وسط محاولات إسرائيل لإشعال غزة مجددًا بذريعة عدم التزام حماس بالاتفاق من خلال تأخرها فى تسليم جثث أسراها، يشهد قطاع غزة عملية بحث مكثفة عن الجثث تشارك فيها جميع الأطراف، وذلك بعد مُهلة اليومين التى حددها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وكشفت مصادر أن فريقًا من منظمة الصليب الأحمر سيتوجه إلى الخط الأصفر الذى يسيطر عليه الاحتلال شرقى مدينة غزة للبحث عن جثث أسرى إسرائيليين. من جانبه، تَوَقَّع عضو المجلس الوزارى الأمنى الإسرائيلى زئيف إلكين، أن تعيد حماس مزيدًا من جثث الأسرى، مُهددًا بالتدخل العسكرى فى حال لم تقم الحركة بذلك. اقرأ أيضًا | تفاصيل التهم الموجهة لنتنياهو بعد رفض طلب محاميه حول محاكمته من جهته، أعلن خليل الحية القيادى بحركة حماس ورئيس وفد التفاوض، أن فرق البحث ستدخل مناطق جديدة للبحث عن بعض الجثث المفقودة، وقال إن حماس لن تعطى الاحتلال ذريعة لاستئناف الحرب، مشيرًا إلى أن الحركة سلمت 20 أسيرًا إسرائيليًا بعد 72 ساعة من وقف إطلاق النار، كما سلمت 17 من أصل 28 جثة من أسرى الاحتلال، وأكد الحية أن ترامب، قال إن الحرب انتهت وإن التصريحات الأمريكية المستمرة تؤكد أن الحرب انتهت، مشيرًا إلى أن الاحتلال فشل فى تحقيق أهدافه على مدار سنتين من الحرب، كما أبدى استعداد الحركة لقبول القوات الأممية كقوات فصل ومراقبة للحدود ومتابعة لوقف إطلاق النار فى غزة. فى المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن بلاده وحدها ستقرر أيًا من الدول سيتم السماح لها بالانضمام إلى القوة الأمنية الدولية التى من المقرر نشرها فى غزة، فى إشارة لمعارضة نتنياهو لمشاركة تركيا فى هذه القوة، كما شدد نتنياهو، أن إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف فى غزة أو لبنان، رغم موافقتها على الهُدنة الأخيرة. تزامنًا مع ذلك.. أعلن ترامب فى كلمته بقمة رابطة آسيان فى كوالالمبور، أن بلاده فخورة بتوقيع اتفاق وقف الحرب فى غزة، وتُثَمِّن مشاركة عدد من الدول من بينها ماليزيا. فى غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن جيش الاحتلال نقل كميات كبيرة من القمامة ومخلفات البناء من غلاف غزة إلى داخل القطاع، وقالت الصحيفة إن الاحتلال خَصَّص مناطق على عمق مئات الأمتار بالقطاع لإلقاء القمامة ومخلفات البناء من المواقع التى أنشأها فى غلاف غزة، وأظهرت مشاهد مُصَوَّرة، لشاحنات إسرائيلية تغادر مناطق الغلاف متجهة إلى داخل قطاع غزة عبر معبر «كيسوفيم»، مُحَمَّلة بمخلّفات البناء. ووفقا للتقرير، تتراكم فى المنطقة كميات ضخمة من نفايات البناء والمخلّفات التى خَلَّفها الجيش الإسرائيلى خلال الحرب نتيجة إنشاء عشرات القواعد والمواقع العسكرية قُرب المنطقة الحدودية التى أُقيمت فيها بنى تحتية وسياجات وطرقٌ وحواجز إسمنتية، ووصف المكتب الإعلامى الحكومى، قطاع غزة ب«أكبر كارثة إنشائية وإنسانية فى التاريخ الحديث»، إذ تشير التقديرات إلى وجود ما بين 65 و70 مليون طن من الركام والأنقاض الناتجة عن حرب الإبادة خلال العامين الماضيين. على الجانب الإنساني، أصدرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف»، تقييمًا صادمًا للوضع الإنسانى بالقطاع، مؤكدة أن مليون طفل عانوا من «أهوال يومية» فى «أخطر مكان بالعالم»، وطالب المدير الإقليمى لمنظمة اليونيسف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيجبيدير بفتح جميع المعابر فورًا، فى ظل إحصائيات كارثية عن الضحايا الأطفال.