شاهدت جانباً من الحفل الفنى الراقى للمايسترو العالمى هانى شنودة والذى أقيم على تلال حديقة الفسطاط التاريخية بحضور رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى ولفيف من المسئولين، بمناسبة أول مهرجان فنى يقام بالحديقة تمهيداً لافتتاحها النهائى العام القادم. ولا شك أن مشروع حديقة تلال الفسطاط سيصبح درة تاج لمنطقة قلب القاهرة، بعد أن تحولت التلال من مقلب للقمامة على مدى عقود إلى أكبر حديقة مركزية فى الشرق الأوسط.. وقبيل الحفل تابعت مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق التنمية الحضرية ومؤسسة عزة فهمى لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية لإنشاء مركز ثقافى وتدريبى متكامل لتعليم الحرف اليدوية، لأبناء المنطقة وكل المهتمين بها والتى كادت أن تندثر.. وبالأمس قادتنى الصدفة للعبور وسط حديقة الأزبكية التاريخية بعد خروجى من محطة مترو الأنفاق بالعتبة، هالنى أمرين الأول المدينة التجارية تحت الأرض بمحلاتها وصخبها وازدحامها، وهى تضاهى سوق العتبة الشعبى ، والإقبال الشديد عليه، والأمر الثانى عندما خرجت للسطح فكان من حسن حظى سلم يؤدى إلى حديقة الأزبكية بعد أن تم تطويرها وتجميلها بالأشجار التاريخية التى نشأت عليها، والبرجولات والمظلات الخشبية فائقة الجمال، والمساحات الخضراء والمقاعد التى أعدت لروادها، أمر مبهج ويسر الزائرين، ويشعرك بفخر بعودة الحديقة إلى سيرتها الأولى للحقبة التاريخية. وحديقة الأزبكية أنشئت ضمن مشروع «القاهرة الخديوية» الذى بدأه الخديو إسماعيل نحو 1869 وتولى تخطيط الحديقة، المهندس الفرنسى جان بيار بمساحة 20 فداناً، قبل أن تمتد إليها أيدى العابثين ، وفور خروجى منها شاهدت التطوير والتحسين والتهذيب لمحيطها الخارجى، ومواقف السيارات، والربط بين الشوارع وخطوط المترو، وافساح المجال للمشاة ، مع التخطيط وإعادة سوق الكتاب لسور الحديقة. الله الله عليك يامصر.