العالم الآخر، مما يمنح المتوفى الدعم الجسدي والروحي في رحلته الأبدية. * مقبرة خع: مصدر الاكتشاف تم العثور على السرير في مقبرة خع بدير المدينة، وهي مقبرة مخصصة لواحد من كبار المهندسين خلال عهد الدولة الحديثة. هذه المقبرة غنية بالكنوز الأثرية التي تعكس الحياة اليومية للمصريين القدماء وتكشف عن تفاصيل دقيقة حول عاداتهم وتقاليدهم. * خع: المهندس العظيم خع كان مهندسًا بارزًا في عصر الدولة الحديثة، حيث أشرف على العديد من المشاريع المعمارية الكبرى. ويُعتقد أن تصميم أثاثه الجنائزي يعكس مكانته الاجتماعية واهتمامه بتوفير الراحة له ولعائلته في الحياة الآخرة. * عرض السرير في متحف تورينو بعد اكتشافه، تم نقل السرير إلى متحف تورينو بإيطاليا، حيث يُعرض كجزء من مجموعة نادرة من القطع الأثرية المصرية. هذا العرض يُتيح للزوار فرصة فريدة للتعرف على براعة المصري القديم في تصميم أثاثه واستخدامه في الحياة اليومية والعالم الآخر. * التأثير على الزوار يُدهش السرير الزوار بتصميمه المألوف، مما يثير تساؤلات حول مدى التشابه بين الماضي والحاضر. كما يعكس قدرة المصريين القدماء على التفكير العملي والجمالي في تصميم أدواتهم. * الدروس المستفادة من سرير خع الاهتمام بالتفاصيل: يعكس السرير براعة الحرفيين المصريين القدماء في تصميم أدوات تلبي احتياجات الحياة اليومية والمعتقدات الروحية. الاستدامة: استخدام الخشب القوي والمواد الطبيعية يشير إلى وعي المصريين القدماء بأهمية المواد المستدامة. التكامل بين الحياة والموت: يعكس السرير فهم المصري القديم لأهمية الاستعداد للحياة الآخرة، مع الحفاظ على راحته في حياته اليومية. سرير خع المفروش بالكامل، بما في ذلك مسند الرأس، يمثل قطعة فنية فريدة تُظهر مدى تطور المصري القديم في تصميم أدواته. وبينما يُعرض السرير حاليًا في متحف تورينو، يبقى شاهدًا على عبقرية هذه الحضارة العريقة. إن اكتشاف بقايا خلايا بشرية على مسند الرأس يضيف بُعدًا جديدًا لفهمنا لاستخدامات هذا الأثاث، ويعكس الترابط الوثيق بين الحياة اليومية والمعتقدات الروحية لدى المصريين القدماء. اقرأ ايضًا | شهادات خالدة على عظمة الحضارة المصرية.. حكايات معابد «كوم أمبو وإدفو وإسنا»