صدمة لم تكن فقط داخل أسوار المدارس وإنما داخل بيوت الضحايا أيضًا.. مشاهد تهز القلوب، صور يصعب تصديقها، أطفال لم يتجاوزوا سن الطفولة، يمارسون العنف كالكبار، يضربون، يعتدون، بل يقتلون، لم تعد المدرسة بالنسبة لهم ساحة للتعلم والبراءة، بل مسرحًا لمشاهد مؤلمة تُشعل مواقع التواصل، وتثير حزن وصدمة الأهالي. خلافات بسيطة تتحول إلى جرائم. كلمة، أو نظرة، أو سندوتش، تصبح شرارة دماء تسيل داخل أسوار يفترض أن تحمي وتعلم وتربي أيضًا، 4 جرائم بشعة تبدلت فيها الأدوار.. فالضحية طفل، والقاتل طفل، والمشهد كله يصرخ: «أين اختفت البراءة»؟! أربع جرائم بل أربع فواجع، لم تكن الحوادث الأخيرة مجرد أخبار عابرة، بل صفعات أيقظت ضمير المجتمع، ومعها تثار التساؤلات التي بالتأكيد أجاب عنها خبراء التربية وأساتذة الطب النفسي والاجتماع: هل هو الغياب الأسري؟، هل فقدت المدرسة دورها في التربية واكتفت بالتعليم فقط؟، هل تحولت منصات السوشيال ميديا إلى مدارس للعنف؟، كيف تصنع مواقع التواصل الاجتماعي طفلًا قاتلًا؟!، بلا شك مع هذه الجرائم بات ضروريًا أن نفتح الملف لنجيب عن هذه الأسئلة. قبل أيام قليلة شهدنا اربع وقاثع مأساوية في عدة محافظات مختلفة هزت الرأي العام بعدما أقدم طفل علي قتل صديقه بسبب خلاف بسيط على 15 جنيها وعدد من السندويتشات والأدوات المدرسية، وثاني مزق جسد صديقه بالمدرسة بمنشار بحجة تقليده لفيلم كوري، وثالث يقتل زميله بالمدرسة وسط صدمة زملائهما بالمدرسة والمدرسين، وطالبة تتعرض للضرب المبرح على يد والدة زميلتها بالمدرسة، جرائم لا يصدقها عقل صدمت الجميع وأثارت موجة من الدهشة وتحولت لحديث الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي لما تحمله من قسوة تتنافى مع براءة الطفولة، ورغم أن هذه الحالات فردية لكنها صادمة ولا يجب أن تمر مرور الكرام. مأساة الإسماعيلية حادث الإسماعيلية فاق كل التصورات..، لم تعرف هذه المحافظة منذ سنوات طويلة جريمة بهذا القدر من البشاعة والغرابة، جريمة تخطت حدود الخيال، وخلّفت وراءها وجعًا اجتماعيًا ونفسيًا ما زال صداه يتردّد في بيوت المصريين، بعدما تجرّد طفل في الثالثة عشرة من عمره من إنسانيته، ليقتل صديقه البالغ من العمر 12 عامًا، ثم يقطّع جثمانه إلى أشلاء بمنشار كهربائي، متأثرًا بمسلسل أجنبي شاهده عبر الإنترنت، في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها حدث صغير في تاريخ المحافظة الهادئة. البداية.. أكياس سوداء تفضح السر المروّع مع بلاغ تلقّاه مدير أمن الإسماعيلية من الأهالي يفيد بالعثور على أكياس سوداء بالقرب من أحد المولات الشهيرة بمنطقة المحطة الجديدة، تنبعث منها رائحة كريهة وتحتوي على أجزاء من جسد بشري. انتقلت على الفور قوات المباحث بقيادة اللواء أحمد عليان، مدير المباحث الجنائية، والعقيد مصطفى عرفة، رئيس مباحث المديرية، إلى موقع الحادث، حيث تم فرض كردون أمني واسع النطاق. وبفحص الأكياس، كانت الصدمة: الجثمان لطفل صغير لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وجرى نقل الأشلاء إلى مشرحة مستشفى جامعة قناة السويس، وأُخطر فريق النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وسط ذهول رجال الأمن من فظاعة المشهد. تحريات ومفاجآت منذ اللحظات الأولى، شكّلت مديرية الأمن فريق بحث موسّع ضم المقدمين محمد هشام، وأحمد جمال، والنقيب محمود طارق، تم تتبّع خط سير الطفل المجني عليه الذي أبلغ والده عن اختفائه عقب خروجه من المدرسة بيوم واحد، وبمراجعة كاميرات المراقبة في محيط المدرسة، ظهر المجني عليه برفقة زميله يوسف. أ. ع، الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، حاول الأخير التهرب في البداية، مدّعيًا أنه افترق عن صديقه في منتصف الطريق، لكن الكاميرات كشفت الحقيقة كاملة: الطفلان دخلا إلى منزل يوسف، ولم يخرج المجني عليه بعد ذلك. تمت مداهمة المنزل، فعُثر داخله على ملاءة ملطخة بالدماء وأداة نجارة عليها آثار حديثة للاستخدام. عندها انهار المتهم واعترف تفصيلًا بما فعله، لتتحول القصة من واقعة اختفاء إلى واحدة من أبشع جرائم القتل في تاريخ الإسماعيلية. روى المتهم في اعترافاته أنه دخل في مشادة كلامية مع زميله في المدرسة قبل أيام من الحادث، بعدما وجّه له الأخير إهانة لوالدته، فاشتعل الغضب في صدره، وبدأ يفكر في الانتقام، وفي يوم الواقعة، استدرجه إلى منزله بحجة المذاكرة واللعب، وهناك ضربه بعصا خشبية على الرأس حتى فقد الوعي، ثم استغل وجود منشار كهربائي في ورشة والده الذي يعمل نجارًا، وبدأ في تقطيع جسد صديقه إلى ستة أجزاء، ثم وضعها داخل أكياس سوداء، وألقى بها واحدًا تلو الآخر بجوار مول كارفور الإسماعيلية. تلك التفاصيل المرعبة التي سردها الطفل ببرود، كشفت عن خلل نفسي وانعدام إحساس بالذنب أو الإدراك لحجم الكارثة التي ارتكبها، المفاجأة الأكبر أن المتهم اعترف بتأثره بمسلسل أجنبي بعنوان ديكستر، تدور أحداثه حول قاتل متسلسل يقطّع ضحاياه بنفس الطريقة. قال الطفل في التحقيقات: "كنت عايز أشوف إحساسي لما أعمل زي اللي في المسلسل.. هو كمان بيقطع الناس وما بيحسش بحاجة"! وهي عبارة دوّنتها النيابة في محضرها كأخطر دليل على مدى الانهيار في وعي المراهقين بفعل المحتوى العنيف المنتشر على الإنترنت دون رقابة. وبناءً على ما تضمنته التحريات من صغر سن المتهم واضطرابه الانفعالي، أمرت النيابة العامة بإيداعه داخل دار رعاية لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد، مع عرض حالته على لجنة طبية متخصصة لفحصه نفسيًا وعصبيًا، وبيان مدى سلامة إدراكه ومسؤوليته الجنائية وقت ارتكاب الجريمة، كما أمرت بفحص الأدوات المستخدمة وتحليل عينات الدم المأخوذة من المتهم والمجني عليه، إلى جانب تحليل بول للمتهم لبيان ما إذا كان قد تناول مواد مخدرة أو مؤثرة نفسيًا قبل الجريمة، ولا تزال تحريات المباحث وتحقيقات النيابة مع المتهم الصغير مستمرة، فربما تكون هناك مفاجآت أخرى، هي بلا شك جريمة تقشعر لها الأبدان، تركت وراءها سؤالًا مفزعًا: كيف تحوّل طفل إلى قاتل بهذه القسوة؟! الدقهلية وفي واقعة ماساوية هزت القلوب تحولت لحظات الدراسة في إحدى مدارس قرية الحص التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية إلى مسرح لجريمة مؤلمة؛ بعدما أقدم طالب بالمرحلة الإعدادية علي إنهاء حياة زميله إثر مشادة كلامية تطورت إلى اعتداء ثم لجريمة قتل مروعة افزعت الطلاب والمعلمين بالمدرسة. بدأ الحادث خلال الفسحة المدرسية؛ حين نشبت مشادة كلامية بسيطة بين طالبين داخل ساحة المدرسة ورغم بساطة الخلاف في بدايته إلا أن السبب لم يتضح بعد، لكن سرعان ما تطورت المشادة الي شجار بالأيدي وسط محاولات من بعض الزملاء لتهدئة الموقف وفض النزاع وخلال لحظات مرت متوترة، استل أحد الطالبين أداة حادة كان يحتفظ بها داخل حقيبته المدرسية لتتحول الواقعة إلى جريمة مأساوية انهت حياة زميله أمام أعين الطلاب، علي الفور تم نقل المصاب إلى مستشفى شربين العام بالمحافظة وعقب الكشف الطبي أكد الأطباء وفاته فور وصوله متاثرًا بإصابته البالغة وتبين أنه يدعى زياد السعيد 14 سنة طالب بالصف الثاني الإعدادي. تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا من المستشفى وفور ذلك انتقل فريق من رجال البحث الجنائي إلى المدرسة محل الواقعة وتم فرض طوق امني حول مسرح الجريمة، وقام رجال البحث بسماع اقوال الشهود من بعض الطلاب والمعلمين الذين اكدوا أن الشجار بين الطالبين لم يكن متوقعة ان يصل الي هذا الحد من العنف وتم التحفظ علي الجاني وإحالته لجهات التحقيق وأمرت النيابة بإنتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة. الإسكندرية في كرموز، كان "آدم" — طالب الإعدادية — ينتظر نهاية اليوم الدراسي، لا يدري أن نهايته هي كانت أقرب. مشادة تافهة مع زملائه بسبب 15 جنيهًا وأدوات مدرسية، انتهت بضرب مبرح أمام المدرسة. نُقل الطفل مصابًا إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه. تحولت المدرسة إلى ثكنة أمنية، وانهالت دموع الأمهات على بواباتها. هنا أيضًا كان القاتل طفلًا، والسبب لا يساوي دمعة واحدة من تلك التي سالت على وجه أم مكلومة. كشفت التحريات الأولية نشوب شجار بين الطالب آدم واثنين من زملائه عقب الخروج من المدرسة بسب مبلغ 15 جنيهًا وأدوات مدرسية وعلى أثر ذلك تعدى عليه الطالبان بقذفه بالرمل والضرب والركل مما أسفر عن إصابته بكسور وجروح وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفى وقت لاحق تلقى قسم شرطة كرموز إخطارًا من المستفى يفيد وفاة الطفل آدم متأثرًا بإصابته، تحرر محضر بالواقعة وجاري نقل جثمان المتوفى إلى المشرحة تحت تصرف النيابة والقي القبض على الطالبين المتهمين وأحيلا للنيابة التي أمرت بإيداعهما دار رعاية على ذمة التحقيقات. الجيزة أما في منطقة الطالبية بالجيزة، لم يكن العنف من طفل ضد طفل فقط، بل من أم ضد طالبة صغيرة. ربة منزل انهالت ضربًا على "سما"، تلميذة الإعدادية، انتقامًا لابنتها التي اختلفت معها داخل المدرسة، حدث هذا أمام أعين التلميذات، سُحلت الطفلة وضُربت وسُحق هاتفها المحمول. انتهى اليوم الدراسي ببلاغ في قسم الشرطة، وبكاء أم تقول:"أنتظر حق بنتي". عنف من داخل البيت خرج إلى بوابة المدرسة، ليكمل دائرة الخطر. خلف كل مشهد.. جرح أعمق. جرس إنذار لم تعد هذه الوقائع مجرد أحداث فردية. إنها مرآة تعكس أزمة اجتماعية وتربوية كبرى. الخبراء يؤكدون أن هذه السلوكيات ليست سوى انعكاس لمناخ مضطرب — أسري، اقتصادي، وثقافي — يضغط على الصغار حتى الانفجار. العنف الذي نراه اليوم في فناء المدرسة، يبدأ غالبًا من غرفة المعيشة في البيت. طفل يسمع الصراخ، يرى الضرب، فيتعلم أن القوة هي الحل. ثم يخرج إلى الشارع ليكمل ما بدأه الكبار. رأي الطب النفسي بلا شك.. جرس إنذار، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يقول: "ما يحدث ليس صدفة، بل نتيجة حتمية لانهيار ثقافي وأخلاقي، ولسيطرة السوشيال ميديا على عقول لا تملك الوعي الكافي لاستخدامها". يضيف: "نحن نعيش في زمن ازدواجية القيم. نُظهر التدين، لكن لا نطبقه.. نسمح لأطفالنا بقضاء ساعات على التيك توك والألعاب العنيفة، ثم نتساءل: من أين تعلموا العنف؟ إننا نُسلّم عقولهم لتطبيقات بلا رقابة، فنتلقى النتيجة على شكل جريمة." ويحذر فرويز من أن العنف سيتزايد إن لم تتخذ الدولة قرارات حاسمة للحد من المحتوى العنيف والإدمان الرقمي، مؤكدًا أن "الانهيار الثقافي" هو أصل الداء. بحث عن الانتباه من جانبها، ترى الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية الصحة النفسية؛ أن الطفل الذي يعتدي على زملائه لا يبحث عن الدم، بل عن الانتباه. وتكمل: "بعض الأطفال يُمارس ضدهم عنف في البيت، فيبحثون عن كبش فداء في المدرسة.. الغيرة، والتنافس، والحرمان العاطفي، تدفعهم للتفريغ في الأضعف." وتشير إلى أن المدارس نفسها لم تعد بيئة آمنة: "كثافة الفصول، غياب الأنشطة، ضعف دور الأخصائي النفسي والاجتماعي، كلها عوامل تجعل الطفل يفقد السيطرة على انفعالاته". وتحذر د.عبد الله: "حين يغيب الوعي الانفعالي، يصبح الجسد لغة التعبير الوحيدة، فيتحول اللعب إلى معركة". مرآة الكبار أما الدكتور علي عبد الراضي، أستاذ الطب النفسي، فيرى "أن العنف بين الأطفال ليس أزمة صغار بل مرآة لأمراض الكبار النفسية المؤجلة". "ما نراه في المدارس هو انعكاس لغياب الحوار داخل الأسرة، وتدهور القيم، وتأثير أغاني المهرجانات، ومشروبات الطاقة، وضغط الحياة اليومية". ويتابع: "حين يعيش الطفل في بيئة تسمع فيها الشتائم أكثر مما تسمع فيها كلمات الحب، لا بد أن يتعلم لغة القسوة." ويكمل د.عبد الراضي "هذه ليست مجرد تصرفات عشوائية، بل نداء من جيل صغير يقول لنا: أصلحوا اضطرابكم قبل أن نحمل جراحكم إلى المستقبل." مدرسة بلا دور الدكتور أحمد عبد الجواد، أستاذ العلوم السلوكية والتربوية، يصف الظاهرة بدقة يقول: "العنف بين الأطفال ليس انفجارًا مفاجئًا، بل تربية ممتدة، الطفل لا يولد عنيفًا، بل يتعلم العنف كما يتعلم الكلام". ويضيف: "حين يغيب الأمان العاطفي من البيت، ويتحول الأب إلى نموذج للسيطرة، والأم إلى رمز للخوف، يتربى الطفل على قاعدة واحدة: النجاة للأقوى." ثم يتساءل د.عبد الجواد بمرارة: "كيف نطلب من طفل لم يتعلم الهدوء أن يرفض العنف"؟!، "كيف نطلب من معلم يصرخ طوال اليوم أن يغرس فيهم التسامح"؟ ويؤكد أن غياب برامج تعليمية لتنمية المهارات الانفعالية والتواصل يجعل المدرسة بيئة قابلة للانفجار في أي لحظة. تأجيج النار الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس، تلخص المشهد بوضوح: "العنف بين الأطفال وثيق الارتباط بانهيار منظومة القيم، الأسرة فقدت دورها، والمدرسة تحولت إلى ساحة تنافس لا تربية". الإعلام يعرض النماذج العنيفة كأبطال، والألعاب الإلكترونية تزرع في العقول فكرة الانتقام." وتضيف: "نحن بحاجة إلى مراجعة ثقافة التسامح، وإعادة بناء الوعي الجمعي من جديد. فالطفل الذي يرى العنف في كل شاشة، لا يمكن أن يفهم معنى الهدوء أو الصبر." *** وإن كانت تتبقى لنا كلمة فهي سؤالنا لقاريء هذه السطور.. من المسؤول؟ هل المسؤول المدرسة التي غابت عنها الرقابة؟ أم الأسرة التي تركت أبناءها أسرى للهاتف؟ أم نحن جميعًا الذين صمتنا أمام مشاهد الضرب والسخرية والتنمر، حتى صارت "عادية" في أعين الصغار؟ اقرأ أيضا: ضحايا يدفعون الثمن| العلماء: رعاية أطفال الشوارع وحمايتهم واجب على المجتمع الخبراء يجمعون على أن المواجهة لا تكون بالعقاب فقط، بل بالفهم والتربية والتواصل. فلا يكفي أن نحاسب الطفل المعتدي، بل يجب أن نعالج البيئة التي أنتجته. وهناك نداء من جيل صغير في النهاية، هذه ليست مجرد حوادث، إنها صيحة جيل يتألم بصمت، يبحث عن حضن آمن، وعن مدرسة تعلّمه الحياة قبل الحروف. جيل يقول لنا بوضوح: "علّمونا أن نحب، لا أن نؤذي"، الطفولة ليست مسرحًا للدم، ولا يمكن أن تبقى رهينة الغضب والإهمال، إذا لم نستيقظ الآن، فلن نجد غدًا من نحاسبه ولا من نُعلّمه، صرختنا للآباء والأمهات؛ أوقفوا العنف قبل أن يُصبح درسًا جديدًا في مناهج الحياة، أنقذوا البراءة – أولادكم - قبل أن تكتب آخر فصولها بدماء الصغار.