بقلم : نجوى الفضالى «مولد السيد البدوى» لا يقتصر على كونه احتفالًا دينيًا ومشهدًا صوفيًا جديرًا بالرصد، بل تحول إلى ظاهرة اقتصادية واجتماعية كبرى، تنعش الأسواق وتفتح أبواب الرزق لآلاف الأهالى والتجار. . مع كل عام، تستقبل «عروس الدلتا» مئات الآلاف من الزوار الذين ينعشون حركة البيع والشراء، ويرفعون الإيجارات، ليصبح المولد حدثًا ينتظره الجميع، يجمع بين الرزق والبهجة . فى نفس الموعد من كل عام، تتجدد فى مدينة طنطا أجواء الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوى، ذلك اللقاء السنوى فى مشهد يشبه الكرنفال الكبير، حيث تفتح المدينة أبوابها لزوارها من داخل مصر وخارجها، ومن مختلف المذاهب والانتماءات، ليشارك الجميع فى إحياء ذكرى أحد أولياء الله الصالحين، وسط أجواء من المحبة والتسامح والوحدة. اقرأ أيضًا | «هو فيه دين جديد».. تعليق مفاجئ من عمرو أديب على جدل الاحتفال بمولد السيد البدوي منذ الأيام الأولى للاحتفال، تتزين شوارع طنطا بالأعلام والأنوار، وتقام السرادقات التى تحتضن حلقات الذكر والإنشاد الدينى، وتشارك عشرات الطرق الصوفية فى الموكب السنوى الذى ينطلق من ميدان السيد البدوى، فى مشهد تمتزج فيه الأعلام والطبول والأناشيد التى تلهب مشاعر الزائرين وتغمر المكان بطاقة روحانية فريدة، أما داخل المسجد الأحمدى، فتتواصل الصلوات وتلاوة القرآن والدعاء على مدار اليوم، فى أجواء من الخشوع والمحبة. ولا يقتصر المولد على الجانب الدينى فحسب، بل يمثل أيضًا موسمًا اقتصاديًا مزدهرًا لأهالى المدينة، حيث تنتعش الأسواق الشعبية ويزداد الإقبال على شراء الحلوى والهدايا. وأبدى الحاج محمد، صاحب محل ألعاب أطفال وحلوى فرحته بفترة المولد قائلاً «ننتظر المولد كل عام، فهو موسم خير للجميع، الزوار يشترون الهدايا بكميات كبيرة لأقاربهم فى محافظاتهم، لذا نحرص على توفير بضاعة متنوعة تناسب كل الميزانيات، ومن أشهر ما يتكالب عليه الوافدون هو الحمص، نقوم بتوفير كميات أكبر من المعروض فى الأوقات العادية وتعبئتها جاهزة بداية من نصف كيلو، كما تزدهر تجارة القصب فى كل منطقة المقام، حتى البيوت أمامها تلال من القصب بغرض التجارة. وتشتهر طنطا بحلوى الفقش والمشبك والحمص، وتنتعش مصانع المشبك فى منطقة العجيزى خلال أيام المولد، كما تنصب فى الشوارع المحيطة المراجيح والملاهى البسيطة لإدخال البهجة والسرور على الأطفال الوافدين مع آبائهم، حيث تعد فترة المولد من كل عام موسم رزق يعتمد عليه كثيرون سواء من الوافدين أو من أهل طنطا أنفسهم برواج تجارتهم من الملابس والمأكولات والعصائر. وتشهد المدينة إقبالًا كبيرًا على الفنادق والمطاعم، إلى جانب قيام الأهالى بتجهيز شقق للإيجار للزوار، بينما يفضل آخرون افتراش الساحات قرب المسجد لمشاركة الأجواء عن قرب. ومن أقدم وأشهر اللوكاندات فى منطقة السيد البدوى التى تعج بالزوار« لوكاندة الأحمدية» وتعتبر من المعالم العتيقة لمنطقة المحطة، حيث انشئت عام 1848، وتفتح اللوكاندة أبوابها طوال العام لمحبى وزوار السيد البدوى إلا أنها تكتظ بالزوار من شيوخ الطرق الصوفية على الأخص فى أكتوبر من كل عام ليكونوا بالقرب من حلقات الذكر. ويشارك سكان طنطا فى أعمال الخير، عبر توزيع الطعام والمشروبات مجانًا على الزائرين، ومن أشهر الوجبات الفتة باللحم والأرز باللبن، إضافة إلى العصائر والمياه، فى تجسيد حيّ للكرم المصرى الأصيل .