في لحظة يختنق فيها الأمل وسط دخان الحرب في غزة، تخرج مصر من جديد لتؤكد أنها ضمير الأمة العربية ودرعها الواقي. فبين ركام البيوت وصراخ الأطفال، تبقى القاهرة وحدها من تملك شجاعة المبادرة، ورؤية الدولة العاقلة التي تحوّل المأساة إلى فرصة للسلام. الدبلوماسية المصرية.. صوت العقل في زمن السلاح منذ اندلاع العدوان، تحركت القاهرة عبر مسارات سياسية متعددة، واضطلعت بدور فاعل في مجلس الأمن والمنظمات الدولية، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح طريق المفاوضات على أساس حل الدولتين. واستقبلت مصر وفودًا من الفصائل الفلسطينية، ومسؤولين من الولاياتالمتحدة وأوروبا، لتثبيت الهدوء وإحياء أفق سياسي حقيقي. ممر الرحمة.. معبر رفح شاهد على إنسانية المصريين فتحت مصر ذراعيها لغزة عبر معبر رفح، الذي تحوّل إلى شريان حياة لأهل القطاع. فمئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية تتدفق من أرض الكنانة إلى أرض الصمود، بينما استقبلت المستشفيات المصرية مئات الجرحى والمصابين في رسالة إنسانية تؤكد أن مصر لا تترك أشقاءها في محنتهم. الوساطة المصرية.. توازن الحكمة والقوة اعتمدت القاهرة على خبرتها الطويلة في إدارة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فمارست دور الوسيط النزيه بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل لتثبيت الهدوء ومنع الانفجار الشامل. ورفضت مصر كل محاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مؤكدة أن أرض مصر ليست بديلًا عن الوطن الفلسطيني، وأن القضية لا تُحل إلا بالعدالة والحق المشروع. تحرك عربي موحد برؤية مصرية لم تكتف القاهرة بالتحرك منفردة، بل قادت تنسيقًا عربيًا واسعًا عبر القمم واللقاءات الطارئة، لتوحيد الموقف العربي في مواجهة العدوان. كما دعت إلى مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بإشراف عربي ودولي، يهدف إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني وبناء ما دمرته الحرب. خاتمة: مصر حين تتكلم يسمعها العالم ليست مواقف مصر مجرد دبلوماسية عابرة، بل امتداد لتاريخ طويل من الالتزام القومي والإنساني. فمصر لا تبحث عن دور، بل تؤدي رسالتها: أن تبقى قلب العروبة النابض، وصوت السلام في زمن الجنون. وبين الحرب والسلام، تبقى القاهرة هي البوصلة التي تشير دائمًا إلى الحق والعدل والكرامة.