«أكتوبر لم يكن مجرد عبور، بل كان ملحمة غيرت موازين القوة».. بهذه الكلمات استعاد العميد محمد فكري، أحد أبطال سلاح المشاة، ذكريات معركة «جبل المُر» التي خاضها مع زملائه بعد عبور القناة في السادس من أكتوبر 1973. تخرج فكري في الكلية الحربية عام 1968، وشارك منذ البداية فى حرب الاستنزاف التى شكلت مدرسة حقيقية لإعداد القوات المسلحة، حيث يقول: كنا نكبد العدو خسائر يومية ونخوض عمليات استطلاع لعبور فردى داخل نقاطه الحصينة، ومن هناك وُضعت الخطط التي مهدت لساعة الصفر. وما إن دوّت الضربة الجوية، حتى انطلقت قوات المشاة لعبور القناة تحت حماية المدفعية. يروى فكري: شاهدنا الجندي المصري يتصدى للمدرعات الإسرائيلية ويُسقطها بصاروخ . كانت لحظة أذهلت العالم. ◄ اقرأ أيضًا | حوار| العقيد حلمي زكي يكشف تفاصيل مواجهة العدو في «الدفرسوار» وكانت المهمة الكبرى للعميد فكري وفرقته اقتحام «جبل المُر» الاستراتيجي، الذي شكل لسنوات تهديدًا مباشرًا للسويس وبورتوفيق. وفي التاسع من أكتوبر، تمكن خمسون مقاتلًا فقط من السيطرة على الجبل في وقت قياسي وبخسائر محدودة، لتنهار أسطورة الحصون الإسرائيلية. يقول: انهارت دبابات العدو وفر جنوده مذعورين، ليتحقق النصر بآية من الله وقوة الإرادة. ويضيف أن سقوط «جبل المُر» فتح الطريق أمام القوات المصرية للسيطرة على أهم موقع غرب المضايق فى سيناء، لتبدأ مرحلة جديدة من الصمود والتقدم. ويختتم العميد محمد فكري حديثه قائلاً: 52 عامًا مضت وما زالت روح أكتوبر حاضرة.. علمتنا أن المستحيل يسقط أمام عزيمة المقاتل المصري.