في إنجاز أكاديمي يُعد من العلامات البارزة في توثيق الذاكرة الوطنية، حصل الباحث أحمد فرج عبد الحميد، مدير المراسلين في قناة MBC مصر، على درجة الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة المنيا، عن دراسة وُصفت بأنها من أعمق ما كُتب حول تاريخ المتحف الحربي بالقاهرة (1937–2021). تُعد الرسالة، بحسب أساتذة التاريخ المشاركين في لجنة المناقشة، مرجعًا علميًا يوثق نشأة وتطور أحد أهم المتاحف العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، باعتباره ذاكرة حية لتاريخ الجيش المصري وبطولاته الممتدة عبر العصور. اقرأ أيضًا | رئيس جامعة المنيا الأهلية: استكمال المنظومة وفقًا لأحدث النماذج العالمية وتكوّنت لجنة المناقشة من نخبة من المتخصصين في التاريخ الحديث والمعاصر، وهم: الدكتور نبيل عبد الحميد (جامعة دمياط)، الدكتور عاطف عبد المقصود، الدكتور شريف عبد الجواد رئيس قسم التاريخ، والدكتورة هند عبد الرحمن (جامعة المنيا). ورصدت الدراسة المراحل المختلفة لمسيرة المتحف منذ تأسيسه عام 1937، ثم انتقاله إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي، مرورًا بمشروعات التطوير المتعاقبة التي بلغت ذروتها في مشروع تحديث عام 2021، الذي وصفه الباحث بأنه "الأكثر شمولًا وعمقًا في تاريخ المتحف". ويرى الدكتور أحمد فرج أن المتحف الحربي لا يقتصر دوره على عرض المقتنيات العسكرية، بل يمثل "أرشيف الأمة المادي" الذي يوثق الروح القتالية للمصريين منذ العصور القديمة وحتى معارك أكتوبر المجيدة. ودعت الرسالة إلى ضرورة إعادة تقديم المتحف كوجهة ثقافية وسياحية تعادل في قيمتها المتحف المصري الكبير أو متحف الحضارة، مع إدراجه ضمن برامج الزيارات المدرسية لترسيخ الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة. وأوصت لجنة المناقشة بطباعة الرسالة وتداولها أكاديميًا لما تحتويه من توثيق أرشيفي نادر لمسيرة هذا الصرح الوطني، مؤكدة أنها تُسهم في تعزيز الوعي بأهمية المتاحف العسكرية كجزء من الذاكرة الجمعية المصرية. وتأتي هذه الدراسة امتدادًا لمشروع بحثي بدأه الباحث في رسالة الماجستير التي تناولت "تاريخ القصور الرئاسية في مصر وكيفية استثمارها سياحيًا"، ضمن اهتمامه المتواصل بربط التراث الوطني بالتنمية الثقافية والسياحية. ويؤكد د. فرج في ختام دراسته أن المتحف الحربي ليس مجرد مبنى أو قاعة عرض، بل "ذاكرة وطن تُروى بالمجد والحلم والإصرار"، تحفظ للأجيال المتعاقبة قصة مصر في وجهها الأكثر إشراقًا.