خلال التطورات المتسارعة للأحداث والوقائع التى شهدتها وتشهدها المنطقة العربية والشرق أوسطية التى نحن فى قلبها فى الآونة الأخيرة قبل وبعد مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، هناك رسالة واضحة ومحددة وجهتها وتوجهها مصر إلى العالم كله، والمتابعين والمهتمين بالشأن العربى والشرق أوسطى فى عمومه وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. كما وجهتها وتوجهها أيضاً وفى ذات الوقت لكل المتطلعين لتحقيق السلام والاستقرار فى هذه المنطقة العامرة بالقلق والاضطراب والعنف، فى ظل الممارسات العدوانية والجرائم اللا إنسانية التى دأبت إسرائيل على القيام بها ولا تزال تقوم بها فى المنطقة كلها وضد الشعب الفلسطينى بصفة خاصة. الرسالة المصرية تؤكد للجميع على أن التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، هى الطريق الصحيح المؤدى لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة العربية والشرق الأوسط. والمعنى الواضح فى هذا الخصوص يقول إن مصر تؤكد على أن السلام لن يعم المنطقة ما لم يتم التوصل لتسوية عادلة وشاملة لقضية العرب الأولى والأهم، وهى القضية الفلسطينية. كما تعنى الرسالة أيضاً وبكل الوضوح، أن محاولة الالتفاف على تلك الحقيقة بأى وسيلة وتحت أى مسمى، لن تفلح ولن تحقق السلام العادل والشامل ولن تؤدى إلى الاستقرار المنشود والمطلوب. وانطلاقا من ذلك تأتى التصريحات الصادرة عن كل المسئولين المصريين، فى كل المنابر وخلال كل الاجتماعات والمباحثات والمؤتمرات الرسمية، على جميع المستويات الإقليمية والدولية، التى تؤكد فيها دائماً على ضرورة السعى الجاد والعاجل للتوجه إلى التسوية السياسية الشاملة والعادلة، كوسيلة فعالة وحاسمة لإنهاء الصراع العربى الإسرائىلى وتحقيق السلام والاستقرار لجميع الدول والشعوب بالمنطقة. والموقف المصرى فى ذلك ينطلق من الإيمان الراسخ بأن السلام الشامل والعادل يتحقق بحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى الاستقلال والعيش فى سلام وأمن داخل دولته المستقلة. ويتأسس الموقف المصرى فى ذلك على ضرورة تطبيق المبادرة العربية، التى تنص على حل الدولتين، وذلك بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية.