د. عبدالمنعم السيد لا يخفى على أحد أن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد متحف ولكنه مركز ثقافى وحضارى متكامل، فهو أكبر المتاحف المصرية، بل والأكبر عالميا لحضارة واحدة من حيث المساحة وحجم المقتنيات الاثرية. ومن المؤكد أن المتحف المصرى الكبير سيكون نقطة تحول اقتصادى لمصر، فمن المكاسب الاقتصادية التى ستعود على مصر أن المتحف سيكون جزءا مهما فى البرنامج السياحى للوفود السياحية وهو ما سيزيد عدد الليالى السياحية فى القاهرة؛ حيث إن مشاهدة كنوز المتحف تحتاج من 4 الى 5 أيام على الأقل بخلاف المتاحف والمناطق الاثرية الموجودة بالقاهرة وعلى رأسها متحف الحضارات والمتحف المصرى بميدان التحرير. كما أنه من المتوقع زيادة أعداد السائحين فى حدود 5 ملايين سائح خلال عامى 2026 و2027، حيث سيكون المتحف نقطة جذب على خريطة السياحة التراثية والثقافية العالمية خاصة بعد الاهتمام والتنظيم والحشد والتجهيزات التى تمت لافتتاح المتحف، وحضور 79 وفدا عالميا من بينهم 39 وفدا على رأسه ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات على مستوى دول العالم سيكونون جميعا بمثابة سفراء لمصر للترويج السياحى لمقاصدها بصفة عامة وللمتحف المصرى الكبير بصفة خاصة، وقد شاهد حفل الافتتاح أكثر من 2 مليار شخص على مستوى العالم. وتشير التوقعات إلى زيادة منتظرة فى أعداد السائحين لمصر حتى نهاية 2026 لتتجاوز 20 مليون سائح، ولا شك أن زيادة أعداد السائحين تعنى زيادة إيرادات السياحة التى بلغت العام المالى الماضى 2024/ 2025 حوالى 17 مليار دولار ومن المتوقع أن تتجاوز 20 مليار دولار خلال العام القادم، مما سيزيد من الحصيلة الدولارية وأيضا سيزيد حجم الناتج المحلى الاجمالى، حيث إن السياحة تمثل 8٫5% منه. كما أن زيادة أعداد السائحين ستؤدى إلى زيادة أعداد العاملين بالقطاع السياحى مما سيقلل نسب البطالة، ومن المتوقع زيادة العاملين بقطاع السياحة الذى يستوعب حاليا 2٫7 مليون شخص. وللوصول بأعداد السائحين إلى 20 مليون سائح كمرحلة أولى حتى عام 2027 ثم 30 مليون سائح حتى 2030 يتطلب ذلك عدة خطوات منها زيادة الوحدات والغرف الفندقية خاصة فى منطقة الهرم و6 أكتوبر وباقى المدن السياحية، وكذلك زيادة استيعاب المطارات للمسافرين خاصة مطارى القاهرة وسفنكس وتطوير المطارات وتحديثها والبدء فى طرح المطارات المصرية لشركات عالمية ومحلية للتشغيل بأحدث نظم التشغيل، واستغلال الحدث الاستغلال الأمثل لوضع مصر فى المكانة التى تستحقها على خريطة السياحة العالمية.