الأراضى المحتلة-وكالات الأنباء: أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك سوليفان، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يعمل بشكل مكثف مع مصر وقطر وتركيا وإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة وإنجاز صفقة تبادل للأسرى. وأشار سوليفان فى تصريحاته لشبكة «سى إن إن» إلى وجود «فرصة جديدة» لدفع هذه العملية إلى الأمام. تزامن ذلك مع اعتصام أهالى الأسرى الإسرائيليين فى غزة أمام مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالكنيست، مطالبين بسرعة إبرام صفقة تبادل مع حماس. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن العائلات تمارس ضغوطًا متزايدة وسط تزايد الانتقادات لأداء الحكومة فى معالجة هذا الملف. فى غضون ذلك، تشهد غزة أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، حيث حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تفاقم الجوع، مؤكدة أن السكان يبحثون عن الطعام فى النفايات بسبب الحصار المشدد. وأشارت الأونروا إلى أن ما يسمح بإدخاله من مساعدات لا يلبى سوى 6% من احتياجات القطاع، بينما تفاقمت أوضاع النازحين بسبب الأمطار الغزيرة التى أغرقت آلاف الخيام. بدوره، أكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) أن القانون الدولى الإنسانى يحتم حماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، سواء بقوا فى أماكنهم أو فروا منها. وتضررت أمس الأول نحو 7 آلاف أسرة تقيم فى أماكن إيواء مؤقتة على ساحل غزة بسبب الأمطار الغزيرة، وفقا لتقييمات أولية أجراها مكتب (الأوتشا) وشركاؤه. فقد غمرت المياه آلاف الخيام وأتلفت متعلقات الناس وأماكن إيوائهم.وأفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن لديها 2500 قطعة من القماش المشمع ورقائق البلاستيك عند معبر كرم أبو سالم، ولكن التحدى الأساسى أمام إدخالها إلى غزة هو المخاوف الأمنية على طول الطريق. ورغم جهود الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، أكدت المنظمة الأممية أن إسرائيل عرقلت 41 محاولة لإدخال الإمدادات إلى القطاع، مما زاد من معاناة السكان، خاصة فى ظل ظروف الشتاء القاسية.وواصلت إسرائيل غاراتها وعدوانها المكثف على غزة، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيًا، بينهم ثلاثة أطفال فى مركز إيواء بمدرسة شمال القطاع. كما شنت قوات الاحتلال عمليات تدمير ونسف للمبانى السكنية، خاصة فى مناطق شمال القطاع، تحت ذريعة «منع عودة حماس إلى المنطقة». وفى أحدث حصيلة لشهداء الحرب، أعلنت وزارة الصحة فى القطاع أمس ارتفاع أعداد الشهداء إلى 44282 على الأقل، لافتة إلى أن العدد الإجمالى للجرحى ارتفع إلى 104٫880 منذ بدء الحرب. وخلف العدوان الإسرائيلى على غزة أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، فى إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. فى المقابل، أكدت حركة حماس التزامها بجهود وقف إطلاق النار وفق شروط وطنية واضحة تشمل وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإتمام صفقة تبادل للأسرى.على الجانب الآخر، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة فى الضفة الغربية، استهدفت منازل المواطنين فى رام الله، نابلس، والخليل، إلى جانب هدم منزل الشهيد مهند العسود. وتسببت الاقتحامات فى مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين، خاصة فى طوباس ومخيم الفارعة.بدورهم، دعا مقررو الأممالمتحدة إلى امتثال كامل لمذكرة الاعتقال التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.