منذ طفولتها كان حلمها واضحاً لا يتغير، أن تصبح مذيعة.. لم يكن مجرد شغف عابر، بل رسالة وسعي مستمر نحو تحقيق ذاتها. تخرجت فى آداب قسم إعلام بجامعة عين شمس، ومن يومها لم تعرف سوى مهنة الإعلام، فهو المجال الذي وجدت فيه نفسها وروحها وهويتها.. رحلتها بدأت بخطوة صغيرة في ماسبيرو، ومن هناك انطلقت لتكون صوتاً مألوفاً على شاشات القناة الأولى، تقدم الأخبار، تغطي المناسبات الرئاسية، وتترك بصمتها المميزة في كل لحظة على الهواء.. الإعلامية نهي توفيق فى حوارها مع «أخبار النجوم» تكشف عن بداياتها، أحلامها، محطات صعبة ومؤثرة، وشغفها المستمر حتى اليوم. فى البداية.. ماذا عن دراستك؟ تخرجت في كلية الآداب قسم إعلام بجامعة عين شمس، شعبة الإذاعة والتليفزيون، بعد أن حصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة أهلني لتحقيق حلم دراسة الإعلام الذي سعيت إليه منذ صغري. هل كان عملك في المجال الإعلامي حلماً سعيت لتحقيقه؟ حلمي الكبير منذ الطفولة كان دخول مجال الإعلام. وكل من كان يسألني وقت طفولتي: «نفسك تطلعي إيه؟» كان ردي قاطعاً وصريحاً: «مذيعة». كنت أهتم بمتابعة البرامج وأبدي رأيي المتواضع في كل المذيعين في ذلك الوقت. هل امتهنتِ مهن أخرى قبل دخولك المجال؟ لا على الإطلاق. فمنذ تخرجي وحتى اليوم، أعمل في المهنة التي عشقتها، وأجد فيها نفسي وروحي وذاتي. وكنت أثناء الدراسة الجامعية أحرص على حضور تدريبات في مبنى الإذاعة والتليفزيون. كيف جاء التحاقك بالمجال الإعلامي؟ كانت البداية عن طريق صديقة لي تعمل في ماسبيرو، وأخبرتني بوجود اختبارات للمذيعين. تقدمت لها والحمد لله نجحت. كان يرأس لجنة الاختبارات الأساتذة صلاح مهران، درية شرف الدين، عبد الوهاب قتاية، ومحمود سلطان. جميعهم كانوا أساتذة بمعنى الكلمة. وبعد النجاح خضعت لتدريب لمدة ستة أشهر، ثم بدأت العمل في قنوات النيل المتخصصة. وكيف كان أول ظهور لك على الشاشة؟ كان على قناة النيل للتنوير ضمن قنوات النيل المتخصصة. أول حلقة كانت عن الفن التشكيلي، وهو موضوع متخصص للغاية يحتاج إلى مذاكرة كافية لمحاورة مجموعة من الفنانين التشكيليين. ورغم أنها كانت حلقة مسجلة، شعرت وقتها أنني على الهواء مباشرة. كان شعوراً مختلطاً بالرهبة والخوف، لكن بمجرد أن بدأت الحديث أمام الكاميرا تغلبت على هذا الإحساس. ماذا عن الخطوة التالية بعد قناة النيل للتنوير؟ انتقلت إلى قناة النيل الثقافية مع الإعلامى جمال الشاعر الذي تعلمت منه الكثير. عملي في هذه القناة أفادني كثيراً؛ فقد أضاف لي معرفة وثقافة وثقة، وطور قدرتي على التعامل مع الهواء، وجعلني حتى اليوم شغوفة بالقراءة والمعرفة. بعد ذلك انتقلت للعمل في كل قنوات النيل المتخصصة: لايف، الدراما، الأسرة والطفل، ونايل سينما، وكلها تركت فيها بصمة من خلال برامج متنوعة مهتمة بالسينما والثقافة والمنوعات. كيف جاء انتقالك إلى قطاع الأخبار؟ في عام 2004 جاءني أهم اتصال في حياتي من عبد اللطيف المناوي، رئيس القطاع وفتها، الذي شاهد إحدى حلقاتي، وطلب أن أحضر إلى مكتبه. كان حلم حياتي وقتها أن أعمل في قطاع الأخبار، لكنه كان حلماً لا أعرف كيف سيتحقق. لكن الله وفقني، واتفق معي الأستاذ عبد اللطيف المناوي على تقديم الأخبار السياسية والنشرات والبرامج السياسية وبرنامج «صباح الخير يا مصر» لمدة 15 عاماً، وهو البرنامج الأهم، ويشرفني أنني قدمته لسنوات طويلة. كيف رأيتِ التحول من قنوات النيل المتخصصة إلى قطاع الأخبار؟ كان حلماً وتحقق. كنت أرى أن قطاع الأخبار الأكبر والأهم دائماً، وله مكانة مهمة. وكنت أشعر أن «ديسك الأخبار» له مكانة مقدسة، ولذلك كان حلمي الانضمام له. ولا أنكر أنني نجحت بفضل أساتذة كثيرين تعلمت على أيديهم، من بينهم هالة أبو علم، حنان منصور، أميمة إبراهيم وغيرهم ممن كانوا متعاونين وحاضنين للمذيعين الجدد. تعلمت منهم كيفية إلقاء النشرة لأنها تختلف تماماً عن تقديم البرامج العادية. حدثينا عن ظهورك حالياً على القناة الأولى؟ أقدم كل النشرات الإخبارية بمواعيد مختلفة، نشرة الثالثة عصراً، السادسة مساء، والتاسعة مساء. وأقدم أيضاً التغطيات الإخبارية المهمة على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى الإذاعات الخارجية للمناسبات الرئاسية بحضور السيد الرئيس. ما هى أبرز التغطيات التي تعتزين بها؟ على مدار سنوات عملي قدمت عدداً كبيراً من الفعاليات الخاصة بالمناسبات الرئاسية. ومن أهمها الإذاعة الخارجية لتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ولاية جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو حدث كبير ومهم. كما قدمت إذاعات خارجية لافتتاحات مشروعات كبرى في عدد من المحافظات، ومؤتمرات الشباب، والفعاليات الاقتصادية الكبيرة بحضور الرئيس، وأيضاً الفعالية الخاصة بغزة بحضور رؤساء الدول العربية في شرم الشيخ. بعد تقديمك كل أشكال البرامج، هل هناك نوعية تفضلينها؟ أفضل البرامج القريبة من الناس، التي تهتم بحياتهم وتفاصيلهم وآرائهم ومشكلاتهم، وتقدمهم بشكل حقيقي وراقي وبعيد عن المتاجرة. برنامج يكون بطله المواطن البسيط. أتمنى تقديم برنامج يخاطب الشارع المصري، من الناس وللناس. ما أصعب لحظات الهواء بالنسبة لك؟ كل لحظة على الهواء صعبة، لأن تركيز المذيع يكون في أعلى مستوى، مع الحرص على مخارج الحروف واللغة العربية السليمة. مهما كانت خبرة المذيع، نقول دائماً: «الهواء ملوش كبير». لذلك كل مرة أظهر فيها على الهواء أعتبرها لحظة صعبة لأنني في مسؤولية مستمرة. وإذا احترمت مهنتك فهي ستحترمك. هل تعتبرين نفسك محظوظة مهنياً أم ما زلتِ تنتظرين فرصة أكبر؟ أنا محظوظة بالتأكيد. ربنا أكرمني بشخصيات محترمة ساعدوني في مهنتي، وعملت في كل القنوات التي تمنيت الظهور فيها، وقدمت كل أنواع البرامج سواء منوعات أو سياسية أو أخبار، وقدمت الإذاعات الخارجية للمناسبات الكبرى. ما رأيك في لقب «مذيعة الثورة»؟ أحب هذا اللقب، وهو الأغلى على قلبي. أطلقوه عليّ لأننا وقت الثورة كنا نظل في ماسبيرو دون أن نعود لبيوتنا. كان يوماً طويلاً من العمل المستمر في فترة من أصعب فترات حياتي المهنية، لأن العمل كان شديد الحساسية والخطورة والدقة. الخطأ في هذه الفترة كان ممنوعاً. حدثينا عن فترة عملك في إذاعة راديو مصر ؟ كانت محطة مهمة من محطاتي المهنية. تقديم الهواء في الإذاعة تجربة ممتعة جداً. ميكروفون الإذاعة له سحر وطبيعة خاصة، والاندماج تماماً مع المحتوى الذي نقدمه. كيف ترين الإعلام وسط زخم الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية؟ أعتقد أن التحدي الأكبر هو المنافسة مع المنصات الرقمية التي أصبحت أكثر جذباً لكل فئات المجتمع، مما أدى لانصراف الانتباه عن شاشات التليفزيون. أما الذكاء الاصطناعي فلا أراه صراعاً مع الإعلام، بل يمكن أن يكون مكملاً له أو يخدمه، لأن الإنسان هو من اخترع الذكاء الاصطناعي، وبالتالي لا يمكن أن يحل محله. من هو مثلك الأعلى في المجال الإعلامي؟ قابلت قامات إعلامية كثيرة على مدار سنوات عملي. كل من أعطاني معلومة أو قدم لي نصيحة مخلصة أو نقداً بنّاءً أو دعماً عندما أفعل شيئاً جيداً، كل هؤلاء مثل أعلى لي. لو لم تكوني إعلامية؟ لو لم أكن إعلامية، لتمنيت أيضاً أن أكون إعلامية. هذه هي مهنتي وشغفي. من هو أكثر شخص ساندك فى حياتك ؟ امي رحمها الله سر نجاحي، كانت الضهر والدعم والسند لي فى كل أمور حياتي، كنت أستمد طاقتي منها، وحاليا أعتبر أبنائي كامليا و كريم هما أكبر داعم لي، وأحاول دائما أن أكون معهم مثلما كانت أمى معي ضهر وسند. ما هو أكبر درس تعلمته في عام 2025؟ أن أكون نفسي طوال الوقت، لأن التقليد سهل. وهذه أيضاً نصيحتي للشباب: «كونوا أنفسكم، وتمسّكوا بمبادئكم وقيمكم المهنية والأخلاقية، ولا تكونوا إلا ما أنتم راضون عنه». اقرأ أيضا: آيات أباظة: حب الناس كان سر قوتي خلال أصعب 8 شهور في حياتي