يشهد سوق قطع غيار السيارات ارتفاعا غير مسبوق فى الأسعار، تجاوز الضعف والضعفين. قطعة الغيار الواحدة أصبح لها أكثر من سعر عند التاجر، وتختلف الأسعار من تاجر لآخر، ومن مكان لآخر!. المشكلة ليست فى وجود أكثر من سعر لقطعة الغيار ولكن فى الفارق الكبير بين السعر والذى ربما يصل الى الضعف ثلاث مرات وأكثر للقطعة الواحدة!. الاختلاف الوحيد أصبح أن القطعة أصلية أوغير أصلية، وتلك هى المشكلة، فهناك قطعة واحدة أصلية، وأكثر من قطعة بمسميات مختلفة، ولكنها فى النهاية تصنف بأنها غير أصلية!. وربما يكون الأمر مقبولا مع أى منتج أو سلع أخرى، ولكن فى قطع غيار سيارة، فالأمر يختلف جذريا، لأن الفارق بين قطعة الغيار الأصلية وغير أصلية، لا يكون فى السعر فقط، وإنما فى الكفاءة والجودة والأمن والمتانة ومعايير أخرى كثيرة، نظرا لأن رخص السعر يكون لأن قطعة الغيار إما مقلدة أو مغشوشة، وهو ما لا يمكن التجاوز عنه أو الاستهانة به، لما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات خطيرة على حياة صاحب المركبة. وهنا تكمن المآساة، فمن لديه المقدرة سيشترى القطعة الأصلية، والتى تكون أكثر جودة وأمنأ وأمانا، ومن لايملك عليه أن يقبل بالأمر الواقع ويأخذ على «قد فلوسه»، القطعة الأرخص والتى تكون أقل فى الجودة وفى معدلات الأمن والأمان. المؤسف أن السوق يمتلأ بقطع الغيار رخيصة الثمن، والأكثر أسفا وجود إقبال كبير على شرائها، استخدام قطع غيار تفتقد لمعدلات الجودة والأمن والأمان، يعد أحد الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث الطرق، التى نعانى من ارتفاع معدلاتها وخسائرها سنويا !.