مازالت قضية زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطغى على الساحة الإعلامية الأوروبية، بعدما تخطت القضية حدود القارة العجوز، وباتت ساحات القضاء الأمريكي، مكانا يصارع فيه الزوجان من أجل إثبات أن السيدة ماكرون امرأة، على خلاف نظريات المؤامرة المنتشرة على السوشيال ميديا. رفع إيمانويل وبريجيت دعاوى قضائية بتهمة التشهير، ضد المؤثرة الأمريكية الشهيرة كانديس أوينز، وطالب ماكرون بتعويضات، كون المؤثرة الأمريكية مصرة على حملة التشهير ضدهما من أجل كسب المال والشهرة، بسبب ما لديها من مشتركين يصلون الآن 6.9 مليون مشترك في حسابها على X و4.7 مليون مشترك على يوتيوب. وفى أحدث تطورات القضية، يخطط ماكرون وزوجته بريجيت لتقديم أدلة فوتوغرافية وعلمية إلى المحكمة لإثبات أن السيدة ماكرون امرأة، بالإضافة إلى صور لها وهي حامل أو تربى أطفالها، كما ستكون هناك شهادة من خبراء ستكون ذات طبيعة علمية، كما أكد محاميهما لوسائل الإعلام الفرنسية. خطوة حاسمة وأكد الرئيس الفرنسي في أحدث تصريحاته حول القضية؛ إن هذه الشائعات "مقلقة للغاية" لزوجته، مشددا على مدى تأثيرها على حياتهما الشخصية، وتمثل الأدلة العلمية خطوة حاسمة بالنسبة لبريجيت لوضع حد للشائعة المستمرة، وهى مستعدة لتحمل العبء من أجل ذلك، ومصممة على إثبات أنها امرأة. وفي المقابل، تسعى المؤثرة الأمريكية كانديس أوينز إلى رفض الدعوى، مُدّعية أنها لا تخص أعمالها التجارية القائمة في تلك الولاية ديلاوير الأمريكية التي رفعت بها القضية، وفي الوقت نفسه تواصل الدفاع عن تصريحاتها وتأكيد حريتها في التعبير، بإعتبارها مجرد آراء. ومن خلال الوثائق المنتظرة للمحكمة، تسعى السيدة الأولى الفرنسية إلى شرح تفاصيل حياتها، وبداية قصة حبهما التي بدأت بين جدران مدرسة لا بروفيدانس الثانوية في أميان، وهي مدرسة كاثوليكية خاصة، حيث كانت تعمل مدرسة أدب ودراما، والتقت وقتها بإيمانويل ماكرون ، الطالب فى نفس صف إحدى بناتها. القصة الرئيسية وفي عام 2015، ودعت السيدة الأولى الفرنسية التدريس، حيث كانت تبلغ من العمر 62 عاما آنذاك، وهو السن القانوني للتقاعد، ثم غادرت شمال فرنسا لتستقر في العاصمة مع زوجها، الذي كان وزيرا للاقتصاد، بدافع حبها لزوجها، وقررت تأجيل مسيرتها المهنية كمعلمة لغة فرنسية. فى ذلك الوقت، تحولت بريجيت ماكرون، بطريقة غير مسبوقة، إلى هدف لهجمات شخصية تركز على هويتها الجنسية، مستغلين البيئة السياسية والحملات الإنتخابية المليئة بالتشهير، حيث لم تعتمد الشائعات على أي حقائق، واعتمدت فقط على التلاعب بالصور القديمة، والمقارنات. كانت القصة الرئيسية، هي أن بريجيت ماكرون في الواقع شخصية مُعاد تشكيلها جنسيا تدعى "جان ميشيل تروجوكس" وهو اسم زعمت مرارا أنه مُختلق بالكامل ولا يرتبط بأي شخص حقيقى فى ماضيها، إلا أنها انتشرت كالنار فى الهشيم في جميع أنحاء العالم عبر منصات التواصل الإجتماعى. تزعم النظرية أن بريجيت ماكرون، المولودة بإسم تروجنيوكس، لم تكن موجودة قط، بل إن شقيقها، جان ميشيل، اتخذ هذه الهوية بعد تغيير جنسه، وظهر العديد من الكتاب والمؤثرين الذين يعدون أسماء رئيسية في ترويج هذه الشائعة، وكثير منهم واجه دعاوى قضائية من ماكرون وزوجته. ومع الإنتشار الواسع للمنصات العالمية مثل تيك توك وتليجرام، قام المؤثرون من مختلف أنحاء العالم خاصة فى الولاياتالمتحدة وشرق أوروبا، بإنشاء المحتوى الرئيسى سريع الإنتشار يكرر نفس النظرية، تحت عناوين جاذبة مختلفة مثل تفاصيل الفضية أو الكشف عن الحقائق المخفية. ومنذ بداية الأزمة، رفض قصر الإليزيه، مكتب الرئاسة الفرنسية، التعليق على هذه الشائعات بشكل مباشر، ولكن عندما تجاوزت هذه الإدعاءات حدود النشر العشوائى وتحولت إلى تشهير منظم لماكرون وزوجته، حيث لم ترفع الدعاوى القضائية بإسم بريجيت أو ماكرون كأفراد، ولكن نيابة عن رئاسة الجمهورية كمنصب مؤسسى. وقام مكتب ماكرون برفع عشرات الدعاوى ضد مدونين ومغردين فرنسيين وآخرين من جنسيات مختلفة لنشرهم هذه الشائعة، وكثيرا ما انتهت هذه القضايا بإدانات، وتراوحت العقوبات ما بين الغرامات المالية والحبس مع وقف التنفيذ، إلى أوامر بإزالة المحتوى المخالف من على السوشيال ميديا. اقرأ أيضا: الرئيس الفرنسى وزوجته يرفعان عشرات الدعاوى القضائية ضد نشطاء السوشيال ميديا