الندوة حملت رسائل وفاء لأبطال نصر أكتوبر ولشعب مصر العظيم

بحضور الرئيس السيسى: إرادة شعب صنعت مجد

فى مشهد وطنى مهيب يليق ببطولات أكتوبر المجيدة، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، فعاليات الندوة التثقيفية الثانية والأربعين التى نظمتها القوات المسلحة بمركز المنارة الدولى للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بمناسبة الذكرى ال52 لانتصار السادس من أكتوبر العظيم.
اقرأ أيضًا | الرئيس السيسي يختتم زيارته إلى بلجيكا بلقاء الملك فيليب بعد قمة مصرية أوروبية تاريخية
جاءت الندوة هذا العام تحت شعار «إرادة شعب..صنعت مجد»، لتؤكد أن الحفاظ على الدولة يبدأ من إدراك المواطن لما يُحاك ضده من حملات تضليل وتشكيك.
استهلت فعاليات الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض فنى بعنوان «أصل الحكاية»، قدّم بانوراما فنية ملهمة عن مسيرة النضال المصرى من نكسة 67 إلى نصر العزة فى 73، ثم فقرة مسرحية بعنوان «وانتصرنا» جسدت روح التضحية والإصرار التى حملها الجندى المصرى فى ميادين القتال.
كما تضمن البرنامج عرضًا لفيلم وثائقى بعنوان «حرب أكتوبر»، شارك فى ختامه عدد من أبطال المعركة الحقيقيين الذين صعدوا إلى المسرح وسط تصفيق حار من الحضور، والتقط الرئيس السيسى معهم صورة تذكارية فى مشهد رمزى مؤثر يعكس التواصل بين جيل النصر وجيل البناء.
واستكملت الفعاليات بعرض فنى آخر بعنوان «الفن فى بناء الوعى»، تناول دور القوى الناعمة فى تشكيل الوجدان الوطنى، تلاه فيلم وثائقى جديد بعنوان «حروب لا تنتهي»، الذى تناول ما تخوضه مصر من معارك متجددة ضد الإرهاب والتطرف وحروب الجيل الرابع، واختتمت الفقرات الفنية بمشاركة كورال وزارة الشباب والرياضة فى أداء أغنية وطنية حماسية تفاعل معها الحضور.
تكريم أبطال النصر
فى لمسة وفاء خالدة، قام الرئيس بتكريم أحد عشر من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، تقديرًا لعطائهم الوطنى وتضحياتهم التى خلدت فى ذاكرة الوطن، مؤكدًا أن مصر لا تنسى أبناءها الذين حملوا أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن الأرض والعرض.
رسائل الرئيس
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة مهمة، استعرض فيها إنجازات الدولة المصرية خلال شهر أكتوبر الذى يحمل فى طياته رمزية النصر والبناء، مشيرًا إلى أن أكتوبر 1973 كان بداية استعادة الكرامة الوطنية، فيما يشهد أكتوبر 2025 سلسلة من النجاحات التى تعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس إلى أن هذا الشهر شهد وقف الحرب فى قطاع غزة بجهود مصرية حثيثة، مؤكدًا أن الدولة بذلت على مدار العامين الماضيين جهودًا مكثفة من أجل تحقيق السلام ووقف نزيف الدم، وهو ما تُوّج باتفاق وقف إطلاق النار وعقد قمة السلام فى شرم الشيخ.
مصر محور الاستقرار
أعلن الرئيس السيسى أن مصر ستستضيف فى نوفمبر المقبل مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار قطاع غزة، داعيًا الشعب المصرى للمشاركة فى جهود الإعمار دعمًا للأشقاء الفلسطينيين.
كما وجّه بتكليف رئيس مجلس الوزراء بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى والجهات المعنية لإنشاء آلية وطنية لجمع التبرعات والمساهمات الشعبية لتمويل عملية إعادة الإعمار، تعبيرًا عن التضامن والمشاركة فى تحمل المسئولية تجاه الأشقاء فى فلسطين.
وأعرب الرئيس عن تقديره للرئيس الأمريكى دونالد ترامب على دعمه لجهود مصر فى تحقيق التهدئة ووقف الحرب.
إشادة بالإنجازات الدولية
أشاد الرئيس بانتخاب الدكتور خالد العنانى مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو، مؤكدًا أن مصر ستدعم مهمته بكل قوة لإنجاح دوره فى المنظمة الدولية.
كما أشار إلى انتخاب مصر لعضوية المجلس الدولى لحقوق الإنسان، معربًا عن تطلعه إلى فوزها قريبًا بمنصب مدير عام منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو).
الثقة فى وعى المصريين
وفيما يخص الشأن الداخلي، تحدث الرئيس بصدق ووضوح عن الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها الدولة، مثمنًا صبر المصريين وتحملهم للمسئولية.
وأكد أن الحكومة لا تسعى إلى حلول مؤقتة أو مسكنات اقتصادية، بل تعمل على إصلاحات جذرية وحقيقية تضمن بناء اقتصاد قوى ومستدام.
وقال الرئيس: «أنا أشعر بمعاناة الناس، لأننى واحد منهم، لكننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة بإذن الله، بوعى المصريين وجهدهم وإخلاصهم».
قوة الدولة فى مواجهة التضليل
شدد الرئيس على أهمية دور الإعلام والفن فى حماية الوعى العام، ودورهما فى كشف الحقائق ومواجهة حملات التشويه التى تستهدف النيل من استقرار الدولة.
وأكد أن ما قدمته الندوة من عروض فنية وثائقية يجسد بوضوح قيمة القوى الناعمة فى الدفاع عن الهوية المصرية وترسيخ الانتماء.
تحية وفاء للرئيس السادات
فى ختام كلمته، وجّه الرئيس السيسى تحية تقدير للرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، مشيدًا بقراره التاريخى الذى أعاد لمصر كرامتها وعزتها.
وأكد أن مصر ماضية فى طريقها بثبات لتجاوز التحديات وبناء مستقبل يليق بتاريخها ومكانتها.
مدرسة لصناعة الوعى والانتماء
أظهرت الندوة بوضوح بصمة إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، التى واصلت أداء دورها الريادى فى تشكيل الوعى الوطنى وتوثيق البطولات، من خلال إنتاج أفلام تسجيلية وأعمال فنية راقية تعكس الروح المصرية الأصيلة.
تحولت الإدارة إلى منبر فكرى وتوعوى يربط الجيش بالشعب، ويعزز قيم الانتماء والتضحية، لتؤكد أن القوة لا تقاس فقط بالسلاح، بل بصلابة