كلما هل علينا شهر أكتوبر المجيد .. أشعر بسعادة غامرة وفرحة كبيرة فعندما حقق جنودنا البواسل النصر فى السادس من أكتوبر عام 1973 كنت فى أولى ابتدائى ..فأنا يا سادة من مواليد ما قبل نكسة1967بشهور قليلة ..ورغم أننى لم أعشها مدركا ..لكن عندما دخلت المدرسة اختلف الوضع تماما، فلم أذهب للمدرسة سوى أيام قليلة وأصبت بالحصبة، وهو مرض يؤدى إلى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم ولم يكن له علاج سوى أكل العسل الاسود والعيش القرقوش (الناشف) . فلم يتوافر له مصل إلا فى أواخر السبعينيات .. وبالتالى ياسادة كنت مرتاح انى مش بروح المدرسة وكان الجو رمضان وأيضا الوحيد اللى فى البيت كنت فاطر رغما عنى بسبب المرض وبسبب حرارة الطقس فى قنا محافظتى . وكانت وسيلة التسلية الوحيدة لى هى الراديو فقد كنت عاشقا لإذاعة الشرق الاوسط ولازلت من محبيها، فأنا كائن يسمع الراديو حتى التليفزيون أتابعة بذات الطريقة، أسمعه فقط. وفى الساعة 2 ظهرا يوم 6 أكتوبر تحول الراديو إلى أهم شيء فى حياة كل مصري، عندما أعلنت القوات المسلحة اقتحام خط بارليف المنيع . فرحنا بالنصر والعبور. وغدا نفرح بعبورمنتخبنا عقبة جيبوتى للمونديال . تحيا مصر