فيما يحاول الوسطاء المصريون والأمريكيون تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحماس ومتابعة تنفيذ البنود، تبقى غزة أمام مفترق طرق إما انتقال منظم نحو إدارة فلسطينية جديدة، أو عودة إلى دوامة الفوضى والانفجار الإنسانى حيث لا تزال عمليات البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين مستمرة وسط أنقاض المنازل والمواقع المدمرة، فيما تتزايد الاتهامات المتبادلة بين حماس وإسرائيل حول الالتزام بخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب لإنهاء الحرب. وقالت «حماس» فى بيان، أمس الأول إن استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين تحتاج إلى وقت وإمكانيات تقنية كبيرة، موضحة أن بعض الجثامين مدفونة فى أنفاق دمرها الاحتلال وأخرى تحت الركام، وأن المعدات اللازمة لرفع الأنقاض غير متاحة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلى ومنع دخولها. فى المقابل، طالب مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الحركة بالالتزام الصارم بخطة ترامب، محذرا من أن الوقت ينفد وأن أى تأخير ستكون له عواقب. ميدانيا استشهد 11 فلسطينيا من عائلة «شعبان» بينهم 7 أطفال و3 نساء، فى قصف مدفعى إسرائيلى استهدفهم أثناء محاولتهم تفقد منازلهم فى حى الزيتون بمدينة غزة، فى ما وصفته حماس بأنه مجزرة جديدة تؤكد خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المجزرة الإسرائيلية بحق عائلة شعبان بحى الزيتون شرقى مدينة غزة انتهاك صارخ للالتزامات كافة التى نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بما يؤكد عدوانية الاحتلال. وأضافت أن المجزرة تأتى فى سياق خروقات الاحتلال المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه مؤخرا، حيث يواصل تنفيذ اعتداءاته وجرائمه بحق أبناء شعبنا. ودعت الحركة الرئيس ترامب والوسطاء إلى متابعة تجاوزات الاحتلال المجرم، والقيام بدورهم فى إلزامه باحترام اتفاق وقف الحرب، والتوقف عن استهداف أبناء شعبنا وتعريض حياتهم للخطر. وحثت المجتمع الدولى ومنظماته الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتهم، والضغط لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ومحاسبة قادة الاحتلال المجرمين على جرائمهم بحق الإنسانية. وفى داخل القطاع تتواصل جهود إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية فى أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار، فى وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية تحركات إدارية وأمنية مكثفة تهدف إلى ضبط الأمن ومنع الفوضى، فيما تتصاعد الأزمة الإنسانية مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. ورغم أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار تنص على تخلى حماس عن الحكم وسلاحها، فإن الحركة بحسب المصادر نفسها لا تريد ترك الواقع الميدانى والأمنى فى القطاع من دون بديل متفق عليه فلسطينى، مؤكدة أنه تم التوافق على تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة، وافقت حماس على تفاصيلها وآليات عملها، وتبقى عملية التنفيذ النهائية مرهونة بالمباحثات الجارية فى القاهرة حول استكمال بنود المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب. فى سياق متصل، أعلن الدفاع المدنى فى غزة أن قواته تواصل عمليات الحفر فى خان يونس بحثا عن جثامين الأسرى الإسرائيليين بمعدات محدودة، فى وقت كشف فيه المكتب الإعلامى الحكومى أن إسرائيل سلمت الدفعة الرابعة من جثامين الشهداء الفلسطينيين، بينهم عشرات الجثث مجهولة الهوية تحمل آثار تعذيب وسحق تحت جنازير الدبابات، داعيا إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق فى جرائم الاحتلال. وفى تطور آخر، كشفت القناة الإسرائيلية 13 أن ضباطا أمريكيين سيقيمون مركزا فى محيط غزة لإدارة قوة دولية ستتولى مهمة البحث عن جثامين الرهائن الإسرائيليين ضمن بنود خطة ترامب، فى حين ما زالت عمليات البحث تواجه عقبات بسبب رفض إسرائيل دخول فرق أجنبية متخصصة.