ليست «شوفينية»، وليست عنصرية، وليست نعرات جوفاء. إذا كنت لا تعرف قدر مصر، فالعيب فيك، ولا تلومن إلا نفسك، ولِ وجهك شرقًا أو غربًا، والتمس الحل هنا أوهناك، اذهب حيث شئت، وسوف تعود أدراجك، بخفى حنين، لكى تلتمس الحكمة من حكمائها، والحل والعقد من عقلائها، والأمان بين جنباتها، والراحة بين شعابها، هذا وعد الله الذى قطعه من فوق سبع سماوات «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». ها هى أنظار العالم تتجه اليوم إلى شرم الشيخ، مدينة السلام، وسط إقليم ملتهب، أمسكت نيران الحروب الأهلية والإقليمية بتلابيبه، وراحت دولة الكيان تنفث سمومها فى كل أرجائه، ها هو الرئيس الأمريكى ترامب يعود أدراجه إلى مصر، بعد أن ذهب هنا وهناك، والتمس الحل بعيدًا عنها، رغم أن كل مفاتيح الحل لديها، عاد بعد أن فشلت كل محاولاته لفرض تصوراته الوهمية لحل الصراع فى المنطقة، وبعد أن تراجع عن فكرته الخرقاء بتصفية القضية برمتها، بتهجير أهل غزة إلى مصر، أو حتى إلى دول أخرى، ثم تحويل غزة إلى مشروع عقارى على غرار الريفيرا!. ها هى الحرب المسعورة تضع أوزارها، وها هى آلة القتل المعززة بالذكاء الاصطناعى، تتوقف، وتلتقط أنفاسها، وها هو نتنياهو ومعه مجموعة القتلة، ينصاعون لأوامر ترامب، بوقف آلة الحرب، ليس رحمة بالفلسطينيين، ولكن لأن نتنياهو أصبح عبئًا على ترامب نفسه، ولأنه جعل أمريكا تقف وحدها فى مربع والعالم أجمع فى مربع آخر، ولم يكن من المتوقع أن «يحارب نتنياهو العالم». هناك تغييرات تحدث كل لحظة، وحتى كتابة هذا المقال، من غير المعلوم على وجه الدقة أسماء الزعماء والقادة الذين سيتقاطرون من دول العالم على شرم الشيخ (المصرية) لحضور القمة التى ستكون برئاسة قائد مصر عبد الفتاح السيسى، وترامب، الذى يعد العالم والمنطقة باتفاق، يبشر بأنه يتجاوز وقف إطلاق النار فى غزة، إلى ما هو أشمل بل ويؤدى إلى حلول السلام فى المنطقة. نعود إلى ثوابت الدولة المصرية التى أكد عليها الرئيس السيسى منذ تفجر الأحداث فى السابع من أكتوبر، والتى جاء فى القلب منها رفض تهجير أهل غزة قسرًا أو طواعية، لأن فيها تصفية للقضية الفلسطينية برمتها، ولأنها تحقق المبتغى للكيان، وتقدم له الحل على طبق من فضة، وأنه لا سلام من دون حقوق الشعب الفلسطينى الثابتة وعلى رأسها إقامة دولته على أرضه، وغير ذلك سوف تبقى المنطقة تدور فى حلقة مفرغة من العنف، والعنف المضاد. صدقت مصر، وصدق رئيسها، القوى الشريف فى زمن عز فيه الشرف .