ألقى الرئيس الأمريكى ترامب الكرة فى ملعب حماس لوقف حرب الإبادة فى غزة..منح الحركة مهلة72 ساعة إما الموافقة على مبادرته التى أطلق عليها خطة السلام ،ووقف الحرب،أو منح نتنياهو الضوء الأخضر لاستكمال حربه ودعمه فيها. ورغم أن الخطة ليس بها أى إشارة إلى إقامة الدولة الفلسطينية،ومنحازة انحيازاً كاملاً إلى نتنياهو وإسرائيل ،إلا أن الجانب الإيجابى والأهم -من وجهة نظرى- هو وقف وإنهاء حرب إبادة أهل غزة ،والتخلى عن أوهام التهجير القسرى لأهل غزة ،والذى كان لمصر وللرئيس السيسى الدور المحورى فى عدم تنفيذ الحلم والهدف الاستراتيجى لإسرائيل بإخلاء غزة من سكانها. وانطلاقاً من هذا الجانب الإيجابى الوحيد، لابد أن تفوت حماس الفرصة على نتنياهو للاستمرار فى قتل أهل غزة ،فهذه هى الخطة العاجلة، والمهمة. المؤتمر الصحفى الذى عقده ترامب ونتنياهو فى البيت الأبيض، كان هدفه: - إنقاذ إسرائيل وإعادة تأهيلها للانخراط مرة أخرى فى اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، واستكمال مايسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية. - تخفيف الضغط الدبلوماسى العالمى الذى تتعرض له تل أبيب بعد سيل الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، غير الموجودة فعلياً على أرض الواقع. -التفرغ لإبرام الاتفاقية الأمنية مع سوريا، التى تعطى لإسرائيل صك البقاء فى الأراضى التى استولت عليها بعد سقوط الأسد بالإضافة إلى الجولان. - تحقيق حلم ترامب بالحصول على نوبل، وظهر ذلك جلياً وهو يقول إن كل الدول ضغطت عليه ليكون رئيساً لمجلس السلام الذى سيدير غزة، فى اليوم التالى لوقف الحرب! وأياً كانت الأهداف والغايات لأى طرف، فيكفى أن النتيجة ستكون وقف نزيف الدم الفلسطينى المستمر على مدار عامين والتى قاربت حصيلته على المائتى ألف شهيد وجريح ومفقود. لايوجد أى مبرر لحماس لعدم قبول هذه المبادرة أو التأخر فى الموافقة، فالذى يدفع الثمن هم الأطفال والنساء والعجائز، ولا توجد مقاومة فى العالم يمكن تضحى بالشعب، والأرض، لكى تستمر. نعم المبادرة مجحفة وضبابية الملامح، ولم تذكر من قريب أو بعيد إقامة دولة فلسطينية ،ولكنها تتضمن إنهاء الحرب وإدخال المساعدات وإعادة بناء غزة.. ويمكن أن تلعب الدول العربية دوراً مهماً فى المرحلة القادمة، من خلال ورقة التطبيع التى تلهث وراءها أمريكا وإسرائيل، وتكون إقامة الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع.