الشؤون المعنوية للقوات المسلحة.. درع الوعي في معركة الوطن ومدرسة لصناعة الانتماء

تواصل إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة دورها الحيوي في تعزيز الوعي الوطني وبناء الانتماء لدى المصريين، حيث أصبحت ركيزة أساسية في معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية. لم يقتصر دورها على إبراز بطولات الجيش المصري فقط، بل تحول إلى منصة فكرية وثقافية تهدف إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي، وتعميق فخر الأجيال بتضحيات القوات المسلحة في سبيل الوطن.
هذا الدور الوطني تجسد بوضوح في الندوة التثقيفية الثانية والأربعين التي نظمتها القوات المسلحة اليوم، بمناسبة الذكرى ال52 لنصر أكتوبر العظيم، في مركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة. بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة، كانت الندوة فرصة لاستعراض بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، إضافة إلى ما تحقق من مشروعات تنموية كبيرة.
وفي كل مرحلة من تاريخ مصر الحديث، كانت إدارة الشؤون المعنوية حاضرة لتوثيق التضحيات وبث الأمل، سواء من خلال الإعلام العسكري أو عبر أعمال فنية وثقافية وأغاني وطنية تمس وجدان الشعب وتوحده خلف راية الوطن.
وتمثل جهود الشؤون المعنوية امتدادًا لدورها في بناء الشخصية الوطنية المصرية، حيث تعمل على رفع الوعي الوطني للمواطنين بما تواجهه الدولة من تحديات، وتبرز إنجازات القوات المسلحة في مختلف المجالات، مثل حماية الأمن القومي والمساهمة في مشاريع التنمية.
كما تلعب الإدارة دورًا محوريًا في ربط الأجيال الجديدة بتاريخها العسكري المشرف، من خلال مبادرات تثقيفية وبرامج توعوية وندوات طلابية في الجامعات والمدارس، إضافة إلى التعاون المستمر مع وسائل الإعلام لنقل رسائل وطنية تعزز قيم الانتماء والمسؤولية.
لا يقتصر دور الشؤون المعنوية على المناسبات الوطنية فقط، بل يمتد أيضًا لدعم أسر الشهداء والمصابين وتخليد ذكراهم، من خلال أعمال فنية ووثائقية تبرز تضحياتهم، لتظل هذه الذكريات قدوة ملهمة للأجيال القادمة. كما تسهم الإدارة في تعزيز الوعي الفكري الوطني، حيث أن القوة لا تقاس فقط بالسلاح، بل أيضًا بصلابة الوعي وإيمان الشعب بقضيته.
وفي إطار مواكبة التطورات الرقمية، طورت الإدارة أدواتها الإعلامية لتكون حاضرة بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقدم محتوى وطني هادف يخاطب عقول الشباب، ويواجه حملات التضليل والشائعات بأسلوب علمي وموضوعي يعتمد على الحقائق والمصداقية.
تستمر إدارة الشؤون المعنوية في تعزيز دورها كجسر يربط بين الجيش والشعب، موصلة رسالتها بأن الانتماء لمصر ليس مجرد شعار، بل سلوك يُترجم في العمل والإخلاص والتضحية.