معدلات الإصابة بمرض السكري في تزايد مستمر حول العالم، لذا أصبح الاهتمام يتزايد بالبحث عن وسائل طبيعية تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم والوقاية من المضاعفات. ويؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن الحل لا يكون دائمًا في الأدوية، بل يمكن لبعض المشروبات البسيطة والمتوفرة في كل بيت أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في تحسين صحة الجسم والسيطرة على سكر الدم، وذلك استنادًا إلى أبحاث علمية موثوقة. وأوضح أن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب زيادة إفراز بعض الهرمونات مثل الفازوبريسين والكورتيزول، التي تؤثر على عملية تنظيم السكر داخل الجسم، لذا فإن شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم لا يساعد فقط في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بل أيضًا يساهم في خفض مستويات السكر لدى المصابين به بالفعل، كما أن الماء يمنح الجسم شعورًا بالشبع، مما يقلل من الرغبة في تناول السكريات والكربوهيدرات. اقرأ أيضًا | تغيرات الوزن المفاجئة .. ابرز العلامات المبكرة لمرض السكري ويعد الشاي الأخضر من أبرز المشروبات المفيدة لصحة الجسم، إذ يحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد على تقليل الالتهابات وتحسين حساسية الإنسولين، وبالتالي تعزيز قدرة الجسم على التحكم في مستويات السكر. أما الشاي الأسود، فهو لا يقل أهمية، إذ يحتوي أيضًا على مضادات أكسدة تساهم في تنظيم السكر في الدم والوقاية من الالتهابات، وتشير الدراسات إلى أن تناول كوب واحد يوميًا من الشاي الأسود يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 14%، بفضل احتوائه على مركبات تعرف باسم الثيافلافينز التي تحارب تلف الخلايا الناتج عن الجذور الحرة، مما يقي من الأمراض المزمنة مثل السكري. كما يعتبر عصير الطماطم من المشروبات المهمة لمن يرغب في الحفاظ على استقرار مستويات السكر، فهو منخفض على مؤشر الجلايسيميك، أي أنه لا يرفع السكر بسرعة بعد تناوله. وأثبتت الدراسات أن شرب كوب من عصير الطماطم قبل الأكل بنصف ساعة يساعد في تحسين مستوى السكر بعد الوجبات، كما تحتوي الطماطم على مركب الليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي يحد من الالتهابات ويقلل من مضاعفات السكري. ومن المشروبات التي ينصح بها أيضًا الكفير، وهو نوع من اللبن المتخمر الغني بالبروبيوتيك، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الكفير بانتظام تنخفض لديهم نسب السكر الصائم والإنسولين مقارنة بغيرهم، كما أن تناول 2.5 كوب يوميًا لمدة 8 أسابيع ساهم في تقليل مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري. ويحتوي الكفير كذلك على نسبة مرتفعة من البروتين، ما يجعله مشبعًا ويبطئ عملية الهضم، مما يساعد على الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم. ويؤكد د. عماد سلامة أن المشروبات المفيدة وحدها لا تكفي لتحقيق التوازن في سكر الدم، بل يجب أن تصاحبها عادات غذائية وسلوكية صحيحة، منها تقليل الكربوهيدرات في النظام الغذائي، وزيادة تناول الألياف التي تبطئ امتصاص السكر، واتباع نظام الصيام المتقطع كوسيلة فعالة لتنظيم مستويات الجلوكوز، كما يشدد على أهمية النوم الكافي، وممارسة التأمل وتمارين التنفس لتقليل التوتر، والانتظام في ممارسة الرياضة، مع تجنب الأطعمة المصنعة الغنية بالسكريات والدهون المهدرجة.