◄ د. نصر عبد الكريم: الدول العربية يجب أن تتحرك لتعزيز الخطة المصرية باستخدام الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية ◄ د. إكرام بدر الدين: مصر لها الدور الأعظم في تهيئة دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين ◄ وزير العدل الفلسطيني: إطلاق اسم مصر على أكبر ميادين غزة بعد إعادة إعمار القطاع ◄ المستشار الألماني: نقدر دور مصر في اتفاق وقف الحرب ونتطلع لاستضافة القاهرة لمؤتمر إعادة إعمار غزة من تحت ركام الدمار في غزة، تقود مصر خطة إعمار شاملة، لا تقتصر على إزالة الأنقاض وبناء البيوت، بل تمتد لتأسيس حياة جديدة، تحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وتضمن له مستقبلاً يليق بتضحياته. منذ اللحظة الأولى لكل عدوان، تتعرض له غزة، كانت مصر حاضرة في الصفوف الأولى، حاملة شريان الحياة لأهلها، ورافعة راية الدعم الإنساني والسياسي بلا تردد، ولم تكن جهود القاهرة وليدة اللحظة، بل مسيرة طويلة ومتراكمة من التدخلات الفاعلة، بدأت مع كل تصعيد، واستمرت بعد كل تهدئة، لتتحول إلى سياسة ثابتة واستراتيجية إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في القطاع. ◄ مصر قائد إقليمي لمسار الإعمار من إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في 2009، مرورًا بدورها البارز عقب حرب 2014، ثم مبادراتها المتكررة لإعادة البناء بعد كل دمار يتعرض له القطاع، وصولاً إلى الدور المحوري الذي تقوم به اليوم في أكبر خطة إعادة إعمار غزة بتكلفة تتجاوز 53 مليار دولار، تثبت مصر أن دعمها لغزة ليس استجابة وقتية، بل التزام تاريخي ووطني وقومي. اقرأ أيضا| رفض التهجير وانتصر للحق الفلسطيني.. قراءة في جهود الرئيس السيسي لإنقاذ غزة مصر لم تكتف بالمساعدات الإغاثية، أو فتح معبر رفح في الأزمات، بل تحولت إلى قائد إقليمي لمسار الإعمار والتنمية في غزة، تعمل على تأمين التمويل الدولي، ورفض التهجير، وضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، في مواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية. ◄ خطة طموحة وتحظى الخطة المصرية، التي أعلنتها مصر في وقت سابق، بعد توقف الحرب، بدعم عربي ودولي متزايد، لأنها تؤكد دائمًا أن دعم غزة ليس التزامًا سياسيًا فقط ولكن واجب إنساني وأخلاقي، وتصل التكلفة التقديرية إلى نحو 53 مليار دولار، بدعم عربي وتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية. وتتضمن الخطة في أولوياتها رفض التهجير القسري للسكان وحماية المدنيين، وإعادة البناء بعيد عن أي محاولات للتهجير أو التغيير السكاني. ◄ مراحل الإعمار وتعد المرحلة الأولى للإعمار هي «التعافي المبكر»، وتمتد إلى 6 أشهر، وتشمل إزالة ما يقرب من 50 مليون طن من الركام، وإنشاء مساكن مؤقتة، وترميم 60 ألف وحدة سكنية تضررت من الحرب. أما المرحلة الثانية، فهي «إعادة الإعمار الشامل، وتستمر لمدة 5 سنوات، تتضمن بناء 200 ألف وحدة سكنية تستوعب 1.6 مليون شخص، بالإضافة إلى إنشاء مطار وميناء تجاري ومنطقة صناعية ولوجيستية، ومشروعات سياحية وخدمية». ◄ صندوق ائتماني دولي وتشمل خطة مصر لإعمار غزة، ضمان التمويل المستدام لها، حيث سيتم إنشاء صندوق ائتماني دولي، يتولى جمع التعهدات المالية من الدول والمؤسسات المانحة. من جانبه، كشف د. نصر عبد الكريم، أستاذ العلوم المالية في الجامعة العربية الأمريكية، في تصريحات إعلامية، أن الخطة المصرية تمتاز بدمجها بين الطرح الاقتصادي والبعد السياسي، وهو ما يعد شرطا أساسيا لنجاحها. وأضاف أنه بدون البعد السياسي، لن يكتب لهذه الخطة النجاح الكامل، بسبب سيطرة إسرائيل على حركة البضائع وتحكمها في المعابر، وهو ما يشكل عائقا أمام التنفيذ، مشيرًا إلى أن الدول العربية يجب أن تتحرك بسرعة لتعزيز الخطة المصرية، واستخدام كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لضمان نجاحها. ◄ اختراق مأساة غزة وفي ذات السياث، أكد د. إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات إعلامية، أن قطاع غزة شهد مأساة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث، عدوان استمر لمدة سنتين ارتكبت فيه كافة الجرائم ضد الإنسانية، ومخالفات القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتحطيم البنية التحتية الأساسية، والاعتداء على المدارس، والمستشفيات، ودور العبادة، بالإضافة إلى حصار وتجويع الشعب الفلسطيني، حتى أصبحت غزة منطقة مجاعة. وأضاف أن اجتماع شرم الشيخ الذي شارك فيه وفد أمريكي رفيع المستوى، ووفد إسرائيلي، ووفد الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، إضافة إلى مندوبين من دول في الإقليم، يعني أنه حدث اختراق كبير لمأساة غزة وأنها تتجه نحو الحل، بفضل الجهود المكثفة التي بذلتها مصر، وقيادة اجتماع الوفود الفلسطينية والإسرائيلية. وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حضر عدة لقاءات دبلوماسية مع قادة وزعماء الدول، والتي كانت مأساة غزة أحد الموضوعات الحاضرة فيها بشكل أساسي، ومناقشة المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، مضيفا أن مصر نجحت أكثر من مرة في الاتفاق على تهدئة الأوضاع ولكن كانت تنتهي بمراوغة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي كان يقبل ببعض البنود ويعرق البنود الأخرى. ◄ تهيئة دول العالم وأكد أن مصر لها الدور الأعظم في تهيئة دول العالم للقضية الفلسطينية، ولها فضل كبير في اعتراف كثر من 80 % من دول العالم بدولة بفلسطين، وهم حوالي 174 دولة. اقرأ أيضا| اتفاق سلام تاريخي من شرم الشيخ.. جهود السيسي تنهي معاناة الفلسطينيين في غزة وأوضح أن السياسة الخارجية المصرية والقيادة المصرية بذلت جهود مكثفة للوساطة بين مصر وفلسطين، بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقطر، ومع دول أخرى في المنطقة، مما أدى إلى حدوث تحولات عالمية تجاه القضية الفلسطينية، وشعور إسرائيل وأمريكا بالعزلة. ◄ إطلاق اسم مصر على أكبر ميادين غزة وتأكيدًا على الدور المصري الفعّال، قال وزير العدل الفلسطيني شرحبيل الزعيم، إننا ننوي إطلاق اسم مصر على أكبر ميادين غزة بعد إعمار القطاع. وأكد شرحبيل الزعيم، أننا نثمن دور مصر وقطر في جهود التوصل إلى اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن الفلسطيني، إلى أن الأمور الخاصة بإعمار غزة ليست منوطة بالسلطة الفلسطينية ويجري بحثها في شرم الشيخ. ولفت وزير العدل الفلسطيني، إلى أن الحكومة الفلسطينية أعدت خطة «اليوم التالي» لتولي السلطة بغزة. ◄ ألمانيا تدعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة وفي ذات السياق، أعرب المستشار الألماني فريدريك ميرتس، عن تقدير بلاده للدور الحيوي الذي اضطلعت به مصر في سبيل التوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مؤكداً دعم ألمانيا لهذا الاتفاق وتطلعها لأن يشكل خطوة نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة، واشار إلى تطلعه لاستضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً من المستشار الألماني فريدريك ميرتس. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاتصال تناول مستجدات الجهود المصرية المبذولة بالتنسيق مع الأطراف المعنية لإنهاء الحرب في غزة، حيث استعرض الرئيس السيسي تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الثامن من الشهر الجاري في شرم الشيخ. كما قدم الرئيس السيسي، رؤية مصر للمرحلة التالية وآليات تنفيذ الاتفاق القائم على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً في هذا الصدد أهمية الحفاظ على دور ومكانة السلطة الفلسطينية، وتهيئة الظروف الملائمة لإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية. ووجه الرئيس الرئيس السيسي، دعوة للمستشار الألماني للمشاركة في الاحتفالية التي سوف تستضيفها مصر بمناسبة ابرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة. وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاتصال تطرق أيضاً إلى مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا، فضلاً عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي. وقد أكد الرئيس السيسي في هذا الخصوص حرص مصر على تعزيز التعاون مع ألمانيا في مختلف المجالات. ◄ قضية الحياة والكرامة تؤكد مصر بخطة الإعمار، أن قوتها ليست فقط بما تملكه من جيش وحدود، ولكن أيضا بما تبنيه من جسور إنسانية وسياسية بين الشعوب، وتجسيد حي لقوتها الناعمة والتي تجمع بين الإنسانية والدبلوماسية والتنمية. وبهذه الجهود المتكاملة، تثبت مصر دائما أن دعمها لغزة وللقضية الفلسطينية ليس موسما عابرا، بل التزام بقضية الحياة والكرامة، وأنها كانت ولا تزال بوابة العبور إلى السلام، وراعي الإعمار، وصوت العرب في مواجهة الدمار والاحتلال.