عادت مصر لتحتل مكانها ومكانتها.. وكانت «الهيرو» أو البطل الذى لجأ إليه كافة الأطراف من أجل التوصل إلى حلول على أرض الواقع تستهدف وقف الحرب فى غزة وإعمارها والعودة إلى مائدة المفاوضات.. وهنا تظهر الصورة الكبرى التى تربط بين زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المتفردة من نوعها للاتحاد الأوروبى واجتماعات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة وتصعيد الجهود الأمريكية-الإسرائيلية تحت ضغط ترامب، حيث يتجلى دور مصر كطرف محورى وديناميكى فى التوسط والتنسيق الإقليمى والدولي.. زيارة السيسى استهدفت تعزيز التعاون والدعم الدولى لإعادة إعمار غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار.. كما تتوازن مع جهود القاهرة لاستقطاب الفصائل الفلسطينية للتوافق على المرحلة الثانية من الاتفاق الأمنى والإدارى فى القطاع.. فى ظل تحركات أمريكية قوية لممارسة الضغط على إسرائيل لقبول خطة السلام التى يفرضها ترامب والتى تمثل محاولة أمريكية للإنهاء التدريجى للصراع وفتح بوابة لسلام إقليمى محتمل.. هذه الديناميكية تعكس تداخل الأبعاد الإقليمية والدولية حول القضية الفلسطينية.. حيث يجد الرئيس السيسى نفسه فى موقع الوسيط الفعال بين الأطراف الفلسطينية والدول الكبرى.. مع مؤازرة أوروبية واضحة ودعم أمريكى ضاغط على تل أبيب.. فى محاولة لتكريس انسجام أكبر بين معالجة الأوضاع الإنسانية والسياسية فى غزة وإنجاز خطة السلام الأمريكية التى يصر ترامب على تنفيذها رغم التحفظات الإسرائيلية. بذلك.. تترابط رحلة الرئيس إلى أوروبا ومباحثات القاهرة الفصائلية مع المساعى الأمريكية التى تواجه تحديات داخلية إسرائيلية.. موضحة أهمية الدور المصرى والدولى فى الدفع قدما نحو استقرار مستدام فى المنطقة. ولا ننسى هنا الترحيب والحفاوة غير المسبوقة التى استقبل بها الرئيس السيسى خلال زيارته لبروكسل لرئاسة وفد مصر فى القمة المصرية الأوروبية الأولى والتى تجسدت تتويجًا للشراكة الاستراتيجية بينهما والتى إن دلت على شىء فإنما تدل على حجم التقدير والاحترام والدعم والمساندة لمصر ورئيسها!