الانهيار الأخلاقى يزعجنا جميعاً، وتخيفنا السلوكيات المجنونة التى تؤدى لحوادث الطرق السريعة بسبب الإدمان والتسيب الأخلاقى، وأتذكر أننى قرأت فى عام 2021 مقالاً مدققاً للخلوق المثقف المتواضع الزميل د.أسامة السعيد رئيس تحرير جريدة «الأخبار»، فى موقع «الموقع»، بعنوان: «مشروع قومى لحماية الأخلاق ومكافحة البذاءة»، صحيح أن البعض عرف د.أسامة السعيد بكتاباته، وتحليلاته السياسية التى تتميز بتفكيك المشهد، وإعادة تركيبه بقراءة واعية، وما كتبه فى المقال المشار إليه يتعلق بالمتغير الأخلاقى السلبى، وكل مؤثر اجتماعى ينعكس بالضرورة سياسياً، وقد شرح وأوضح أسباب الانهيار الأخلاقى الذى نعانيه، وأثره فى الحاضر والمستقبل، فأشار للسقوط الأخلاقى فى الملاعب، والفضائيات مجهولة الهوية، والدراما التى تعمل فى خدمة البذاءة. والمساحة لا تكفى لعرض كل المحاور التى تناولها، وأشير فقط لما قاله فى مقدمة المقال: «هناك مثل شعبى يقول «الغجرية ست جيرانها»، أى أن سليطة اللسان تمتلك السيطرة على جيرانها، وتفرض سطوتها ب «قلة أدبها» على من يؤثرون السلامة، ويلتزمون بمقتضيات الأدب، ويفكرون قبل الدخول فى مواجهة غير محسوبة العواقب مع أمثالها، لأن الغلبة ستكون بالطبع للأكثر بذاءة، ويبدو أن المشهد الاجتماعى الراهن تسيده الكثير من أولئك «الغجر»، فلم يعد الأمر مقصوراً على سلاطة اللسان فى حسم «الخناقات» الشخصية، بل تسللت البذاءة لمختلف مفاصل حياتنا، وباتت سلوكاً غير مستهجن اجتماعياً، وللأسف نجد من يبرر البذاءة، ومن يدافع عن سليطى اللسان بدعوى أنها لغة المجتمع، وأن هذا الأسلوب هو النمط الشائع فى الحياة اليومية»! اتفق مع ما ذهب إليه د.أسامة السعيد، لأننا بالضرورة أصبحنا فى حاجة لمشروع قومى لحماية الأخلاق، ومكافحة البذاءة التى تلزم كل مكونات المجتمع بتحمل مسئولياتها.