في ملحمة نصر أكتوبر كانت كل الدراسات والبحوث العسكرية فى العالم تؤكد، أن اجتياز قناة السويس واجتياح خط بارليف المنيع هو أمر مستحيل عملياً فى ظل التجهيزات الهندسية الصلبة والدفاعات القوية، التي أقامتها إسرائيل لبناء هذا الخط، والتى جعلت من التفكير فى العبور إلى الضفة الشرقية للقناة، ومحاولة الوصول إلى سيناء مغامرة عسكرية جسورة، لكنها محفوفة بالمخاطر من كل جانب، ونجاحها يحتاج إلى معجزة تدخل فى نطاق المستحيل عملياً. وكانت كل النظريات العسكرية تؤكد، أن خط بارليف المنيع يحتاج الى قنبلة ذرية لتدميره وإزالته، وهو ما لا تملكه مصر،..، ولذلك فإن عليها أن تستسلم للأمر الواقع فى ظلام الهزيمة، وأن تحاول إقناع العالم أو استجداء القوى العظمى وأمريكا بالذات، للضغط على إسرائيل كى تقبل الانسحاب من الأراضى المصرية والعربية المحتلة عام 1967،..، وهو ما لن تقبل به إسرائيل بأى حال من الأحوال. وفي هذا الإطار كانت المفارقة كبيرة والهوة واسعة، بين رؤية العالم للصورة بالمنطقة وعلى أرض الواقع وتوقعاته لمستقبل مصر بناء على ذلك الواقع الذى لا يبشر بخير،...، وبين ما تسعى إليه مصر، وإصرار شعبها وقادتها وجيشها على ركوب الصعب وعدم الاستسلام للواقع، بل وفعل المستحيل لتغيير هذا الواقع الذى ترفضه، وأخذ زمام المبادرة لصنع واقعٍ جديد يقوم على استعادة الأرض وتحريرها واسترداد الكرامة كاملة غير منقوصة. من هنا كان ذهول العالم كله شديداً،عندما نهض المصريون، ونفضوا غبار الهزيمة، وانطلقوا لتحقيق النصر وتحرير الأرض واسترداد الكرامة،..، وهوما فرض على كل مراكز البحث والدراسات العسكرية فى العالم كله، وضع حرب أكتوبر محل التحليل والدراسة والتدقيق. ومن أجل ذلك كله سيظل نصر أكتوبر العظيم نجماً ساطعاً مضيئاً في سماء مصر والمنطقة كلها. «وللحديث بقية»