فى قراءة سريعة للنفوس البشرية الآن تجد أن انجرافها وراء نزواتها وشهواتها جعلت قلوبها متحجرة لاتعرف الرأفة ولا الرحمة.. وكلما وجد الإنسان لنفسه مسارًا بعيداً عن ربه تجده يتصرف بلا رادع يعدل مسار حياته وتجده ينطلق كالقطار بسرعة لايحيد عنها خوفاً من الانزلاق أو العدول عن الهدف الذى رسمه لنفسه ،وما جعلنى اتطرق إلى تلك المقدمة هى تلك الجرائم التى تصدم العقل وتجعله يتوقف أمامها ألف مرة ويعيد التفكير فى هذا الإنسان الذى أقدم على هذا الجُرم وكيف خطط له دون العدول عنه احترامًا للنفس البشرية الذى يقدم على ازهاق روحها . وهنا استعدت قراءة هذه الأبيات للشاعر محمد اقبال من قصيدته حديث الروح إذا الإيمان ضاع فلا أمان .. ولا دنيا لمن لم يحيى دينا ومن رضى الحياة بغير دين ..فقد جعل الفناء لها قرينا وفى التوحيد للهمم اتحاد ..ولن تبنوا العلا متفرقينا ألم يبعث لأمتكم نبى .. يوحدكم على نهج الوئام ومصحفكم وقبلتكم جميعاً .. منار للأخوة والسلام وفوق كل رحمن رحيم .. إله واحد رب الأنام ووجدت إنها خير رد على هذا الانحراف الذى أصبح عليه الإنسان وبعده عن رسالة دينه فإذا دققت النظر فى أحواله تجده يهيم فى الدنيا بلا ضوابط تردعه عن المحرمات وإذا أردت ردعه تجده متعللاً بالحياة ورتمها السريع الذى لا يتوقف عند حدود أو دين ويأتيك رده الصادم بأنك إذا ارتبطت بالدين فعليك أن تنزوى وتترك الحياة لأنها لاتقبل الضعفاء المتمسكين بما قال الله وقال الرسول . فهذا الخلل الإيمانى جعل الصراع على الحياة يبيح القتل بلا رأفة ولا رحمة وجعل القلوب الرقيقة كالنساء لا تنفطر وهى ترى الدماء تسيل من ضحيتها وجعل أصحاب القلوب الجامدة كالرجال تزداد قسوة كالحجارة، كما فضح هذا الخلل المدعين أو المتظاهرين بالإيمان لأن أقوالهم لا تطابق أفعالهم لأن الإيمان سلوك حياة قولاً وفعلاً لذلك أقول لمن يلامس الدين هواه لا تجعلوا من تركوا دينهم وراء ظهورهم يجيدون مبرراً لأفعالهم لأنهم وجدوا أهل الدين يرتدون عباءته ولا يطبقون قواعده ، فإذا لم يعاد النظر فى هذا الخلل التى أصاب المجتمع فأعلم جيداً إننا نعيش فى غابة حيوانات تفترس بعضها بعضاً من أجل البقاء .