سيطر المداحوان وخيام الذكر على الليلية الختامية لمولد السيد البدوي الذي حضر الاحتفال بها محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر، والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ووكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة وآلاف المريدين من الطرق الصوفية. وأحيا الليلة المنشد محمود التهامي الذي شدا وشدت معها الجماهير حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة وسط تواجد أمني مكثف. وسيطرت الخيام التي تخدم زوار المسجد البدوي على المشهد، ولعل أشهرها خيمة الشريفة ناريمان عبد الغفار التي يتجمع المشاهير في خيمتها وتتولى رغم كبرها في السن خدمتهم بنفسها والإشراف على الاطعمة التي تقدم والمشروبات كذلك، وهي تؤكد أنها "خادمة لآل البيت وعاشقة للحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وإبراهيم الدسوقي، وما أن تنتهي من خدمة أحد الأسياد على حد قولها حتى تبدأ سعيها حاملة امتعتها لسيد جديد ومولد آخر لتخدم زواره". وتنافس المنشدون لجذب المريدين وامتلأت الساحة عن آخرها، كما ازدحم ضريح السيد البدوي الذي ارتفع فيه النحيب والصراخ والدعوات، ووجد باعة الحمص والحلوى وألعاب الأطفال وكافة الأطعمة ضالتهم المنشودة والمفقودة منذ زمن بعيد بعد كساد تجارتهم وجاء مولد البدوي ليفرج عنهم ويروج لبضاعتهم. وأكد عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن مولد البدوي يعد أحد المعالم والاحتفالات الشهيرة في مصر بعد مولدي السيدة زينب والحسين ويقصده الملايين من كل ربوع مصر بل والعالم العربي كذلك، مؤكدا على أنه أصدر تعليماته بالتصدي للخرافات والبدع والشيعة في هذا المولد ليصبح احتفالا دينيا خالصا لإحياء ذكرى عارف بالله في جو إيماني بديع. وأضاف القصبي أن المولد هذا العام له طعم خاص وزادت أعداد الرواد وتسابق الجميع للاحتفال بأحد الأقطاب الأربعة، وبذل الأمن جهودا كبيرة للسيطرة على الموقف ليخرج الزوار من المولد بسلام. والبدوى ولد بمدينة فاس بالمغرب عام 1200 ميلادية وتوفى 1276، ولقب ب الشيخ المعتقد الصالح أبو الفتيان، وعرف ب"أبو اللثامين السطوحى"، وهو إمام صوفى سنى عربى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء. لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى. ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب. وولد البدوى بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته فى سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر. وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر فى نفس عام رجوعه، الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. ويُنسب إلى البدوى العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة فى التراث الشعبى المصرى هى الله الله يا بدوى جاب اليسرى، أى أن البدوى قد جاء بالأسرى. ويُقام له فى مدينة طنطا احتفالان سنوياً، أحدهما فى شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال اسبوع المولدوسط اجراءات امنية مشددة وكاميرات مراقبة مع الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة وادوات للكشف على الاجسام الغريبة والمتفجرات بعد ان تم تركيب بوابات لمداخل ومخارج المولد عقب حادث عام 2014بتفجير عبوة بجوار المسجد الاحمدي واسفرت وقتها عن اصابات للرواد دون وقوع ضحايا وهذا هو العام الثالث على التوالي الذي يحتفل به الصوفية بالمولد بدون خليفة يطوف على حصانه مدينة طنطا.