فى ظل الإنجاز الذى تحقق فى قمة شرم الشيخ علينا أن نتذكر دائماً بكل الفخر ما حققناه فى نصر أكتوبر،..، ففى مثل هذه الأيام من عام 1973، كنا نعيش فى رحاب نصر أكتوبر المجيد، وكانت مراكز البحث والعلوم العسكرية المتخصصة مشغولة بفحص ودراسة، ما جرى وكان فى تلك الملحمة العسكرية المفاجئة وغير المتوقعة، فى وقت كانت فيه كل الدراسات والبحوث العسكرية فى العالم، تؤكد أن اجتياز قناة السويس واجتياح خط «بارليف» المنيع، هو أمر مستحيل عمليًا وواقعيًا. وكان سبب الاستحالة يعود فى أساسه إلى التجهيزات الهندسية القوية والدفاعات الصلبة التى أقامتها إسرائيل لبناء هذا الخط، والتى جعلت من التفكير فى العبور إلى الضفة الشرقية للقناة، ومحاولة الوصول إلى سيناء، مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر، ونجاحها يحتاج إلى معجزة تدخل فى نطاق المستحيل. وكانت كل النظريات العسكرية تؤكد أن خط «بارليف» المنيع يحتاج إلى قنبلة ذرية لتدميره وإزالته وهو ما لا تملكه مصر،..، لذلك فإن عليها أن تستسلم للأمر الواقع فى ظلام الهزيمة، وأن تحاول إقناع العالم أو استجداء القوى الكبرى وأمريكا بالذات للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضى المصرية والعربية المحتلة عام 1967، وهو ما لن تقبله إسرائيل. وفى هذا الإطار كانت المفارقة كبيرة والهوة واسعة بين رؤية العالم للصورة فى المنطقة وتوقعاته لمستقبل مصر المظلم، وبين حقيقة الأوضاع فى مصر، وإصرار شعبها وقادتها وجيشها على ركوب الصعب، وعدم الاستسلام للواقع، بل فعل المستحيل لتغيير الواقع وأخذ زمام المبادرة بأيديهم. من هنا كان ذهول العالم كله شديداً، عندما نهض المصريون ونفضوا غبار الهزيمة، وانطلقوا لتحقيق النصر وتحرير الأرض واسترداد الكرامة،..، وفرض على مراكز البحوث والدراسات العسكرية فى العالم كله، وضع حرب أكتوبر محل التحليل والدراسة. من أجل ذلك كله سيظل نصر أكتوبر العظيم نجماً مضيئاً فى سماء مصر.