سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على الاستعدادات الجارية في القاهرة لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي وصفته ب"أكبر منشأة أثرية في العالم مخصصة لحضارة واحدة". وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن هذا المشروع العملاق، الواقع على مقربة من أهرامات الجيزة، يمثل لحظة فارقة في تاريخ العرض المتحفي العالمي، ويفتح صفحة جديدة لعرض التراث المصري القديم بمعايير عصرية متطورة. وقالت «الجارديان»، إن هذا الحدث المرتقب يأتي بعد ما يقرب من عشرين عامًا من التخطيط والبناء، وتكلفة تقترب من مليار دولار، ليُعلن انطلاق حقبة جديدة في السياحة الثقافية المصرية. ووصفت الصحيفة أن المتحف المصري الكبير مشروع دولة بأكملها، ورمز لاستراتيجية طموحة تسلط الضوء على مكانة مصر كعاصمة للتراث الإنساني، وجذب ملايين السائحين عبر تجربة متحفية فريدة تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة. كما أشارت «الجارديان» إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يترقبه العالم باعتباره نقطة تحول مرجعية في قطاع المتاحف الدولية، وطموحًا مصريًا لإعادة تعريف مفهوم الحضارة أمام الأجيال الجديدة. اقرأ أيضًا| أنظار العالم تتوجه إلى مصر.. الصحافة الدولية تحتفي بالمتحف الكبير قبل افتتاحه أكبر صرح لحضارة واحدة في العالم افتتاح المتحف المصري الكبير.. المتحف في عيون العالم#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/wStPdq2QFS — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) October 31, 2025 أفاد تقرير «الجارديان» بأن المتحف المصري الكبير، الذي يقع على بُعد نحو ميل من أهرامات الجيزة، تبلغ مساحته 470 ألف متر مربع، ما يجعله أضخم منشأة تاريخية مخصصة لحضارة واحدة في التاريخ الحديث. وقد أُعلن عن فكرة المتحف المصري الكبير عام 1992، بينما بدأ التنفيذ الفعلي عام 2005، قبل أن تتسارع وتيرة الإنشاء خلال السنوات الأخيرة استعدادًا للافتتاح الرسمي. تمثال رمسيس الثاني وقارب خوفو يتصدران المشهد أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن المتحف المصري الكبير سيضم نحو 50 ألف قطعة أثرية، بينها تمثال ضخم لرمسيس الثاني يبلغ وزنه 83 طنا ويعود عمره لنحو 3200 عام، بالإضافة إلى قارب خوفو الجنائزي الذي يعود إلى 4500 عام. وتم تجميع هذه القطع من عدة مواقع، بينها المتحف المصري بالتحرير، إلى جانب اكتشافات أثرية حديثة خاصة في منطقة سقارة. مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجلى مسلة الملك رمسيس الثاني كأيقونة تتصدر ساحته، تجسّد تلاقي عبقرية المصري القديم مع إبداع الحاضر، لتبقى رمزًا خالداً يحكي للعالم قصة حضارة لا تُقاس بزمن. pic.twitter.com/gG1btRNAcc — ONtvLIVE (@ONliveEgypt) October 30, 2025 مساحات عرض وتكنولوجيا حديثة لجذب الجيل الجديد يضم التصميم الداخلي للمتحف 24 ألف متر مربع لمساحات عرض دائمة، إضافة إلى متحف للأطفال، ومركز مؤتمرات، ومرافق تعليمية، ومنطقة تجارية، ومركز ضخم للترميم. وتحتوي 12 قاعة عرض افتُتحت العام الماضي على مقتنيات تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني. وأكد د.أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، أن القاعات مزودة بأحدث تقنيات الوسائط المتعددة، تتضمن عروض الواقع المختلط، قائلاً: "نحن نستخدم لغة جيل Z الذي يتفاعل مع التكنولوجيا أكثر من النصوص التقليدية". زعماء العالم على قائمة الحضور واختبارات احتفالية بالأهرامات ذكرت «الجارديان» أنه متوقع حضور قادة وشخصيات دولية رفيعة، افتتاح المتحف المصري الكبير، كما نقل التقرير معلومات حول اختبارات أجريت لعروض الألعاب النارية قرب الأهرامات، مع إنشاء ممر جديد يربط الموقع بالمتحف. وقالت الصحيفة ذاتها، إن افتتاح المتحف المصري الكبير، يأتي ضمن حزمة مشروعات ضخمة للبنية التحتية، تشمل خطوط مترو جديدة ومطارًا دخل الخدمة عام 2020. وبحسب البيانات الرسمية، استقبلت مصر 15.7 مليون سائح عام 2024، وهو رقم قياسي تسعى الحكومة لمضاعفته بحلول 2032، عبر تعزيز السياحة الثقافية وزيادة مدة إقامة السائح ورفع العائد من العملة الأجنبية. بينما أكد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، أن المتحف المصري الكبير يمثل "هدية من مصر للعالم"، مؤكدًا الفخر بعرض هذا الإرث للعالم أخيرًا.