شفرات الحديث عند الغجر عرفت فيما بينهم ب «السيم»، فالغجر لهم لغتهم الخاصة، يتحدثون بها في حال تواجد غرباء معهم. كذا يتميزون ببعض فنون التراث الشعبى، كالوشم على الأذرع والوجه، ولا يقتصر الوشم على النساء فقط بل يمتد للرجال، فهم يقومون بالوشم على الساعد أو الساعدين معا، ويعتقد الغجر أن الوشم من أصول أعراقهم التاريخية، أما نساء الغجر فيقمن بالوشم على الوجه والصدر، فكثير منهن راقصات، ويعتقدن أن الوشم يضيف لمسة جمالية لاغنى عنها. أما بين قارئات الطالع ومن يضربن الرمال، فغالبا ما يقتصر الوشم على نساء كبيرات السن فهن لا يشمن إلا وجوهن باعتباره من أصول العمل ، علاوة على ذلك فهن يستفدن منه ماديا، فيما يتعلق وبراعة الغجر في جلب المال بالإضافة لعملهن في السرقة والرقص. وهناك الكثير من الأمثال الشعبية التي تطلق على الغجر ومنها «الغجرية ست جيرانها»، وهذا لا يعنى كونها أفضل من غيرها، ولكن لكونها سيدة سليطة اللسان، ويقال بشأنهم أيضا: « إذا قطعت غجريا إلى عشرة أقسام فلا تعتبر نفسك قتلته، بل خلقت منه عشرة غجريين» وهذا يعنى فكرة تعظيم الذات. أما حفلات الغجر فدائما ما تختلط بالفولكلور الشعبي وفن الموال ومنها: «الزمن قال إيش اسمك/ قلتله/ على الدوام عمال/ عمال أعدل في الحمول المايلة عمال». ويستخدم الغجر كلمات معينة يتواصلون بها أثناء الشروع في السرقة داخل الموالد مثل: «طويلك» وتعنى»الحكومة»، أما «ارجعى» تعنى «اهربى»، و«الطير» تعنى «الزبون». ويبلغ مهر الفتاة مئات الآلاف، يزيد وينقص هذا المبلغ حسب مهارتها في جلب الأموال، كذا يتميز الغجر بحرق الأموال فيما يسمى ب«مجلس العرب»، والذي يعقد في حال اختلاف طرفين حول موضوع ما، فيجلسون في مجلس عرفي ويقدرون حجم العقوبة على المخطئ، وعند الحصول عليها يحرقونها أمام عينه، ويثير هذا التصرف المهتمين بدراسة الأدب الشعبى، أما المتخصصون من أساتذة علم النفس، فيفسرونه بأنه اكتساب لموروث اجتماعى. ويعكف كبار السن من الغجر على تدريب الصغار لصقلهم بمهارات السرقة والوشم وقراءة الكف وضرب الرمل.