رئيس فرنسي سابق يواجه السجن لأول مرة في التاريخ الأوروبي.. ما الذي ينتظره؟

في واقعة تُعد الأولى من نوعها في فرنسا وأوروبا، تُفتح أبواب السجن أمام رئيس سابق للجمهورية، حيث يبدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، تنفيذ عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات، بعد إدانته بتهم تتعلق بالفساد وتمويل غير قانوني لحملته الانتخابية لعام 2007، لتبدأ بذلك مرحلة غير مسبوقة في التاريخ السياسي الفرنسي، حيث يخضع رئيس سابق لإجراءات احتجاز حقيقية كسائر السجناء.
كما يُسلط هذا الحدث التاريخي، الضوء على تفاصيل السجن الذي سيحتجز فيه نيكولا ساركوزي، وشروط احتجازه، والإجراءات القانونية المرافقة، في ما يمثل سابقة غير مسبوقة لرئيس دولة سابق بفرنسا والاتحاد الأوروبي على حد سواء.
موعد ومكان الاحتجاز
وفقًا لوكالة «مونت كارلو» الدولية، فإن نيكولا ساركوزي أصبح على علم منذ يوم الاثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول بموعد ومكان احتجازه، حيث وجّهت النيابة المالية الوطنية الرئيس الفرنسي الأسبق إلى محكمة باريس، حيث أُبلِغ رسميًا بأنه سيودع سجن «لا سانتي» (Prison de la Santé) في العاصمة الفرنسية، ابتداءً من يوم غد الثلاثاء 21 أكتوبر.
ويعد اختيار هذا السجن، الواقع في الدائرة الرابعة عشرة، ذا أهمية خاصة، إذ يحتوي على قسم مخصص للشخصيات المعرضة للخطر، المعروف أحيانًا ب«VIP» أو «سجن 5 نجوم»، والذي صُمم لتوفير حماية خاصة للمساجين من السياسيين والفنانين وأعضاء قوات الأمن.
اقرأ أيضًا| محاكمة رئيس فرنسا السابق ساركوزي بسبب حملته الانتخابية ب2007
كل ما تريد معرفته عن محتويات زنزانة «ساركوزي»
لأول مرة في تاريخ #فرنسا.. رئيس سابق يدخل السجن فعليا... #نيكولا_ساركوزي سيقضي محكوميته في جناح خاص داخل سجن لا سانتيه وسط إجراءات أمنية مشددة#العالم_في_دقائق #العربية_24 pic.twitter.com/86XUIbee5t
— Al Arabiya 24 (@alarabiya_24) October 14, 2025
يضم قسم ال"VIP" 18 زنزانة معزولة، وتتميز هذه الزنازين بتجهيزات محسنة تضمن قدرًا أكبر من الراحة والاستقلالية مقارنة بالأقسام العادية.
وتبلغ مساحة الزنزانة حوالي 9 أمتار مربعة، لكنها مجهزة بصفيحة سيراميكية للطهي، وثلاجة، وطاولة، وتلفاز، وهاتف أرضي، بالإضافة إلى مرحاض وحمام.
كما يُقدّم لكل نزيل ما يعرف ب"طقم استقبال"، ويحتوي على أغطية سرير، وبطانية، وأدوات للطهي أو الأكل، ومستحضرات صحية أساسية، لضمان حياة يومية منظمة داخل السجن.
الإجراءات القانونية بعد الاحتجاز
أشارت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، إلى أن سكان هذا القسم الخاص لا يتحركون بمفردهم، سواء للذهاب إلى المكتبة أو للخروج للفسحة أو للزيارة، إذ يكونون دائمًا مرفوقين بعنصر أمني.
ومن المقرر أن يُسمح لساركوزي بالمشي لمدة ساعة يوميًا في ساحة مخصصة منفصلة عن باقي السجناء، لضمان سلامته وخصوصيته.
مع دخول نيكولا ساركوزي السجن يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، سيتمكن فريق دفاعه من تقديم طلب الإفراج المؤقت أمام محكمة الاستئناف، التي تملك مهلة أقصاها شهران للنظر في الطلب.
وفي حال رفض محكمة باريس، يحق للرئيس الفرنسي الأسبق تقديم طلبات جديدة للإفراج عنه، بما يتيح متابعة الإجراءات القانونية خطوة بخطوة.