كشف باحثون أمريكيون عن آلية جديدة تفسر لماذا تزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ما قد يمهد الطريق نحو تطوير علاجات وقائية فعالة. وحذر الأطباء من أن السمنة ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسرطان، فضلاً عن دورها في تسريع تدهور القدرات الإدراكية، لكن الدراسة الجديدة، التي وُصفت بأنها "الأولى من نوعها"، تفسر كيف تُسرّع السمنة تراكم بروتينات سامة في الدماغ. كيف ترتبط السمنة بمرض الزهايمر؟ وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بالسمنة يمتلكون مستويات أعلى من جزيئات دقيقة لتخزين الدهون (الليبيدات)، تجعلهم أكثر عرضة لتراكم بروتين الأميلويد في الدماغ. ويُعد تراكم الأميلويد مع بروتين آخر يُسمى تاو السبب الرئيسي في تكوين اللويحات والتشابكات العصبية التي تدمّر الخلايا العصبية وتؤدي إلى أعراض مرض ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً من الخرف؛ بحسب «صحيفة ديلي ميل» البريطانية. وأشار العلماء إلى أن هذه الجزيئات الدهنية الصغيرة قادرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، والتأثير المباشر في سرعة تكتل بروتين الأميلويد. اقرأ ايضا|7 عادات أسبوعية تقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف تفاصيل الدراسة أُجريت الدراسة على متطوعين من ذوي الوزن الطبيعي والمصابين بالسمنة. قام الباحثون بأخذ عينات من الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية العميقة التي تحيط بالأعضاء. تم تحليل مستويات بروتين الأميلويد في الدماغ باستخدام اختبارات السائل الدماغي الشوكي (CSF). النتائج أظهرت أنّ اختلاف نوع ومستوى الدهون بين الأصحاء ومرضى السمنة يؤثر على سرعة تراكم الأميلويد. وكتب الباحثون في دورية Alzheimer's & Dementia أنّ استهداف هذه الجزيئات الدهنية ووقف تأثيرها على الدماغ قد يقلل من خطر ألزهايمر لدى المصابين بالسمنة. الحاجة إلى مزيد من الأبحاث ورغم أن الدراسة تكشف عن رابط مهم، إلا أن العلماء أوضحوا أنّها لم تثبت بعد بشكل قاطع أن هذه الجزيئات هي المسبب المباشر لتراكم الأميلويد، وأنّ هناك حاجة إلى تجارب مستقبلية على الحيوانات لفهم العلاقة بشكل أدق. كما أشاروا إلى أن العلاجات المستقبلية التي تستهدف هذه الجزيئات قد تُستخدم كخيارات علاجية محتملة للأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر. السمنة كأكبر عامل خطر للإصابة بالخرف قال الدكتور ستيفن وونغ، أستاذ بيولوجيا الاضطرابات العصبية في معهد هيوستن ميثوديست للأبحاث الأكاديمية والمشارك في الدراسة: "تشير الدراسات الحديثة إلى أن السمنة أصبحت الآن العامل القابل للتعديل الأكبر لخطر الإصابة بالخرف." عوامل الخطر الأخرى لمرض ألزهايمر دراسة سابقة نشرتها مجلة The Lancet أكدت أنّ ما يقرب من نصف حالات ألزهايمر يمكن الوقاية منها عبر معالجة 14 عاملاً من عوامل الخطر، تشمل: ارتفاع الكوليسترول فقدان البصر التدخين العوامل الوراثية التغذية غير الصحية قلة النشاط البدني الزهايمر في أرقام يؤثر مرض ألزهايمر على نحو 982 ألف شخص في المملكة المتحدة. توفي 74,261 شخصاً بسبب الخرف في عام 2022 مقارنة ب 69,178 في العام السابق، مما يجعله السبب الأول للوفاة في بريطانيا. عالمياً، ارتفعت حالات ألزهايمر والخرف بنسبة 148% بين عامي 1990 و2019، نتيجة شيخوخة السكان وزيادة عوامل الخطر مثل السمنة.