قررت نيابة الإسماعيلية إيداع الطفل "يوسف أيمن"، المتهم بقتل زميله "محمد أحمد محمد" وتقطيع جثته إلى أشلاء، في إحدى دور الرعاية لمدة سبعة أيام، وذلك لحين استكمال التحقيقات في القضية. وكانت النيابة قد جددت في وقت سابق حبس الطفل المتهم، كما قررت انتداب الطبيب الشرعي لمعاينة ومناظرة جثمان المجني عليه. وفي إطار تمثيل المتهم للجريمة، اقتاد فريق من نيابة الإسماعيلية الطفل "يوسف أيمن" إلى مسرح الحادث والأماكن التي تخلص فيها من أشلاء الجثمان، وسط إجراءات أمنية مشددة. اقرأ أيضًا| إصابة 11 شخصاً في تصادم سيارتين بالشرقية وقام المتهم، الذي كان يرتدي زيًا أسود وغطاءً للرأس، بتمثيل كيفية استدراج زميله إلى منزله وضربه حتى الموت، ثم قيامه بتقطيع الجثمان بإستخدام منشار كهربائي. كما أرشد فريق النيابة إلى الأماكن التي ألقى فيها الأشلاء، والتي تقع في منطقة بحيرة الصيادين، وتحديداً على طريق الكورنيش الجديد وخلف كارفور في منطقة مهجورة بين البركة والمحل التجاري. وأمام جهات التحقيق، اعترف الطفل "يوسف أيمن" (13 عاماً) بإرتكاب الجريمة، موضحاً أنه فعل ذلك بعد مشادة وخلاف كلامي نشب بينه وبين زميله، وأنه تأثر بأحد الأفلام الأجنبية العنيفة. تبدأ القصة ببلاغٍ هزّ أركان الأمن، تقدّم به الأب المكلوم "أحمد محمد" عن اختفاء نجله "محمد" من قرية نفيشة، بعدما غادر أسوار مدرسته ولم يعد. أين ذهب طفلٌ في عمر الزهور؟ هذا هو اللغز الذي كان يتهدد سكينة المدينة. خيط الكاميرات الدامي ببراعة ويقظة، بدأت مباحث الإسماعيلية، تحت قيادة اللواء أحمد عليان والعميد مصطفى عرفة وفريق بحث مُحترف، بنسج خيوط الحقيقة. لم تكذب كاميرات المراقبة، ففي لقطاتٍ باردة، ظهر الطفل المفقود "محمد" وهو يدخل منزل زميله "يوسف" في منطقة المحطة الجديدة. عندما سُئل "يوسف"، حاول التضليل: "افترقنا قرب المطعم...". لكن الصور كانت أصدق من لسانه. كان منزل "يوسف" هو النقطة الأخيرة في حياة "محمد". ذروة الرعب: نزيف على شاشات الواقع هنا، تتكشف المأساة الدموية: لم يكن اللقاء بين الصديقين مجرد صداقة مدرسية، بل كان نزاعاً مُحتدماً. وبحسب اعترافات "يوسف" الباردة، اشتدت المشاجرة داخل المنزل، ليُشهر الضحية "محمد" قاطعاً حاداً (كاتر). لكن رد فعل القاتل الصغير كان جنونياً، إذ سحب مطرقة ثقيلة (شاكوش) وانهال بها على رأس زميله حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، في لحظةٍ واحدة تحولت فيها البراءة إلى دماء. لحظة الجنون: عملية التقطيع المُستوحاة القتل لم يكن نهاية المأساة، بل بداية فصولها الأكثر سوداوية. متأثراً بالجنون الذي زرعته أفلام الرعب في عقله، وحيث توقف المنطق وبدأ الكابوس، لم يكتفِ "يوسف" بالجريمة. استغل غياب والده النجار، استخدم المنشار الكهربائي المخصص لتقطيع الخشب، ليحوّل جثة صديقه إلى ستة أجزاء صغيرة، في محاولة جهنمية لإخفاء جريمته. اقرأ أيضًا| قرار هام من النيابة العامة بشأن المتهم بقتل صديقه في الإسماعيلية بطريقة سنيمائية الخاتمة الباردة: الحقيبة المثقلة بالجثة وعلى مدى يومٍ كامل، عاش القاتل الصغير جريمته، مُتقمصاً دور السفاح بدمٍ بارد. أظهرت التحريات خروجه المُتكرر من المنزل حاملاً أكياساً سوداء مريبة. كانت هذه الأكياس مُثقلة بأشلاء زميله، التي ألقى أربعة أجزاء منها بالقرب من بحيرة كارفور، وأخفى الباقى منها في مبنى مهجور. تلك كانت رحلة التخلص المُروّعة، التي حاول بها "يوسف" طيّ صفحة الرعب. القبض على الشيطان الصغير اقتحمت قوة الأمن منزل القاتل، حيث تأكدت الشكوك بالعثور على ملاءة ملطخة بالدماء وغطاء رأس خاص بالضحية. أمام الأدلة الدامغة، انهار "يوسف" واعترف بالتفاصيل المُروّعة كاملة. اليقظة الفائقة لمباحث الإسماعيلية كشفت المستور، وقررت جهات التحقيق حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، واصطحابه لتمثيل جريمته، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي تكشف كيف يمكن لمحتوى عنيف على شاشة هاتف أن يحول طفلاً بريئاً إلى قاتل بارد الدم.